بات واضحا أن هناك نهجا اسرائيليا مدروسا للاجهاز على المعتقلين الفلسطينيين بأشكال وأساليب مختلفة، سياسة ممنهجة يتعرض لها المعتقلون على مرأى ومسمع من العالم كله، الذي يقف ذليلا مهانا وعاجزا أمام هذا الحقد الاسرائيلي الذي فاق كل تصور.
هذا الاحتلال الذي يمارس هذه السياسة غير الانسانية وغير الأخلاقية والوحشية هو أبعد ما يكون عن الرغبة في سلام حقيقي، يعيد الحقوق الى أصحابها، وينهي آخر احتلال قمعي في هذا العالم، وأمام هذا الاجرام يبقى الحديث عن السلام مجرد كلام فارغ لا طائل تحته، وذر للرماد في العيون، وبالتالي، لا بد من موقف حازم لمواجهة جرائم تعذيب معتقلينا وقتلهم، مطلوب سياسة رادعة ترفع الظلم والقهر والتقتيل عن أسرى الحرية، الذين قدموا تضحيات جسيمة من أجل شعبهم، والتهاون في اجهاض سياسة الاحتلال لم يعد تصرفا حكيما وموقفا سليما، واستشهاد الاسير ميسرة أبو حمدية، هو صرخة مدوية تضع شعبنا وقيادته أمام مسؤولياته، وضوء أحمر أشعل في عواصم العرب والغرب التي تقف خانعة صامتة أمام ما يتعرض له معتقلونا الأبطال في سجون القمع الاسرائيلية.
ان أي حديث عن عملية سلمية، وجهود ودعوات لاطلاقها ليست ذات قيمة اذا لم تتوجه الضغوط الجادة والفعلية الى اسرائيل واجبارها للافراج عن المعتقلين الذين يتعرضون الى شتى صنوف العذاب والاعدام بقلب ودم بارد.
ما يتعرض له المعتقلون الفلسطينيون وصمة عار في جبين الرئيس الأمريكي الداعم لهذا الاحتلال والمساند لسياساته ومواقفه الارهابية الحاقدة، انها لطمة على وجه أوباما البشع الذي يدعي حرصه على الديمقراطية وحقوق الانسان، في وقت يواصل فيه دعم الارهاب الذي تمارسه اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وضد شعوب الأمة.
لقد أعلن أوباما خلال رحلة الحج الى اسرائيل وبكل بجاحة أن هناك دولتين ديمقراطيتين في العالم اسرائيل والولايات المتحدة، فأية ديمقراطية يتحدث عنها رئيس عانى أجداده من الظلم والرق والعبودية.. هل احتلال شعب آخر يعني الديمقراطية والحرص عليها.. وهل انتهاج امريكا لسياسة الارهاب يعني الديمقراطية التي يتغنى بها الرئيس الأمريكي؟!
ان اوباما الداعم لقمع الفلسطينيين وسياسة قتل معتقليهم، لم يفهم بعد معنى ومفهوم الديمقراطية الحقيقية.. انه طاغوت الشر الداعم لشياطين العصر، ويكفيه استغباء لشعوب الارض واستهزاء بها واستخفافا بوعيها وعقولها، وعليه، وقف التشدق بالسلام وخطواته، فما يتعرض له شعب فلسطين يفضح كذبه ونفاقه وظلمه وارهابه!!
واذا كان هناك من حرص على السلام والاستقرار في هذه المنطقة، يجب أن يكون اطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين أول شروط تحقيقه... وبدون ذلك، لا معنى لكل الاحاديث والتصريحات التي تتحدث عن السلام مع احتلال بغيض يتنكر لحقوق الانسان ويواصل نهج الارهاب بتنسيق وتعاون ودعم من الولايات المتحدة التي تتزعم الهمجية والارهاب في هذا العالم.
مقالات للكاتب اسلام الرواشدة
التعليقات (0)