اصلاح الأمم المتحدة ضرورة تاريخية
دراسة منهجية
سمير اسطيفو شبلا
المقدمة
في العام المقبل 2016 سيغادر بان كي مون الأمين العام للامم المتحدة منصبه حتماً! انتخب للمرة الاولى كامين عام للامم المتحدة في 13 اكتوبر 2006، واعيد انتخابه في 21 يونيو 2011 ولا يمكن انتخابه للمرة الثالثة حسب النظام الداخلي للمنظمة الدولية، كان يشغل منصب وزير الخارجية في بلاده (كوريا الجنوبية) وهو مستقل وغير منتمي لاي حزب سياسي وهذا ما ساعده في تبوء منصب دولي وهو قيادة الأمم المتحدة، التي تحتاج الى ضرورة اصلاحها من الداخل كخطوة تاريخية تحسب لامينها العام الحالي "بان كي مون" ان بادر بالاصلاح فعلا وخاصة طريقة انتخاب امينها العام الجديد، والا نخاطب امينها العام الجديد في اكتوبر 2016 والدول المانحة حسب دخلها القومي مع بعض الاستثناءات
لماذا الاصلاح؟
سؤال يتبادر الى ذهن كل مراقب وناشط حقوقي عندما تقصر الامم المتحدة في واجباتها الاساسية وخاصة حول انتهاكات حقوق الانسان وتقديم العون والمساعدات العاجلة لشعوب البلدان غير المستقرة امنيا وعسكريا واقتصاديا كالعراق وسوريا ولبنان ومصر والشرق الاوسط وافريقيا بشكل خاص، ليس لسبب واحد بل لعدة اسباب واجب طرحها هنا لنتمكن من تقديم استبيان منهجي وعلمي لضرورة الاصلاح بتشخيص الخلل الناجم ليتمكن امينها العام الحالي أو اللاحق من وضع النقاط على الحروف واتخاذ خطوات عملية رئيسية وليس ترقيعيه ليرفع شأن المنظمة الدولية عالمياً كسلطة مجتمع مدني
اهم النقاط واجبت التنفيذ والاصلاح
اولا: طريقة انتخاب الامين العام غير صحيحة وتفتقر الى المصداقية
ان طريقة انتخاب الامين العام تتم عن طريق الاقوى اي الدول الثلاثة القوية اقتصاديا وعسكريا وهي كل من الولايات المتحدة الامريكية - روسيا - الصين من مجموع 193 دولة اعضاء لدى المنظمة الدولية، اضافة الى فلسطين والفاتيكان كمراقبين فقط! حيث يتم تعيين الامين العام من قبل الجمعية العامة المكونة من 193 دولة (وليس من قبل 3 دول فقط) حسب المادة 97 من ميثاق الامم المتحدة بعد احالة المرشح بتوصية من مجلس الامن الدولي!
