علي جبار عطية
استفزني كثيراً منظر طفلين في موكب عرس خميسي : الاول كان يرتدي بدلة عسكرية بشارة عقيد في الجيش والثاني طفلة لم تتجاوز السنة الثانية ببدلة عروس وقد صبغتها امها بالوان الطيف الشمسي واحمرت شفتاها بشكل مقزز !
دمرني هذا المشهد كثيراً لانه قفز على مراحل العمر اولاً وتشويه لبراءة الطفولة ثانياً بل اعتداء صريح عليها ولا ادري ماذا وجد الاب والام من جمالية في ارتداء الولد والبنت بدلة عسكرية برتبة عالية وثوب زفاف في مرحلة لاتحتمل هذا التبكير والعجلة في حرق المراحل ! تزداد محنتي وانا اتابع كارتون توم وجيري على قناة (ام بي سي3) اذ انهم لايتحرجون من عرض مشهد يقبل فيه القط توم قطة جميلة فتتطاير قلوب الحب ! علماً ان هذا المشهد نفسه محذوف لدى عرض الفلم في قناة ( سبيس تون ) لادراك القائمين على القناة مدى خطورة اطلاع الطفل على هذه المسائل الحساسة في مرحلة مبكرة .
في مناسبات اجتماعية اخرى ارى اقحاماً قسرياً للطفولة فمثلاً يجري اصطحاب الطفل الى مقبرة فتندلع في راسه عشرات الاسئلة عن الموت ومابعد الموت وربما حفرت في ذاكرته الطرية ثقوباً وجروحاً لايمكن ان تندمل وهناك من النسوة من يصطحبن اطفالهن معهن في مجالس العزاء والعويل والبكاء ولا ادري لماذا هذا الاهمال المتعمد لمشاهدة الطفل ومعايشته لما يجري في هذه المجالس من مناظر مأساوية وماتتركه من آثار سلبية في نفسه الشفافة .
وهناك مشهد مؤذ كثيراً حين يصطحب الاب طفله في مأدبة عرس فيظن القائم على الوليمة ان هذا الطفل من اطفال الزقاق فيزجره فضلاً عن دخول الاطفال بين المدعوين بعد بدء الوليمة ومايحدث من انتهاكات لكرامتهم .
اظن ان الامر كله مرهون بالوعي الذي يبدأ من الاسرة نفسها بتعزيز الاحساس بالكرامة لدى الطفل وتجنيبه التعرض للانتهاكات في المواضع التي ذكرناها لان السنوات السبع الاولى من حياة الطفل تشكل اكثر من 80% من معالم شخصيته كما يؤكد خبراء التربية وتظل العشرون بالمئة المتبقية ماتبقى من العمر!!
التعليقات (0)