تهميش استخدام اللغات الغير فارسية في إيران و تحييد مهمة التعليم الى مستوى متنزل يقتصر على السماح للطلاب من اثنيات غير فارسية باستخدام ملابسهم الإثنية يعتبر تجنٍّ واضح و تهميش متعمّد للغات غير الفارسية بغرض طمس هويتها مقابل تحجيم اللغة الفارسية على حساب اللغات الإثنية الأخرى.
إنّ التصريح الأخير لمساعد وزارة التربية والتعليم الإيراني حول ضرورة عدم استخدام اللغات غير الفارسية في برامج جانبية في المدارس و ضرورة الإمتناع عن ارتداء الملابس المحلية للإثنيات في المدارس الحكومية بسبب ما قد يسببه هذا الأمر من ضربة للهيكل المجتمعي الإيراني، يعتبر مجحفاً لحق الشعوب غير الفارسية في إيران ومخالفاً للدستور الإيراني نفسه الذي منح تلك الشرائح حق التعليم و مزاولة ثقافتهم في المدارس والمؤسسات الحكمية والدوائر الرسمية.
تسبب تصريح المسؤول الإيراني الأخير وهو ينتمي الى حكومة تدعي مساندتها الشعوب غير الفارسية في الحصول على حقوقها المنصوص عليها في الدستور معارضة لمبادئ الحكومة التي يتزعمها الرئيس المعتدل و نهجها الإصلاحي تسبب التصريح الأخير معارضة واسعة من قبل شرائح كبيرة من الشعوب غير الفارسية في شبكات التواصل الإجتماعي وردود فعل تستنكر ما ورد على لسان هذا المسؤول الحكومي الرفيع.
وسارعت السلطات المعنية بالردّ على الإعتراضات التي أثارها التصريحات المنسوبة لمسؤول في وزارة التربية والتعليم بأنّ الشعوب لديها حقّ التعليم ومزاولة نشاطها التعليمي بلغتها الأم جنباً الى جنب مع اللغة الفارسية لكنّ تعديل لهجة التصريحات لم تطفئ لهيب الإعتراضات والمطالبات التي تطالب بحق التدريس في المدارس باللغة الأم ما سيضع المسؤولين الإيرانيين أمام مرحلة جديدة من التعاطي مع الملفّ القديم المتجدد وهو حق تدريس اللغات غير الفارسية في المدارس الإيرانية.
ينصّ البند الخامس عشر من الدستور الإيراني على"أنّ اللغة الرسمية والخط الرسمي لجميع الإيرانيين هي الفارسية ويجب أن تتمّ جميع المكاتبات الإدارية والرسمية بهذه اللغة والخط لكن يمكن استخدام اللغات القومية والإثنية في وسائل الإعلام و المدارس جنباً الى جنب اللغة الفارسية." ويحثّ هذا البند الحكومة على توفير الإمكانيات لتطبيق هذا البند بحذافيره.
فقد شهدنا في القريب السابق تصريحات نسبت لوزير التربية والتعليم في حكومة روحاني وعود له بتطبیق البند الخامس عشر الذيdينصّ على التعليم باللغات غير الفارسية و ورد حق استخدام ينصّ على تدريس اللغات في المدارس كما توجد تصريحات انتخابية لروحاني فقبيل انتخابه كرئيس للنظام الإيراني بهذا الخصوص. لكن فور نجاح الأخير لم يتطرّق فيما بعد بتطبيق البند المتعلق بتدريس اللغالت غير الفارسية و شنّ مجمع اللغة الفارسية هجوماً شرساً على المطالبين بتطبيق البند المتعلق بحقوق الشعوب في تدريس لغتها الأم في المدارس معتبرين هذا الأمر قد يعرّض الأمن القومي الإيراني للخطر.ستظلّ الصراعات محتدمة الى ما لا نهاية بين معارضي اشكالية تدريس اللغات و مؤيديها الى أن تخلق إرادة حاسمة بفض المسألة في القيادة الإيرانية لأنّ ترك الموضوع قيد الإهمال و غضّ الطرف عن حقوق الشعوب سوف لن يجلب للحكومة الإيرانية الحالية الثقة من قبل مواطنيها وسينزع ثقة بقية الشرائح لو لم تفِ بوعودها التي قطعتها مع نفسها قبل أن توعد بها أنصارها.
التعليقات (0)