الامطار الغزيره التي هطلت علي مدينه جده وزمامها بما فيها المدينه المنوره وما صاحبها من سيول جارفه لم تكن في حسبان أي أحد وما تسببت فيه تلك السيول الجارفه من ضحايا في الارواح تعدت رقم المائه ضحيه والخسائر الجسيمه في الممتلكات العامه كانهيار الكثير من الطرق والجسور بالاضافه الي تلف شبكه الصرف الصحي بمدينه جده وتلف أجزاء كبيره من شبكه كهرباء المدينه وكذلك الممتلكات الخاصه والتي تتمثل أولا في الاف السيارات الخاصه التي جرفتها ودمرته السيول وأيضا العديد من الممتلكات التي غمرتها وطمرتها وجرفتها السيول كل هذا كان بمثابه زلزال مدوي داخل المجتمع السعودي أحدث حراكا شديدا فتعالت الاصوات من كل أركان المملكه تتحدث عن أوجه فساد مالي واداري وانفاقات عامه في غير محلها واهدار للمال العام بل ووجدها البعض فرصه مناسبه ليس للحديث عن كل هذا في مدينه جده وحدها وانما في باقي مدن المملكه قاطبه ..
وان توقفنا قليلا أمام هذه الاصوات السعوديه العاليه نجد أن معدلات ارتفاع هذه الاصوات تتناسب مع ارتفاع معدلات الحريات العامه والتي تحسب لجلاله الملك عبد الله بن عبد العزيز فلولا هذه المساحه الكبيره من الحريات التي أتيحت للمواطن السعودي علي عهده والتي تبناها بنفسه لكانت الان الاقلام قد تم وئدها والاصوات قد تم اسكاتها وزج بالكثيرين من الكتاب في السجون ..
ولكن اليوم نري نسبه غالبه ممن يكتبون من أبناء المملكه العربيه السعوديه يتعاطون هذه الحريات المسئوله والتي تجعل من المواطن شريك ورقيب علي الاداء الحكومي فهناك أوجه قصور واهدار للمال العام كما أن هناك بنيه تحتيه غير مكتمله الاجزاء أو غير صالحه بالرغم من كل الامكانات الماديه السعوديه الهائله لذلك تتعالي هذه الاصوات مستنكره ومعترضه بل ومطالبه بمحاسبه ومحاكمه كل المسؤولين الذين تسبب قصورهم واهدارهم للمال العام فيما لا جدوي منه وابراز المملكه بكل امكانياتها الهائله في صوره العاجز والذي يوشك أن يطلب مساعدات خارجيه لمواجهه الازمه تلك الازمه أو القارعه التي لم يعمل لها المسؤولين أي حسابات بالرغم من الامكانات الماديه الهائله للمملكه فكما تحدث الاخوه السعوديون وتناقلت وسائل الاعلام فامكانيات الدفاع المدني سواء البشريه أو المعدات أو التقنيات المستخدمه خلال الازمه لم تكن بالمستوي الذي كان ينتظره السعوديون من جهازهم الوطني للدفاع المدني .. كما أن العديد من المشروعات الغير مكتمله أو التي صرف عليها مبالغ تعد باهظه وهي عديمه الجدوي وتطالب تلك الاصوات ببحث ملفاتها كل علي حده واصلاح ذات البين ..
وأمام تلك الكوكبه من الاقلام والكتابات السعوديه المثقفه الواعيه لا يسعنا سوي ابداء الاعجاب بهذه التجربه السعوديه الناجحه في الديمقراطيه والحريه الممنوحه من الحاكم والمسؤوله من الشعب والمشاركه المجتمعيه من المواطن لحكومته ورقابته علي أدائها في نفس الوقت مما يثري المجتمع السعودي كثيرا ويفتح أمامه أبوابا رحبه مستقبليه …
مجدي المصري
التعليقات (0)