مواضيع اليوم

اصوات موجودة لكن غير مسموعة

حنان العراق

2010-09-17 08:22:57

0

ذهب  صابر الى المدرسة ودعوات الام  كانت مسموعة بالاماني له بالنجاح .... اول شخص قابله كان ناجحا وفرحا والثاني ايضا  لم يستطيع ان يخفي مشاعر  الفرح لديه .. ذهب ليأخذ النتيجة والتي كانت غير مفرحة  مما دعاه للكذب على اسرته بأخبارهم انه ناجح .. مضا يوم وآخر  الى  ان جاء يوم تجمع فيه الاهل والاقرباء ... منهم  من كان ناجح وآخر كانت نتيجته لاتختلف عن  صابر .. بعد مضي  الوقت وقبل انتهاء الحفلة وجدنا صابر   وهو امام  كل من في الحفل مطالبا واياهم  بسماعه .. المفاجأه انه اعلن نتيجته الحقيقية وعدم نجاحه هذه المرة .. صابر تكلم بصوت عال  وكان واثقا من كلماته التي يقول .. 

بعد الحفل استنتجنا بأن الغالبية من  الطلبة الذين حضروا الحفل كانت نتائجهم سلبيه كصابر .. وهذا ما دعا صابر للشعور بالأطمئنان .. رغم ان الحاله اصلا لاتدعو لذلك .. 

 مايحصل معنا في مجتمعاتنا لايختلف عن ماحدث مع صابر فالمرأة التي تسير في مجتمع غالبية نساءه محجبات ستشعر بالاطمئنان كونها وسط هذا المجتمع وهي بالحجاب  فهي لاتختلف عنهم وفي المجتمع الغربي لايختلف الامر .. 

فغير المحجبة ستدعوها الظروف الخارجية لكسب الثقة اكثر  فغالبية من حولها ليس بحجاب .. الامر لايقتصر على الحجاب  بل يتعدى فالافكار كذلك عندما يأتي احدهم بفكر معين ويجد من حوله مختلف تماما معه سيجعل المسيرة عليه ليست بالسهلة لكن ما ان ظهر اول وثاني وثالث سنلاحظ ان الاول تغير واصبح ليس كالسابق ثقته ازدادت هناك اصوات مشجعة له  وهذا مايحصل مع العلمانية والتي وللاسف  لم تفهم لدينا  بما هي عليه بل جعلنا منها عائقا باعتبارها حركة او فكر  هدفه الاول هدم الدين  وتمهيد الطريق الى الالحاد .. 

من يدعو الى العلمانية عندنا  مشواره ليس بالسهل وخصوصا انه جاء في مجتمع  رافضا مبدئيا لهذا الحركة ... فنجد الاخير يحاول جاهدا ان يوصل فكرة العلمانية لكن صوته ضعيف  فالاصوات التي من حوله لها الغالبية وصوتها عال  وان فقد لايختلفوا عن حال صابر عندما وجدناه واثقا وفرحا بنتيجته رغم عدم صحة ذلك ..

فنجد الناجح وسط حشد من غير الناجحين شاذ رغم انه ليس كذلك والعكس ايضا .. ولايصح الا الصحيح .. 

لااعتقد ان للعلمانية فرص نجاح كبيرة طالما هناك التباس واضح في فهمها من قبل الناس .. فمفهومها ان لم  يفهم كما يستوجب ذلك  ستبقى مسيرة الحركة بطيئة وربما تنتهي بالفشل..

شخصيا اجد ان هناك الكثير من الناس  لو فهموا العلمانية بطريقة مبسطة بعيدة عن النقاشات الدينية ستكون الفرصة اكبر .. 

من يدعو الى العلمانية نجد ان البعض يستدرجه ليدخله في تفاصيل الدين ويجعلها موقعه الرئيسي   وهنا سيبدأ سوء الفهم وتأخذ العلمانية منحى آخر  يجعلها في منظار المقابل  حركة هادفة لألغاء الاديان ..

العلمانية تناقش نقاطا معينه في الاديان ليس لمهاجمة هذا الدين بل لوضع النقاط على الحروف  فتطبيق قوانين عادلة  لابد وان تمس الدين  لما له من مكانة في المجتمع .. 

ادخال مبدأ العلمانية ربما زاد  المسألة  تعقيدا مما جعل ردود الفعل سريعة والشيء والذي لابد من قوله هو اننا وبداخلنا نؤمن كثيرا بما أتت به العلمانية .. لكن الصراع الذي بداخلنا  والخوف من المحيط  والظروف تضطرنا لمحاربة العلمانية ولو ظاهريا .. 

ولو جلس كل واحدا منا لوحده سيجد  انه لايختلف مع  الكثير من مبادئ العلمانية  لكنه اضطر لذلك  ..

فالعلمانية تدعو للتسامح  والعدل والمساواة بين الناس  وهذا شيء اعتقد ان الكثيرين   يدعون اليه وحتى من المسلمين المتشددين جدا  ..

العلمانية ترفض مبدأ القمع والاكراه والاجبار   والمبدأ هذا  لا اعتقد انه خاطئ بل هو الصواب فالنتائج التي تأتي بها هذه الافعال اقبح بكثير من تلك التي ربما تحدث لو حدث العكس .. 

تبقى النقاط التي وطالما يحدث نقاش حولها وهي نقاط ذكرت في الكتب المقدسة  وتتخالف  مع بعض النقاط التي تدعو اليها العلمانية  وهي ليست كثيرة بل قد تكون معدودة ولو نظرنا الى ارض الواقع فهي لم تطبق على ارض الواقع وان فتطبيقها يقتصر على مناطق معينة  الا انها تبقى مرفوضة بالنسبة للكثيرين الذين لم يضطروا لقول ذلك فالظروف لم تدعوهم لذلك ...

العلمانية ليست مغرضة بمهاجمة الاديان بل بمناقشة بعض نقاطها ومايتعارض  مع البعض من مبادئها .. والدليل على ذلك ان الكنائس  والمساجد لاتزال موجودة ومنها مايشيد اليوم في بلدان اتخذت من العلمانية اساسا لسن القوانين ..

العلمانية تحتاج فقط لأن تعلو تلك الاصوات التي قررت الصمت

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات