(امسك عليك هذا ) وأشار صلى الله عليه وسلم إلى لسانه عند نصحه لمعاذ رضي الله عنه
وفي حديث آخر (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) و قال عليه الصلاة والسلام ( إنك لا تزال سالما ما سكتّ...)
اللسان وما أدراك ماللسان ، تلك القطعة الصغيرة من اللحم اللتي هي دابتك المطيعة إن أمرتها بالذهاب للطريق السليم فلن تسوقك إلا إليه وإن حولتها عنه فلن تبرح حتى تتيه بك في صحراء لا أخضر فيها .
لن أتكلم هنا عن النصائح الموجهة دائما بأن تحفظ لسانك من الغيبة والكذب وأعراض الناس وأن تحرص على الذكر والأستغفار وما شابهها فقد أطال الحديث عنها من هم أعلم مني بها ، ولكني سأتحدث عن الكلام الحسن في غير محله، وبتوضيح أكثر: أي معرفة حال المخاطب بالكلام حتى لو كان الكلام عاديا لا يشوبه أي خطأ ولكن حال المخاطب يحول دون فهم المقصود بشكل صحيح من الخطاب ، فعندما تخاطب أحدا بقولك .. صلِ فإنك توحي لمن يسمعك أن هذا الشخص لا يصلي .. وإن أطلت مع أحد الأشخاص في الحديث عن أضرار التدخين فإنها إشارة شبه صريحة لكون المخاطب مدخنًا ،وهو ماليس بالضرورة أن يكون .
هذا ما حدث معي فعلا .. عندما خاطبت فتاة تكبرني سننا وعقلا بأن يعينها الله على تحمل المضايقات اللتي تتعرض لها من بعض الشباب هداهم الله، ولكني صدقا لم أكن أخفي تحت ذلك الدعاء أي إتهام لها ,, ولكني نسيت بأن التعرض لمثل تلك المواضيع يعتبر تجريحا في حق أي فتاة مهما كانت ثقافتها فما بالكم بإنسانة يشهد لها المجتمع بجميع أصنافه بدينها وخلقها .. ولكن لعل العبارات خانتني قليلا بل كثيرا ولعل تفكيري حينها لم يكن يستوعب عواقب فعلتي، ولكني أستغفر الله العظيم من كل قول باطل ومن كل زلة، وأعلم أن دماثة أخلاقها أجبرتها على حسن الظن بقولي ولكن لابد للإنسان من وقفة مع السيد / ضمير ليحاسب نفسه قليلا .
التعليقات (0)