أليس من حق 193 دولة المشاركة في انتخاب او اختيار الامين العام لمنظمتهم؟ باية طريقة قانونية منها مثلا/ اعطاء اصوات حسب عدد السكان، او عن طريق التوزيع القاري، او حسب توزيع مقاعد كرة القدم ! المنافسات الدولية كل 4 سنوات = (36 فريق = 36 صوت بدلا من 3 اصوات فقط)
لذا نحن نذهب مع منظمة ACT بقيادة سويسرا التي تدعو الى اصلاح طريقة انتخاب الامين العام للمنظمة الدولية وتقترح ان تتبوأ هذا المنصب امرأة لها مواصفات خاصة حديدية وهي "ماري روبنسون / رئيسة ايرلندا - رئاسة المفوضية السامية لحقوق الانسان لدى الامم المتحدة سابقا" لذا نخاطب مجلس الامن والمنظمة الدولية لتبني هذا المقترح، لاننا بحاجة الى امرأة تقودنا
ثانيا: مالية الأمم المتحدة من اشتراك الاعضاء
نعم هناك اصلاحات لتقليل نفقات الامم المتحدة بدأت وتسارعت في الفترة الاولى من قيادة "كوفي عنان" للمنظمة من 1997 - 2002، وشملت تخفيض النفقات وتقليص الكادر الاداري وتنظيم العمل ، ولكن هذا كان غير كاف ان لم يتم التعاون بين جميع الاعضاء وعدم الاقتصار الى الدول الغنية اقتصاديا، وخاصة فرض افكارها وتوجهاتها على المنظمة العالمية والا الاشارة الى قطع المساعدات او عدم دفع الاشتراكات في وقتها المحدد، علما بان ميزانية المنظمة العالمية كانت 5,5 بليون دولار لعام 2014/2015، تدفع من قبل جميع الاعضاء 193 دولة على اساس حصتها من الاقتصاد العالمي ودخلها القومي
المشكلة والمفارقة ان نفقات الامم المتحدة ضعف ميزانيتها بالضبط بما في ذلك (حفظ السلام - برنامج الامم المتحدة الانمائي / الصحي - برنامج الاغذية العالمي - منظمة الامم المتحدة للطفولة - صندوق الامم المتحدة للاسكان - برامجها الاقتصادية والاجتماعية والانسانية وخاصة في الازمات العالمية كالحروب والهجرة والتهجير والمجاعة، اذن كيف تسد الامم المتحدة نفقاتها؟
هناك قروض بعدة بلايين من الدولارات يقدمها البنك الدولي - صندوق النقد الدولي - الصندوق الدولي للتنمية الزراعية للقضاء على الفقر وتعزيز التنمية وخاصة للبدان غير المستقرة في اسيا وافريقيا من اجل الاستقرار العالمي
هل نعرف ان النفقات العسكرية العالمية تخطت 950 بليون دولار وهي كفيلة بتغطية تكاليف منظمة الامم المتحدة لفترة 18 عام!!!؟
ماذا تفعل يا اميننا العام الجديد وامامك هذه الارقام؟ الاصلاح ثم الاصلاح ثم الاصلاح
اذن الامم المتحدة تحتاج الى أمم متحدة حقا
ثالثا: الامم المتحدة وحقوق الانسان
اليوم جميع الاجراءات التي اتخذتها الامم المتحدة تتقاطع مع مسألة حقوق الانسان وليس مع فكره، كون التطبيق العملي لبرامجها المختلفة وخاصة في البلدان الساخنة مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا ومصر لا تتماشى مع قوة وسمعة المنظمة في الحفاظ على صحة وارواح بني البشر!
لنأخذ العراق نموذجاً
ما هو دور المنظمة العالمية في ايواء النازحين قسرا داخل العراق؟
نحن لسنا مسؤولين عن سرقة مليارات الدولارات من مشاريع المنظمة الدولية عن طريق حرامي القرن 21؟ بل هي المنظمة الدولية لم تكن كوادرها بالمستوى المطلوب لاحتواء الازمة الانسانية في العراق، لان تجربتها قليلة جدا بحل الازمات خلال الحروب، وهذا يؤكد لنا ان حقوق شعبنا العراقي الجريح تتحمل قسط منه (جزء منه) المنظمة الدولية نفسها لاعتمادها على الكوادر الحكومية الرسمية حصرا، وترك منظمات المجتمع المدني جانبا
