مواضيع اليوم

اشياء صغيرة تصبح مصيبة كبيرة

خالد السويدي

2011-05-09 12:49:23

0

 

آه من تلك الاشياء الصغيرة، هي فعلا اشياء صغيرة لا نلقِ لها بالا لها فنتغاضى عنها لكنها في الواقع تتعاظم وتتكاثر فتنقلب رويدا رويدا ونحن لا نزال نعتقد بأنها صغيرة ولا نفيق الا بعدما صارت كبيرة اكبر من قدرتنا على التعامل معها.

انه ذلك المتسول الذي يقف بجانب باب المنزل فإما تعطيه من مالك او تتجاهله، انه شيء بسيط وامر لا يستحق الالتفاف له، وانما هو في الواقع قد يخفي وراءه مخالف ومتسلل وجريمة منظمة وقد يكون واقعه المعيشي افضل من واقعك بمراحل، انها تلك الاشياء الصغيرة التي لا نهتم بها فنقول انه مسكين، حرام الابلاغ عنه، وما المساكين الا نحن اذ نظن غيرنا مساكين.

عند مواقف السيارات، سيارة تصر على ان تأخذ موقف ونصف لها دون الالتزام بخط الموقف، انه شيء صغير وبسيط، مع انه قد يؤثر على شخص قد يقضي اكثر من ربع بحثا عن موقف في عز الظهيرة، هذان الخطان اللذان يحددان موقف السيارة شيء بسيط من تلك الاشياء الصغيرة التي هي في اغلب الاوقات عندنا عادية جدا.

يسرق الطفل من محفظة والدته عدة دراهم وتتغاضى هي عن ذلك بحجة انه صغير في العمر، ويستمر في السرقة ويعلم اخوته الباقين، ويصبح المنزل مليئا باللصوص الصغار، انها تلك الاشياء البسيطة التي قد لا نهتم بها لكنها قد تجعل من هذا اللص الصغير لصا اكبر في المستقبل لا ما نعد لديه من سرقة الملايين.

قناة فضائية تعرض الأغاني والفيديو كليبات الهابطة، والصغار يتراقصون، يقلدون ويضحكون، وتضحك معهم والدتهم، وتطلب منهم تقليد المطربة او الرقص مثل المطرب، ثم تصبح هذه المتابعة اهتمام وشغف وتعلق، إنها تلك الاشياء الصغيرة التي تخرج جيلا من الراقصين والراقصات.

تخرج الفتاة الصغيرة مع والدتها للخارج، تصر على ان تلبس التنورة القصيرة، رغم معارضة والدتها التي توافق على مضض، ثم يصبح هذا الوضع عادي جدا، ولا يمكن السيطرة عليه مستقبلا، وتصبح ساقيها مشكوفة للجميع الآن وفي المستقبل بغض النظر كم صار عمرها فقد تعودت على ان يراها السائق والخادم وسائق الباص وكل من يمشي في الشارع دون ان تشعر بقليل من الحياء، انها حقا اشياء صغيرة.

يرفع الطالب صوته على مدرسه او قد يمد يده عليه فيتدخل والده، معتبرا ان الموضوع بسيط، وانه من تلك الاشياء الصغيرة التي لا تحتاج إلى عقاب باعتبارها من الأشياء الكبيرة.

يتحدث الشاب مع فتاة، فيسمعه والده الذي يراه فيبتسم دون أن يعلق بكلمة او ينبس ببت شفة، لا معترضا ولا مؤيدا، يرى الولد في سكوت والده تشجيعا وطمأنة فتصبح تلك الأشياء الصغيرة كبيرة، فإما تورط مع فتاة او حالة اختطاف او قد يستر الله عليك والله اعلم بما سيحدث في الآخرة.

انه اعجاب مجرد اعجاب بكاتب او  لاعب او مطرب، رسالة وبريد الكتروني، ولا زال الاصرار بأنه اعجاب فقط لا غير، انه ذلك الشيء الصغير فقد يتحول الاعجاب إلى شي كبير ورغبة لا يمكن السيطرة عليها لانها صارت من تلك الاشياء الكبيرة.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !