بقلم : وائل قنديلwww.koraegy2.blogspot.com
و أنت تحتفل بعيد الفطر المبارك وسط أفراد أسرتك لا بأس من أن تتذكر أن أطفالا في عمر ١٥ و ١٦ سنة مروا على زنازين العسكر ، و ذاقوا طعم القمع و القهر لمجرد أنهم رجوا إلى ميادين الثورة فجرى اعتقالهم٠
من هؤلاء من صدر ضده أحكام عسكرية مغلظة ، ثم أطلق سراحهم ٠٠ و منهم من لايزال يتذوق كعكة السجن المرة حتى الآن٠
و السؤال المخجل هنا هو : ما الذي يجعل سلطة عسكرية حاكمة تناصب أطفالا و صبية كل هذه الكراهية و كل هذا الحنق إلى الحد الذي يتم معه اقتياد هؤلاء إلى ظلام الزنازين و بأساليب في غاية البشاعة و البطش ؟
"الأول جرونا قدامهم ويضربوا كرابيج على الأرض ويضربونا بأيديهم والجنود صفين وإحنا بنجري يكعبلونا برجليهم وينزلوا ضرب.
بعدها نزل 2 طوال لابسين نضارة شمس يكهربونا نص دقيقة ويسيبونا ...العدد كان 100 أو اقل, أنا كنت اصغر واحد اديتهم كارنيه المدرسة. "
الفقرة السابقة جزء من شهادة طفل عمره 15 سنة, قبض عليه يوم 10 فبراير من ميدان رمسيس بعد حظر التجوال. و أخلى سبيله وحده يوم 28 فبراير. الشهادة وثقت بمركز النديم يوم 1 مارس 2011 و حتى وقتها فشل الابن في معرفة مكان والده.
و حسب الناشطة ضد المحاكمات العسكرية للمدنيين منى سيف فإنه " منذ البداية لم يستثنى الأطفال من انتهاكات العسكر بشتى أنواعها : سب, ضرب, كهرباء, هتك عرض, و محاكمات استثنائية, بنوعيها عسكرية و أمن دولة طوارئ. و في كل مرة تم فض اعتصام أو مظاهرة بالقوة , و في كل حملة اعتقال عشوائية تنكيلا بالثورة, تجد دائما أطفالا (دون ال 18 سنة ) ضمن الضحايا.
و قائمة الضحايا من هذا النوع تطول ، و كما قلت بعضهم قضى عقوبته و منهم من ينتظر قرارا إنسانيا و ثوريا محترما بإغلاق هذا الملف المشين بشكل كامل ، فمن العار و نحن نتحدث عن مصر جديدة أكثر حرية أن يظل اسلام رجب حربي – في السجن حتى الآن و هو
مواليد 1995 بعد آن حوكم عسكريا بتهمة سرقة بالاكراه (٤٠٩ لسنه ٢٠١١ جنايات عسكرية شرق ) و حكم عليه ب 7 سنين سجنا , خففت العقوبة لسنتين عند التصديق عليها٠٠ و هو الآن
يقضي عقوبته الان في سجن طرة شديد الحراسة.
و هذه مأساة آخرى لطفل يقبع في السجن الان بعد أن حكمت محكمة عسكرية في أبريل 2011 على محمد إيهاب (مواليد أكتوبر 1993) بالسجن 15 عاماً في سجن طرة مشدد الحراسة بتهمة كسر حظر التجوال العسكري وبالاعتداء على ضباط أمن.
ومثله محمد سامى شحاتة - 16سنة طالب بمدرسة أزهرية و التهم : التعدي على القوات المسلحة وصدر ضده حكم عسكري بالسجن 6 شهور, لم يصدق على الحكم بعد.
ومحمد قبض عليه يوم 4 مايو بمعرفة الشرطة العسكرية, و تعرض للضرب و التعذيب في مدرعتهم قبل أن ينقل الى حجز عجرود ، و ضمته المحكمة العسكرية لمجموعة الشباب المحاكمين في السويس لتضامنهم مع معتصمي العباسية و حكم عليه منذ أسبوع بالسجن 6 أشهر و حرم من أداء الامتحانات٠
لقد كان الأمل ألا يأتي عيد الفطر هذا العام إلا و معه نبأ سار بالإفراج و العفو عن جميع معتقلي الثورة ، على نحو يغلق تماما هذا الملف المخجل ، غير أن الأرقام المعلن عنها حتى الآن لا تسمن و لا تغني من جوع للحرية و الكرامة الإنسانية٠
لقد كان الموضوع يصطدم في السابق بعقبة أن الرئيس لا يتمتع بصلاحياته كاملة ، و الآن لدى الرئيس وفرة من الصلاحيات ، فلا يعقل أن يكون عدد من تم الإفراج عنهم إبان شح الصلاحيات ، أضعاف المفرج عنهم مع انهمار الصلاحيات ٠
التعليقات (0)