مواضيع اليوم

اعتذار... تأخر كثيرا

فريد دولتي

2009-06-19 13:12:57

0

(1)
آيتها الغالية
كيف حالك، اعرف انك انتقلت للعيش في مكان آخر....جميل التغيير، والأجمل الارتحال، ولكن قبل أن استرسل وأحاول أن أفلسف كل الأمور....لا عجب فهذه طبيعة... إن لم أكن مخطئ كيف حال ابنتك، كذلك ابنك، اعلم إن الصغار متى كبروا كبرت مطالبهم...مشاكلهم التي تجعل الشعر يشيب...ولكنهم زينة...خاصة ،،ضعي خطان تحت كلمة متى كانوا صغار،ها انأ ارجع إلي فلسفة الأمور....ماذا افعل فانا أحاول أن أجد كلمات دافئة أذيب بها جليد البعد.....صدقني ترددت كثيرا وكثيرا جدا، قبل أن اكتب إليك.....لا كبرياء مني كما تتوقعين أو انك ستتوقعين فأنت ادرى يا صاحبة الكبرياء ، ..."التسرع طبيعتك"، هذا الانطباع تولد عندي، ربما كنت مخطئ، ولكن هذا ما عرفته عنك على الأقل بيني وبين نفسي......أناشدك أن تتروي و لا يذهب ظنك بالكلمات مذهب القسوة....لقد اغتلت كلماتي من قبل .....لا داعي أو الأفضل دعك من تساقط كلماتي....فهي واهية ...تسقط كتساقط أوراق الخريف...أعود لحديثي ...فانا اكتب إليك ألان ،بعدما هدءا موج بحري وركد،وعادت مياهه صافية.... ، زرقاء قاتمة، يستقر في أعماقها صخور مليئة بأنفاق المجهول، ولكنها...دافئة ، منعشة...أيضا أمنة....على فكرة ..كم أحب البحر,ولا أجد ابلغ من تعبير نجاة الصغيرة له عندما تصدح بأغنية " انأ بعشق البحر "....هاتي أذنك كي اهمس فيها بعض مقاطع الأغنية " انأ بعشق البحر لأنو زيك حنون وساعات زيك مجنون ومسافر ومهاجر وساعات زيك حيران وساعات زيك تعبان " ....هذا يكفي....مرة أخرى...لا تفهمني خطاء، همست في أذنك بالأغنية فقط، لأني لا أريد لأحد أن يسمعها غيرك، فهي لك ولك فقط....وسأكون صريحا هذه المرة....صوتي ليس جميل و لا عذب " ربك قياد العفاريت " ولو أن الأمر عكس هذا ،لصدحت بالغناء حتى ينتقل صداه عبر الإرجاء ، ولكنت اتبعت داوود ومزاميره....ولكن ليس كل ما نتمناه ندركه فالرياح خلقت لتسير ليس كما تشتهي السفن.....آه على ذكرى السفن "البحر لا يكتمل بدون سفن "سبب مشكلتنا كما أتصورها....سفينة عجزت عن الإبحار...فرأيت أنت أن صاريها قد كسر .."لحظة اعرف انك تدققين في اللغة ..صاريها أو ساريها...ايهما الاصح حسب نظرك..عندي انا لا فرق..فانا متمرد على كل ما هو تقليدي...كلمات تعبت من سماعها ولم اتعب انا من تكرارها " ...حاولت إصلاحه ...نجحت ...بسرعتك المعهودة سألت لماذا لم تبحر؟...لماذا لا تقوى على الإبحار؟...لعلك قلت أنها لا تصلح بأن تكون الحضن الأمن الذي سيسافر بك الأنحاء...فهي لا تزال واقفة...اللعنة على هذا المركب الجامد كجلمود صخر حطه السيل من عل....أيتها الغالية ...التروي حكمة ... .فهذا المركب القديم خبر البحر وخبره، كسر الأمواج وكسرته، أبحر فوق سطح الأعماق ولم تستطيع الأعماق أن تشده إليها...لم يكسر صاريه فقط .ولكن بدنه كله قد عبث به البحر والزمن...ولن يتحرك إلا إذا شفي من الجراح. فهو لا يريد أن يغرق ويغرق من حوله " غريزة البقاء " و عدم الأنانية.....
الآن هذا المركب الآن أصبح قادر على الإبحار مجددا...فهل تريدين ركوبه...اعرف أني تأخرت...والحياة قصيرة, ولكن لا يمنع غروري من أن يقول بأني جاهز للإبحار....وسأبحر....عدت مجددا ومجددا أفلسف الأمور...اعرف أن فلبك كبير وستتقبلين رعونة فلسفتي ...حتى وأنت بعيدة....لا يهم فعمر الإنسان يقاس بالذكريات
تحياتي
(2)
فتحت بريدها الالكتروني . أو بالأحرى الايميل فالذي أولده اسماه هكذا لماذا نقوم بتغيير الأسماء ، في حين أننا لا نحب أن تغير أسماءنا.....قراءت الرسالة ...تمعنت فيها كثيرا...ظلمها أحيانا...وأحيانا أنصفها.
كتبت إليه ....نبقى دائما أصدقاء، فنحن لم نتخاصم ولكن ابتعدنا....أتمنى أن تكون بصحة جيدة...كيف حال أولادك..زوجاتك..اعرف انك تفضل الصمت في زمن..الجميع يتكلم فيه.لقد حاولت أن أشفيك من جراحك بدون أن اعرف سبب هذه الجراح...كان كل همي أن أنقذك فلم يكن هناك وقت لسماعك قبل أن تشفى...الآن شفيت بإمكانك أن تراسلني ...وتحكي لي عن الأسباب أنا في انتظارك
.... .....
( 3 )
سيدتي..... ......
أنت تعرفي جيدا أنني أتسلل دائما إلي أيميله الخاص به...صحيحا لقد توقفت عن هذا منذ زمنا بعيدا، ولكن مازال الفضول يعتريني مرات ومرات....وراء هذا الفضول فتحت اليوم الايميل . ووجدت رسالتك ....صدقيني سيكون في غاية السعادة عندما يقرءاها، وسيرد عليها فورا....انأ اعرف.....ولكنه رحل بدون سابق إنذار، لم يكفل نفسه حتى إبلاغي أو إبلاغ أولاده...أراد دائما الهروب ليلقى ذاته...انأ اعرف انه الآن متحد بذاته...لم يكن همه إلا...هذا الذي يسمى الرحيل...لقد قرر أن يرحل الأول....ليهرب من الم الفراق لمن أحب . وها هو قد...هرب...لو عرفت كيف أوصل له رسالتك...كوني متأكدة لفعلت فهو قد انتظرها دائما..لم يقلها علنا , ولكني رايتها دائما في كلماته وسطوره...للأسف لا حيلة... اني اشتاق اليه.
سلام
,,,,,,

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !