اصدارات جديدة:
"نافذة للصباح القديم لكمال قداوين "
"إن أجمل الشعر كأعظم الفكر هو الذي يثير في نفوسنا القلق و في أذهاننا كثيرا من التساؤلات و الإفتراضات و تتضاعف هذه الاهمية حين يكون الزمن ضد القصيدة ذاتها لأنه يكون ضد الانسان ضد جماليات الفن و الحياة ... "
هذا ما ورد على لسان الدكتور عبد العزيز المقالح من اليمن على غلاف المجموعة الشعرية " نافذة لصباح القديم " الذي سبق ان تناول تجربة الشاعر كمال قداوين بالبحث و الدراسة في كتابه تلاقي الاطراف و تعرض لبعض خصوصياتها و ملامحها في دراسة خاصة ببعض الشعراء التونسيين .
"نافذة لصباح القديم " مجموعة شعرية صدرت مؤخرا عن دار البراق للنشر و التوزيع ببنبلة من ولاية المنستير في طبعة أنيقة و في حجم متوسط يتجاوز 150 صفحة و تحتوي على 44 قصيدة متفاوتتة الطول و يبدو انها كتبت في فترات متباعدة و قد تناولت بعض المواضيع ذات البعد الشخصي الذاتي و ذات البعد العام العربي و الكوني في لغة موحية و عبارات منتقاة طيعة بين يديه و خيال شعري يشي بعمق تجربة هذا الشاعر الذي حرص كذلك على جمالية الإيقاع في مجمل قصائده معتمدا على النسق الموسيقي التفعيلي الذي أضفى ابعاد فنية إضافية لقصائد هاته المجموعة التي تبطن مجموعة من الأشجان و التساؤلات الوطنية و العربية في منهج هادئ الخطاب عميق الرؤية بعيد عن الإنفعال المجاني و التوتر المفرط و الأسلوب التقريري المباشر الذي ينأى بالشعر عن رسالته الكونية السامية الذي يحرص الفن الخالد على الإضطلاع بها .
إن الشاعر يدعونا في هاته المجموعة إلى فتح أكثر من نافذة لماضيه الذاتي و الشخصي و لماضيه الإجتماعي العام للإطلاع على بعض الملامح التي لا زالت راسخة في ذاته و لازالت تؤرقه و تمثل هاجسه اليومي بحيث يستذكر طفولته و ما كانت تتسم به من براءة و تلقائية و طهارة بعيدة كل البعد عن أشجان عالم الكبار الذي إنتفت منه كل هذه الملامح و القيم و المثل العليا كما يعود بنا الشاعر إلى الألق القديم الذي كانت تستنير به الأمة في بعدها العربي و الإسلامي و الكوني و من خلال ذلك نشعر بقلقه و نستشف توتره و عدم رضاه عن الواقع الراهن الذي يزخر بشتى المتناقضات و الانهيارات القيمية و لعل ذلك هو قدر المبدعين جميعا الذين يحاولون السمو بالإنسانية نحو الأفضل و الأجمل .
و قد صدرت هاته المجموعة بعد غياب عن النشر طال نسبيا نأمل من الشاعر كمال قداوين أن يحرص على تلافيه مستقبلا رغم نشاطه الأدبي المكثف و مشاركته المستمرة في ملتقيات و تظاهرات أدبية و حصوله على عديد الجوائز الوطنية و العربية و من تواصل مورق مع الساحة الثقافية الشعرية منذ سنوات عديدة .
كلمة موجزة عن الشاعر :
كمال قداوين ( تونس )
ولد عام 1955 بتونس .
حصل على شهادة البكالوريا آداب , ثم درس بالمعهد الأعلى لإطارات الشباب وحصل على شهادة مربي شباب وطفولة 1978.
يعمل مديرا لنادي الأطفال بقصر هلال , ويشرف على قسم شعر الأطفال والقصة المصورة في مجلة الرياض للأطفال .
عضو باتحاد الكتاب التونسيين منذ 1986.
يكتب الشعر كما يكتب المقالة والنقد والدراسة الأدبية .
نشر إنتاجه في الدوريات التونسية والعربية.
شارك وأدار العديد من الندوات الأدبية والملتقيات الشعرية.
دواوينه الشعرية : لغة الأغصان المختلفة ( بالاشتراك ) 1982 ــ النار فاكهة الشتاء 1994.
حصل على العديد من الجوائز الأدبية الوطنية من أبرزها الجائزة الوطنية الثانية لأنشودة الشباب , والجائزة الثانية في المسابقة الشعرية الوطنية 1992 , وجائزة المسابقة الشعرية الوطنية لأغنية الطفل 1992 ,والجائزة الشعرية المغاربية الثانية 1993 كما تم تكريمه باعتباره أحسن شاعر للطفولة .
ممن كتبوا عنه : عبد العزيز المقالح , ورابح لطفي جمعة.
طارق عويدان
للتواصل :tarekaouidane@yahoo.fr
التعليقات (0)