مثال اخر من داخل العراق: انسحاب الامم المتحدة او ايقاف برامجها الصحية في هذا الظرف الاستثنائي بالذات؟ هل يعني ان شعبنا العراقي يجب ان يموت الكثير منه من الامراض المعدية وشلل الاطفال؟؟ ام ماذا؟ الا تقدر المنظمة الدولية ان تفضح المسؤول او المسؤولين عن الفساد بانواعه ان كانوا من داخلها او من خارجها؟ والا لماذا نسميها "الامم المتحدة"
قضية اخرى من داخل العراق:: الا تدري المنظمة الدولية بالاعدامات داخل العراق؟ الا تعلم ان هذه الاعدامات معظمها سياسية / مذهبية / طائفية؟؟؟ ماذا فعلت واين دورها الاممي؟ طالبناها في نيويورك بضرورة القيام بدورها الاممي في ايقاف الاعدامات واعادة محاكمة المدانين / المتهمين لوجود ابرياء بينهم وخاصة التعذيب الوحشي وانتزاع الاعترافات من النساء والرجال باستغلالهم جنسيا، وقلناهم بصوت عالي جدا حد الصراخ: ان كان هناك بريئ واحد فسنكون هناك ودمه في رقابكم قبل رقاب المجرمين
مثال اخر: موضوع السبايا وخاصة اليزيديات / اين دوركم في تحريرهن؟ الم نقدم لكم مذكرة سرية عن اجتماعنا معكم في اربيل بتاريخ 19/20 تشرين الاول 2014 بضرورة تخصيص مبلغ خاص لشرائهن من قفص الارهاب بالتعاون مع الكنائس والاغنياء دون جدوى؟؟ اموالكم يسرقونها الحرامية "عيني عينك" وانتم لا تحركون ساكنا، وبناتنا واخواتنا ونسائنا يغتصبونهم امام عيونكم وكانهم ليسوا بشرا مثلكم؟ لا بد من اصلاح منظمتكم من الداخل قبل الخارج لتقوم بمهامها بشكل صحيح لصالح الفقراء وليس لصالح الاغنياء، لان الغني لا يحتاجكم مثل ما يحتاجكم الفقير
امثلة من العراق هذه تشمل جميع البلدان في الشرق والقرن الافريقي، اي نصف بلدان الاعضاء لدى المنظمة الدولية، اضافة الى نصف الاعضاء المؤسسين للمنظمة في 1945 كالعراق مثلا، وهنا لا بد الاشادة بجهود منظمة الامم المتحدة ولا نقول انها لم تعمل شيئا ولكنها تحتاج الى اصلاح وخاصة انها تأسست قبل 70 سنة، فلا بد من صيانتها واعادة تركيبها لتسير مع تطورات العصر، وننحني نحن العراقيون امام موظفيكم وقادتكم لاننا لم نسمع يوما ان احدكم لديه قبو في احدى الدول او عمارة او شركة اوGAS STAION او فندق او اي محل!!!!! بل لمسنا ان البعض منكم قد استقال من منصبه للوجود نقص في ميزانيته تجاوزت 200 دولار!! او استقالة مندوبتكم لاستعمالها مال المنظمة لاغراض شخصية بقيمة 20 دولار فقط! ننحني امامكم ولا نرفع رأسنا الا بعد اسقاط حكومة الحرامية
هناك امثلة كثيرة وكبيرة من داخل العراق والبلدان الساخنة الاخرى، جميعها تحتاج الى وقفة ودراسة عن دور منظمة الامم المتحدة تجاه شعوب العالم وخاصة شعوب القرن الافريقي والشرق الاوسط المبتلية بحكامها وقادتها الذي لا يشبعون من السرقة، بدليل ان ملكية احد قادة العراق هي اكثر من ميزانية الامم المتحدة، ولا يقدم شيئ يذكر لشعبه سوى اخذ (الكو مشن)
Take the the percentage
النسبة المئوية من المقاولات والمشاريع باسم الحكومة والدين، هذا هو عملهم الوطني اليوم!! من يحتاج الى اصلاح نحن من الداخل ام هم من الخارج؟ سننضم الى المنظمتين التي تطالب باصلاح المنظمة الدولية لنكون المنظمة الثالثة، ولكننا نعمل ونطالب من اجل اصلاح داخلنا قبل اصلاح الغير
لاس فيغاس في 06/08/15
التعليقات (0)