الرواية من الفنون الأدبية التي تحظى بشعبية كبيرة لدى
جمهور عريض من القراء،وهي اهم كتاب يباع في المكتبات العالمية.
وقد ازداد عد الروايين الذين يهتمون بالمضمون اكثر
من تركيزهم على الاداة الفنية القادرة على توصيله للقارئ.
وتعد رواية(دون كيشوت) للكاتب الاسباني-سيرفانتس- اول نموذج
للرواية الحديثة بعد ان تخلى عن سرد الحقائق التي وقعت بالفعل
ليجعل منها شكلا فنيا يعتمد علىا لخيال.
وينحصرمفهوم الواقعية في الادب الروائي في ذلك المجهود المستمر
والمتأني،الذي يبذله جيل بعد اخر لكي يعدل من
الاشكال،والاساليب
الروائية حتى تواكب الحياة المتطورة .
ولم تعد الروايئة الحديثة تهتم بالمغامرات،والاهوال،والصراعات
الجسدية،بقدر اهتمامها بالحياة الرتيبة للافراد العاديين،وكادت
تخلو من الاحداث،لان الحادث مايقع للشخصية،والحدث مايقع
داخل الشخصية او مايصدر عنها من تصرفات.
واجدني الاحظ ان الروايات الحديثة للكتاب الروايين، هوالتركيز
على الحياة الداخلية للانسان نتيجة للتوسع واكتشافات علم النفس
مما ادى الى التخلي عن اسلوب الصدفة،والعناصر الميلودرامية
التي تهدف الى اثارة الدهشة والرعب فقط،لذلك بدأت الحبكة
في التراجع،وبرزت اهمية دراسة الشخصية من كل جوانبها.
يقول الروائي الامريكي هنري جيمس ان الشخصية ليست
سوى التجسيد الحي للحدث،والحدث هو الشخصية،ومنهم
من يمجد ابطال روايته بصرف النظر عن مركزها الاجتماعي
لاحظ "فيكتورهوجو"يمجد بطل روايته وهو سجين هارب.
ولعل بعض الروايين يسجل كل تفاصيل الخلفية الاجتماعية
و لعل من المهم ان نوضح ان استعمال ضمير المتكلم في السرد
يمنح الروائي حرية الحركة لكنه بالتالي يقضي على تماسك
البناء الذي يجب ان يتميز بالنظرة الموضوعية دون التاثير
على رسم الشخصيات.
يقول توماس مان عن الرمزية والمثالية انه لوحدث
تحول من الواقعية،والذاتية فلا بد ان يكون الاتجاه
للمثالية والموضوعية،لان الحياة نفسها تقع بين النقيضين
ولاثالث لهما.
وفي المثالية والموضوعيةيلجأالاديب الى الرمز والصورة
بدلا من الشرح والتحليل.
والرواية تنقسم الى انواع رئيسية:الاجتماعية،والتاريخية
والبوليسية،والسيكلوجية،والدراميه،والسياسية،والدعائ ية
والفولكلورية..وربما توجد انواع اخرى.ولكن هذه الملامح
الرئيسية في الفن الروائي....
وسأحاول لاحقا ان اتحدث عن هذه الانواع باختصار.
وكانه يقوم بمسح اجتماعي وذلك لاشك انه سيؤثر على البناء
الدرامي،وبالتالي استمتاع القاري لها.
التعليقات (0)