في غمرة الصمت وفي عز الركون إلى الظلم ومحاباة الظالمين هز ذلك الصمت المطبق بيان مدوي لفت الانتباه وأكد حقيقة أراد الكثيرون طمسها لها قطبين الأول الظلم واحد ولاحصانة ولا امتياز ولا قدر لمرتكبه من إي ملة ودين وعرق وقومية وقطبها الآخر هو إن كلمة الحق لاينطق بها إلا أصحاب الحق,نعم قرأنا وتمعنا بيان المرجع العراقي السيد الصرخي الحسني,فتشنا بين سطوره قلبناه يمنة ويسرة تارة لنفهم وتارة لنبحث عن ثغرة فيه وكل يبحث عن ضالته ,قرأه المنصف وقرأه المعاند والمبغض فلم يجد الاثنان إلا رصانة القول وعمق المعنى وبعد النظر فأزداد المنصف سرورا واحتار المبغض ماذا يقول ومابين الاثنين سلطنا اضاءة بسيطة على بعض فقراته وكالتالي:
أولا:يقول السيد الصرخي( منذ الأيام الأولى لانطلاق ثورة أبنائنا الأعزاء في سوريا الشام قد أيدناها وباركناها ودعونا لدعمها ونصرتها بكل ما يستطاع ؛ لأنها ثورة شعب جائع مقهور مظلوم على سلطة ظالمة متجبرة ، فكيف لا نكون مع المظلوم ضد الظالم ؟ فهل نخرج عن الإسلام ومنهج الرسول الأمين وأهل بيته الأطهار (صلوات الله عليه وعليهم أجمعين) ؟ وهل نخرج من الأخلاق والإنسانية ؟)
وهنا سجل السيد الصرخي توضيحا لابد أن نتوقف أمامه ورفع شبهة قد ترسخت بأذهان الكثيرين من وقوف المرجعيات الشيعية ضد الثورة في سوريا واثبت إن المرجعية الحقيقية الإسلامية الصادقة هي التي تقف مع المظلوم ضد الظالم أيا كان,وهنا التفاتة للمحلل الذكي لابد أن ينتبه لها ويفهم الكلام والمقصود من إن إي مرجعية تقف مع الظالم ضد المظلوم وتتنصل عن الأخلاق ستخرج عن الإسلام ونهج الإنسانية وهنا جمع السيد الصرخي بين المفهوم الإسلامي الخاص والمفهوم الإنساني العام .
ثانيا:يقول السيد الصرخي( وقد ذكرنا ونكرر أن شعار ثورة شعبنا في سوريا ((الموت ولا المذلة))هو تجسيد واقعي حي لشعار كربلاء شعار الحسين عليه السلام وآله وصحبه الأطهار ((هيهات منا الذلة)).....((وإنّي ما خرجت أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً وإنّما خرجت أريد الإصلاح في أمّة جدّي))....((والله لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما.))..
نلاحظ كيف تتجسد الرؤية الإسلامية المعبرة عن ديدن ومنهج الإسلام ضد الظلم والاستبداد والقهر مستندة إلى كلام سيد الشهداء وأبي الأحرار الإمام الحسين (عليه السلام).
ثالثا:يقول السيد الصرخي(إن دعوى كون الصراع في سوريا الشام صراعا شيعيّا سنّيّا فهي دعوى باطلة جزما ، فهي من مخترعات ومختلقات السياسة الباطلة والسياسيين الضالين الظالمين )هنا نسف كامل للدعوات الباطلة التي تروج عن إن ثورة سوريا ثورة طائفية ومروجي هذه الفكرة هم من الظالمين والضالين كما يقول السيد الصرخي في إشارة إلى كلام الكثير من مناصري الظلم من الظالمين في إي مكان وزمان وهنا رسالة إلى الجميع بالحذر من هذه الأفكار التي هي نفسها طائفية مقيتة الهدف منها خداع الناس وتضليلهم.
رابعا:يقول السيد الصرخي في بيانه(لقد نصحنا وننصح بأنه لا بد من الاعتبار مما حصل في باقي البلدان من ثورات مباركة ومصير مخزي للحكام ، نعم منذ الأيام الأولى للثورة نبّهنا ونصحنا وقلنا وكتبنا ...إنه لتكن الاستجابة سريعة ، بل مباشرة لمطالب الشعب قبل أن تفلت الأمور وتدخل وتتدخل قوى إقليمية ودولية ، فيخرج كل شيء عن السيطرة وسيحترق الجميع ، ولا زلنا نقول : ليستغل الحكام في سوريا كل فرصة تقدم لهم من أجل إيقاف أنهار الدماء النازفة هناك , وليتخلوا عن السلطة حالاً قبل أن تسد وتغلق كل الأبواب).
