مواضيع اليوم

اصوات نحب ان نسمعها..

جمال الهنداوي

2010-10-03 16:47:38

0

 توصيف لم تفارقه الحكمة والشعور العالي بالمسؤولية الوطنية ذلك الذي استعان به السيد نصار الربيعي لوصف الحالة ما بين التحالف الوطني من جهة وما بين ممثليه من نواب المجلس الاسلامي الاعلى وحزب الفضيلة..فتوصيف الخلاف بكونه فني وليس سياسي كان اقرب الى الاستباق المدرء لاي امكانية للخوض السئ فيما كل ما يمكنه ان يعكر الاجواء ما بين مكونات التحالف الوطني او مما قد يعمق من غور الاسفين الذي ما فتئت بعض القوى تحاول الامعان في دقه وسط بيت التحالف الوطني وما بين مكوناته..

مثل هذه الحكمة كانت منتظرة من قبل السيد نصار الربيعي.السياسي الهادئ الحكيم الذي لا يطلق الكلام على عواهنه والمعروف بابتعاده عن الخطاب التصعيدي التثويري الممزق وتعففه عن استخدام العبارات التحريضية التخوينية او الاستعلائية ضد جميع الفرقاء في العملية السياسية..

توصيف..بل هو تذكير..ودعوة..واسترجاع ..واستعادة..لجميع المشتركات التي جمعت ما بين اطراف التحالف الوطني مع اخوانهم من القوى السياسية العراقية في درب نضالهم الطويل ضد الديكتاتورية والقمع والطغيان ..ومحاولة لاعادة توشيج ما رهلته التقاطعات السياسية من كل ذلك التاريخ الذي يربط ما بين المناضلين الذين لا نشك بالنوايا الطيبة التي يحملونها للشعب والوطن ومستقبل العراق..

توصيف تلقاه بقبول حسن ورده باحسن منه قيادي المجلس الاعلى الشيخ همام حمودي عندما اكد ان الخلاف لا يتعدى الرأي ..وأن المجلس الأعلى لن يقف عائقاً أمام تشكيل أي حكومة شراكة وطنية ونحن مع أي حكومة ناجحة يشترك فيها الجميع وتعطي الثقة بأنها حكومة الجميع وإنها حكومة لحل الأزمات ..محيلا التناقض الى وجهات نظر اجرائية وخلاف في متبنيات فكرية تجاه المفاهيم المطروحة على طاولة البحث والتي تحدد صورة المشاركة الوطنية المطلوبة..مع التأكيد على استمرارية المجلس الاعلى كمكون اولي واصيل ضمن التحالف الوطني وأنه جزء لا يتجزأ من التحالف الوطني وان عدم حضوره لجلسة اعلان المرشح تدخل ضمن صميم الحراك الديمقراطي التعددي الذي تبنى عليه العملية السياسية في العراق..

تلك التناديات المتصالحة المهدئة لو اضفناها للخطاب الهادئ المتوازن الذي صدر عن تحالف القوى الكردستانية باولية المصالح والمشتركات ومشروع بناء الدولة السليم والحفاظ على الدستور..ولو مزجناها بالخطاب المتزن لبعض قيادات العراقية بضرورة تشكيل الحكومة من جميع الاطراف..لاستطعنا ان نتوصل الى حقيقة ان الامور ليس كما يراد لها ان تكون من قبل بعض الاوساط المناهضة لتطلعات الشعب العراقي..

ان العملية السياسية الجارية في العراق..رغم جميع الهنات التي شابتها والمطبات التي واجهتها..تعد بكل المقاييس الاساس الصالح والوحيد الذي نتحصل عليه كمشروع مؤمل ومبشر في عملية بناء دولة المؤسسات والقانون..وهي الخيار الوحيد المتاح الذي يستطيع ان يعبر عن جميع تطلعات اطياف ورؤى ومكونات الشعب العراقي رغم تباينها او تقاربها بدرجة او باخرى..

هذه العملية السياسية الرائدة..وهذه الديمقراطية الوليدة تبقى دائما بحاجة ماسة لكي تستمع لمثل هذه الاصوات الحكيمة العاقلة التي من الله عليها بالقدرة على رؤية المشهد كاملا والمتحصلة على ملكة استشراف مستقبل الوطن من خلال النظر في عيون ابنائه..

هذه الاصوات هي التي تحتاجها العملية السياسية ..وهي التي نحتاج الان..وهي التي نتمنى ان تعلو..وان تسود..وان تنقل الى اذان الناس ..بان هناك من يلملم مثلما هناك من يبعثر..وان هناك من يبني ويلامم مقابل كل معول هدم ترتفع به الاكف المعادية للعراق والعراقيين..خصوصا وان هناك الكثير من الاليات الدستورية والقانونية التي من الممكن ان تكون من عوامل حل الخلافات ما بين فرقاء العملية السياسية وضصمن سقف القانون والدستور والمصلحة الوطنية العليا..

اما عملية البناء على اخبار الفضائيات وتكريس تقنية الضرائر في ادارة التقاطع السياسي واجتزاء كلمات من هنا ومن هناك وتحميلها مواقف وقرارات وتأزيم الخطاب الى درجة الالغاء والقطيعة والاقصاء..فهو مما لا يعد من الحكمة في مثل هذه الظروف ونربأ بساستنا الافاضل التوحل فيه..

املنا كبير في رجالات العراق ونسائه الذين حملناهم مسؤولية قيادة مركبنا نحو شاطئ الامان..وثقتنا كبيرة بقدرتهم على تجاوز الصعاب رغم ثقل المهمة الملقاة على عاتقهم..والشعب العراقي مطمئن على عمليته السياسية ما دامت بيد من يستوعب ضخامة الثمن الفادح الذي دفعه العراقيين من اجلها ارواحا ودما ومقدرات..وان ديمقراطيتنا ليست عبثا ..ولا فوضى..بل حقيقة ومسار وخيار وطني واسلوب حياة..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !