اطفال الشوارع

أطفال الشوارع ..
قصه طويله عريضه أخذت من وسائل الاعلام مأخذها وظلت أشهر طويله تتناقلها الألسنه والأحاديث المجتمعيه بعد أن صحا المجتمع علي الجرائم البشعه التي ارتكبها "التوربيني" وأمثاله في غيبه تامه عن القانون أو أي رقابه مجتمعيه وتنبه كل المجتمع بكافه فئاته وأفراده وجمعياته وحكومته لما يسمي بظاهره "أطفال الشوارع" وكتبت الأقلام الصحفيه والمتخصصون الكثير عن المشكله والحلول المفترضه لها …
وروريدا رويدا بدأ الحديث يخفت لأن في مصر كل يوم جديد والجديد دائما يلهي عن القديم وبدأ الناس في نسيان الأمر تدريجيا الا عندما يجد جديد يذكر الناس بالقديم.....
وأنا هنا لن أعيد وأكرر فيما سبق أن قتل بحثا ودراسه وكتابه حتي لا يكون تحصيل حاصل وانما سوف ألفت الانتباه الي نقطه غابت عن الكثيرين ممن بحثوا في هذا الأمر....
فالكل أوضح أن أطفال الشوارع هم نتاج تفكك أسري وطلاق وغياب الأب أو الأم ….. وهكذا
ولكن ما رأيكم في أطفال شوارع نتاج أسر متماسكه مترابطه وربما لا توجد بهذه الأسر أي مشاكل من التي يصعب حلها ؟؟
كيف هذا ؟؟؟
الكثير من الأسر المصريه لديهم تقاليد لا أعلم ان كانت متوارثه أم مكتسبه الا وهي أن أطفالهم أثناء العام الدراسي يكونوا تحت أنظارهم ومتابعتهم التامه طيله الوقت ولكن بمجرد أن ينتهي العام الدراسي وتبدأ الاجازه الصيفيه حتي يصبح أطفالهم أطفال شوارع بكل ما تحمله الكلمه من معاني....
فيكون البرنامج اليومي للطفل أو كيفيه قضاء يومه كالتالي ..
نائم طيله النهار وهي الفتره التي تقضيها الأم في تنظيف المنزل واعداد الطعام.... ثم يستيقظ ربما بعد العصر لتناول طعام الغذاء والجلوس أمام التلفاز حتي تميل الشمس للمغيب وهي فتره قيلوله الأم بعد أن تكون قد انتهت من اطعام الأسره والتنظيف بعد الغذاء لتبدأ فتره راحتها اليوميه...
لتبدأ المرحله الحقيقيه من يوم الصغير وعمره وهي عندما تطلب منه الأم الخروج للعب مع أصحابه في الشارع ....
وهي بهذا تستطيع الحصول علي قيلوله مريحه هادئه بدون أي صخب ثم تستيقظ بعدها لتمارس باقي برنامجها اليومي كالجلوس أمام التلفاز لمشاهده المسلسلات التي تجتذب النساء كثيرا وكذلك الجلوس الي الجارات أو الصديقات أو التحدث في التليفون أو ممارسه أي هوايه لها …
وفي المقابل نجد الزوج بعد القيلوله يترك المنزل ويجلس الي أصدقاءه علي المقهي ويعود الي منزله ربما بعد منتصف الليل وهو وزوجته لا يعرفون شيئا عن أولادهم سوي أنهم يلعبون بالشارع مع أقرانهم !!!!!
هكذا وبكل بساطه يلعبون في الشارع مع أقرانهم....
فهل يدرون ما يحدث لأولادهم في الشارع؟؟
وهل يعلمون مع من يلعب أولادهم في الشارع؟؟
وهل يدرون أي ثقافه يتثقف بها أولادهم في الشارع؟؟
وهل يدرون أي أمراض نفسيه واجتماعيه تنتقل الي أولادهم في الشارع ؟؟
وهل يدرون ماذا يتعلم أولادهم من الشارع ؟؟
بالتأكيد لا يدرون ولا يعلمون لانهم أخر من يعلم …. لانهم لو علموا لمنعوا أولادهم عن الشارع نهائيا …..
لو علمت الأم أن طفلها سوف يأتي يوم تمتد يده ويضربها لما سمحت للشارع بأن يعلمه  العقوق ….
لو علم الأب أن طفله سوف تمتد يده يوما ويسرقه لما سمح للشارع بأن يدربه ويشجعه علي السرقه
ولو … ولو ….
صفحات الحوادث تمتلئ يوميا بالعديد من الجرائم الداخل أسريه
التي يرتكبها أبناء الأسر كالقتل للأخ أو الاخت أو الاب أو الام أو سرقه مال الأسره أو احراق منزل الأسره أو سلب تركه الأشقاء من مال وعقار ومنقول أو نفي نسب افراد من الاسره لنفس الغرض السابق هذا بخلاف الجرائم الخارج أسريه....
ولو أردنا أن نعدد فلن تكفينا صفحات طوال لوصف الجرائم التي ترتكب بحق الأسره ثم تتوسع لتنتقل الي المجتمع المحيط ثم المجتمع العام ومرتكبوها أبناء الأسر الذين هم في حقيقه الأمر أبناء الشوارع لأن الشوارع هي التي ربتهم وهي التي ثقفتهم وهي التي نزعت روابط الرحمه والموده وصله الرحم من قلوبهم ليصبحوا مشردين وأبناء شوارع بالرغم من كونهم يعيشون داخل أسرهم.....
أفلا تنتبهو بالله عليكم أيها الاباء والامهات ولا تتركوا أولادكم في الشوارع و للشوارع قبل فوات الاوان ؟؟؟؟
مجدي المصري