لم تفت السيد الصرخي دعوات السلم والنصح ولكي يلقي الحجة كاملة على الظالمين فإما أن يتعظوا من حال غيرهم وبتذكيرهم بنصحه أو يزدادوا إثما وتدور عليهم دائرة السوء كما دارت على أقرانهم من الطواغيت ,ونلاحظ ايظا الالتفاتة بمعناها الإنساني من خلال التألم على الدماء التي تنزف فمع أنه مؤيدا للثورة وثوارها فلم يترك أن يتم التغير وهو الهدف بأقل الخسائر والالتفاتة الإنسانية لو تمعنا نجدها تشمل حتى اللذين ظلموا الأخوة في سوريا وكأنه يدعوهم للتوبة وترك السلطة التي تقتات على دماء الشعب السوري.
خامسا:يقول السيد الصرخي(المعروف والشائع والغالب أن انصراف لفظ وعنوان الشيعة إلى الجعفرية الإمامية الإثني عشرية ، وهؤلاء يتميزون ويختلفون جذريا وكليا عن العلويين في الشام ، واقصد النصيرية أتباع محمد بن نصير النميري ، وأنا بنفسي تأكدت وتيقنت من أكثر من مصدر أن أهل الشام أنفسهم يفرّقون بين الشيعة والعلويين ، وقد ذكرت بعض التفصيل عن هذه القضية في بعض أجوبة ما وصلني من أسئلة .)
عاد هنا السيد الصرخي ليرفع شبهة أخرى قد حاول مناصري الظلم ترويجها بالأذهان كي يحققوا غايتان بنفس الوقت الاولى ترسيخ فكرة إن العلويين من الشيعة الامامية وبالتالي يكسبون تعاطف السذج وبعض العوام بتأجيج المشاعر العقائدية وكذلك ترسيخ هذه الفكرة لدى بعض الثوار الذين قد تتغلب عليهم نفس العواطف فيعمدوا إلى الانتقام أو ماشابه مما يعطي انطباعا آخر عن ثورتهم وبذلك يتحقق مراد الظالمين ولكن السيد الصرخي قطع الطريق على المتصيدين بالماء العكر واثبت بالدليل إن النصيرية ليسوا شيعة اثني عشرية أبدا.
سادسا:يقول السيد الصرخي(عندما نتحدث عن السياسة الانتهازية الطائفية الظالمة ، لا نخص بها طائفة دون أخرى ، بل هي سياسة كل سلطة ظالمة عبر التاريخ سواء كانت السلطة مدعية للتسنن أم التشيع أم العلوية أم غيرها من طوائف أو ملل أو نحل ، فيستغلون اسم الدين والطائفة من أجل إدامة الظلم والطغيان والقبح والفساد .)
هنا عاد ليؤكد الحقيقة التي أبتدء بها البيان والكلام عن مناصرة المظلومين من أي دين ومذهب وبعث برسالة يفهمها الظالمون قبل غيرهم إن الظلم لادين له ,وهنا يشير السيد الصرخي إشارة ابلغ من الصراحة إلى كل من يتخذ من الدين غطاءا للظلم والفساد فهو ظالم ,منتهز وطائفي وبالتالي أسس لقاعدة غاية بالدقة.
سابعا:يقول السيد الصرخي(لمعرفة التكليف الشرعي والوظيفة العملية ، يجب على كل مكلف مسلم الإطلاع والتأسّي بسيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام ) أيام حكومته الراشدة ، وكيفية تصرفه وتعامله مع أعدائه وممن خرج على ولايته الشرعية حتى مع الخوارج والنواصب ، بل حتى مع قاتله ابن ملجم اللعين ومن اشترك معه في جريمة الاغتيال المشؤومة)
هنا على قد استقرائي لهذه الفقرة أنها موجهة إلى من توقع واستيقن السيد الصرخي أن يوجهوا نقدهم وقدحهم واتهاماتهم من وعاظ السلاطين ومنتحلي صفة العلم وأبواق الظالمين والرعاع ومن يتصدون لزعامات الورق لذلك ذكرهم ونبههم إلى رمزنا وقدوتنا وإمامنا علي بن أبي طالب(عليه السلام) وكيف تصرف ويجب التأسي والاقتداء بسيرته لكي يعلم من يدعي انه يحبه ويمتثل ويقتدي به إن الإمام علي(عليه السلام)يرفض الظلم والطغيان والقسوة والانتقام والتشفي والحقد حتى على أعدائه .
.
التعليقات (0)