مواضيع اليوم

اسقاط الحكومة

ayoub rafik

2013-04-05 22:15:06

0

 إسقاط الحكومة

 

 

البشير ايت سليمان

 bachir700@gmail.com

 

من يريد إسقاط حكومة عبد الإله بن كيران؟ سؤال قد يكون من الغرابة طرحه، بالنظر للسياق الذي جاءت فيه هذه الحكومة، والذي يعلمه الجميع، لكن سؤالا أكثر تدقيقا من الأول هو من له المصلحة في إسقاط الحكومة؟.

فالضربات القوية التي تتلقاها الحكومة من كل جانب تصب في المنحى، والذي أسماه رئيس الفريق البرلماني لحزب العدالة والتنمية عبد الله بوانو "بالتشويش"، والتشويش في المفهوم العام هو إشغال القائم على التدبير الحكومي بنفسه، أو بأمور تافهة، أو إشعال معارك وهمية وأخرى جانبية من أجل صرف نظره عن القضايا المهمة والمصيرية.

فقد ذهب بوانو المحسوب على جناح الصقور في حزب المصباح إلى القول أن هناك جهات "تسعى لإسقاط الحكومة الحالية، بعد أن تعرضت إلى كل أنواع العصيان والتشويش على عملها، ليصل الأمر إلى الاستهداف المباشر".

وغريب أن تنخرط قيادات حزبية في هذه الحملة، في سابقة من نوعها، عوض التنافس الديمقراطي الشريف وتطبيقا للأعراف السياسية، فحزب محسوب على الدولة ذهب إلى حد "اتهام الإسلاميين الحكوميين بتلقي أموال من الخارج، وبكميات كبيرة لتمويل حملاته الانتخابية"، وحذر الحزب مما أسماه "تكرار سيناريو مصر وتونس في المغرب".

أما زعيم حزب "عتيد" فقد صرح أن البيجيدي "يسعى إلى الهيمنة على مؤسسات الدولة المغربية، من خلال إسناد كل المهام للمنتمين للحزب أو للمقربين منه"، في الوقت الذي تسجل الحكومة "توجهاً صوب إفراغ المشروع الدستوري من مضمونه".

انخراط من نوع آخر بطله هذه المرة مدير إحدى أكبر المؤسسات المالية العمومية، فقد كشفت يومية "أخبار اليوم" في عددها ليوم الأربعاء 27 مارس أن "الخازن العام للمملكة نور الدين بن سودة تسبب في وصول عجز الميزانية إلى 7 في المائة"، موضحة أن "بنسودة وعوض أن يؤخر أداء مستحقات الشركات البترولية إلى يناير 2013 كما كانت تفعل الحكومات السابقة، بادر إلى دفع خمسة ملايير من الدراهم في الأنفاس الأخيرة من السنة الماضية، وأن هذا حدث بالتزامن مع صرف الحكومة لأجور الموظفين مما تسبب في انخفاض مفاجئ وغير مسبوق للسيولة المالية".

كما كشفت اليومية عن تصرف آخر يدخل في هذه "الحرب المدمرة" وهو قيام بنسودة الذي درس مع الملك محمد السادس، باحتساب أكثر من ملياري درهما كانت مبرمجة ضمن المساهمة التي تقدمها الميزانية العامة للدولة لصندوق الحسن الثاني للتنمية وكأنها صرفت رغم أن ذلك لم يقع، ليظهر عجز ضخم في الميزانية و"تتراكم كتل كبيرة من الضباب على علاقة الحكومة بصندوق النقد الدولي".

وجوابا على الأسئلة السالفة، فإن المستهدف من هذه "الحملة" ليس بالضرورة حزبا بعينه أو شخصا معينا، بل هو استهداف لتجربة حكومية جاءت في سياق معين من الربيع الديمقراطي، واستهداف لإرادة شعبية ملت من الانتظار، وعشقت التغيير.

فلا تفسدوا، يا سادة، هذا العشق ولا تلعبوا بالنار، فقد تكونوا أول من يحترق بلهيبها.

 







التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات