بعض اضطرابات الشخصية تحرض على تعاطي المواد المخدرة وادمانها ، إما ويرجع هذا بسبب أن شخصية الفرد تكون أكثر قابلية هنا للانحلال وتعاطي المخدرات، أو لأن هذه الشخصية تجد في المواد المخدرة سبيلا لتغيير وتعديل الحالة النفسية فيذهل إلى المخدرات حيث نجد أن شخصية متعاطي العقاقير يوجد به مجموعة من الصفات بغض النظر ما اذا كانت هذه الصفات سببا أو نتيجة وتتضمن الصفات العدوانية، الاندفاعية، السيكوباتية و انخفاض تقدير الذات والكتائبية، والانطوائية ومن هنا يرى البعض أن الإدمان يرجع إلى البنية الشخصية للفرد، إذ أن هناك شخصيات مضطربة تميل أكثر إلى الإدمان، والذي يعتبر تبعا لذلك عرضا لعدم التوافق العام للشخصية، كما يعتبر طريقة من الطرق التي تعبر بها الشخصية عن اضطرابها.
فنبدأ بأشهر الشخصيات وأكثرها انتشار الشخصية الإكتئابية وهذه الشخصية هو إنسان أميل في مزاجه العام إلى الإحساس دائم ومستمر للحزن،
وانعدام الرغبة لدية وانعدام للحماس ويكون صاحب هذه الشخصية معرض لنوبات حادة من هبوط المعنويات واحساس شديد بالاكتئاب لعدة أيام، فيلجأ إلى مقاومتها يالمواد المخدرة أو المنشطات بشكل يكون متقطع أو مستمر، وقد يتطور الامر إلى سوء استعمال هذه المواد إلى الاعتياد عليها أو إدمانها، ولكن شيء يجذبه إلا تلك المادة التي يعرف أنها ترفع من معنوياته وتعطيه شعور ببعض السرور الذي يفتقده بشكل مستمر فالاكتئاب يعد سمة مميزة لمدمني المخدرات، وقد يكون هذا الاكتئاب ملازمًا للفرد قبل تعرضه لتجربة الإدمان، كما ويكون ناتجًا عن الاستمرار في إدمان المخدرات، حيث تنتاب المدمن نوبات من اليأس والقلق مع وجود عجز في مواجهة المواقف، وهذا ما أكدته دراسات.
ويأتي بعد الاكتئاب الشخصية الفصامية ويكون صاحب هذه الشخصية يتسم بالخجل والانطوائية ويفضل العزلةودائم الهرب والابتعاد عن الناس، كما أنه لا يكون لديه قدرة على التعبير عن رأيه فيشعر باضطراب شديد حين يضطر للتعامل مع الغير في ظروف اضطرارية، وقد يكتشف هذا الإنسان أن إحدى المواد المخدرة التي تساعده في إزالة خجله وتلغي توتره وتطلق لسانه، كما تهدئ من فزع قلبه فيستطيع التعامل مع الناس بسهولة وبدون خجل.
اما الشخصية المكروبة فهي شخصية يتسم صاحبها بالقلق والتوتر الدائم دون أي سبب أو أي ضغوط، وهو في عجلة من أمره في كل شيء إلى حد الإرهاق لنفسه، فهو يتميز بدرجة عالية من التوتر والقلق وعدم الاستقرار، مع سهولة الاستثارة والعصبية ولاندفاع وحالة دائمة من المعاناة، ويكتشف أن بعض المواد المخدرة تزيل كل هذه التوترات وتجعله هادئًا باردًا مسترخيًا مع تغير الحالة المزاجية يكون لديه القدرة على التعامل مع الواقع.
اما الشخصية السيكوباتية وهي تعني الشخصية المضادة للمجتمع وتتسم صاحبها بالعدوانيةالمفرطة والعنف منذ الصغير أو في بداية المراهقة فهي شخصية تبدو ملامحها منذ الصغر نظرًا لأنها تسعى دائما إلى اللذة السريعة، لذا يكون صاحبها يتعود أو يدمن إحدى المواد المخدرة أو المنشطة، وهو يتعاطى ويدفع غيره للتعاط ويكون خطورته في هذه النقطة اكبر وسلوك السيكوباتية هو عرض أساسي في شخصية المدمن على المخدرات، وقد أكد ذلك نتائج أبحاث مثل دراسة مدمني ( Easton) ودراسة إيستون ، ( Knight ) نايت ،( Gen Smith ) جن سميث والمخدرات تشيع بينهم الانحرافات السيكوباتية وعادة ما يكونوا ذوي شخصية سيكوباتية فالشخصية السيكوباتية تكون لديها تهيئ مسبقًا للإدمان، كما أن المدمنين ذوي الشخصية المضادة للمجتمع يبدؤون تعاطى المخدرات في فترات الشباب ويكونون اكثر عرضة للانتكاس بعد الانقطاع عن التعاطي، ومن الممكن أن تظهر لديهم مشاكل عدة ومسيراتهم الإدمانيه تكون رحلة طويلة.
التعليقات (0)