اطفال بهادر ...عار الانسانية

هم ثمانية اطفال اعمارهم بين ثمانية اشهر وتسعة اعوام تجمعهم عائلة واحدة وصورة واحدة عليها ان لا تهز العالم بل تشعره بعار وجوده وحقده على ذاته الحيوانية.
هي ليست صورة جماعية لاطفال في حضانة او ملعب او حديقة تجمعهم ضحكة عالية بل صورة جماعية لجثث اطفال من اسرة واحدة تم قتلهم وتقطيع اشلائهم حتى الموت ..
استرق النظر بطرف عيني الى الصورة فمنذ ولادة ابنتي لم اعد اتحمل صور القتلى وجثث الحرب واخبار الاطفال المشوهين..
اقرا الخبر واعود الى الصورة ...الخبر ليس خبرا والصورة ليست صورة انه العار ..
عار عليه ان يخلع لقب انسان على 7 مليار بني ادم في هذه الكرة الارضية المجرمة ..
انظر الى الصورة ..ارى خلفها وجوه تضحك في اجتماعات سياسية ووجوه ترقص في منتجعات ليلية ووجوه تسكت ولا تأبه بما يجري في كرم الزيتون فهي تعيش في مقلب اخر من هذا العالم لم تسمع بكرم الزيتون وبعائلة بهادر واطفالها الثمانية وافرادها ال14 جثة..عالم قد يقع في كرم مجاور للزيتون او في هونولولو ..
على سكان هونولولو ان يروا الصورة فهي تتكلم لغتهم وعلى سكان الكروم المجاورة من كرم الزيتون ان ينظروا الى ابعد من هذه الصورة الى خلفها الى ذاتهم الحيوانية ولقبهم الانساني..

علينا نحن 7 مليار بني ادم نعيش على سقف هذه الارض ان نثور على انفسنا ونعلن عار انسانيتنا و عار لقبنا و عار صمتنا .
استرق النظر الى الصورة اشعر بالخجل الى انتمائي الانساني اشعر بالرغبة بحرق الصورة ودفن جثثها واعلان الحرب على ذاتي الحيوانية.اريد ان ادفن كل التطور التكنولوجي وكل الاكتشافات العلمية وكل الحضارات والثقافات مع جثث اطفال بهادر .اريد ان ادفن القابنا الانسانية ومفاهيمنا الانسانية وقيمنا الانسانية في التراب مع اطفال بهادر.. ما قيمة انسانيتنا عندما تخجل الحيوانات من افعالنا ..
هم ثمانية اطفال ونحن سبعة مليار تجمعنا لغة هذه الصورة و عار انسانيتنا ان سكتنا