شهداء الاسطول ...شهداء الحرية
لم ينسى الجتمع الدولي يوما، قصف القوات الأمريكية لليابان ردا على مهاجمة هذه
الأخيرة لقاعدة" بيرل هاربر"الشهيرة وتجبر الولايات المتحدة الأمريكية على الدخول الى
ساحة الحرب.
و هو رد عسكري ورد في إطاره الشرعي رغم أثاره اللاانسانية حيث اغتالت فيه حرية
الإنسان ..وحقه في الحياة..و أزهقت أرواح ملايين من الأبرياء بصورة وحشية.
تكرر مشهد الاغتيال ...لكن هذه المرة عن طريق اليد الحمراء التي لوثت دمائها تاريخ
الإنسان المعاصر ..لتلقي بكل تلك الاتفاقيات الدولية التي تنص على عدم المساس بالمدنيين
سواء كان في حالة حرب أو سلم..لكن هكذا هم أصحاب كذبة " شعب الله المختار"يبادرون
بالعدوان..فهم قناصة وصيادين و هاهم الآن يتقمصون زى القراصنة ليثبتوا جبروتهم على
الأرض و السماء و حتى البحر.
فتحت أي لواء للديمقراطية تضرب سفينة إغاثة لشعب عانى و يعاني الحصار..الحرمان
و الدمار النفسي و الجسدي.؟؟؟
وتحت آي غطاء شرعي يسمح بالقرصنة على سفينة مدنية و اغتيال أبرياء لا ذنب لهم
سوى إنسانيتهم و تعاطفهم مع الشعب الفلسطيني.
وهل ليمكن لعاقل أن يصدق بان سفينة إغاثة قد تجسد خطرا على الأمن القومي الاسرائيلي
لكن نستطيع القول أننا نستشف وراء هذه العملية الإرهابية لتصادم اللاعبين السياسيين
بالمنطقة و قد دفع اسطول الحرية ضريبة هذا التوتر و التصادم.
ندرك جميعا أن نجم تركيا قد سطع مؤخرا في سماء الأندية الكبار بمنطقة الشرق الأوسط
بل أصبح و سيطا هاما –للمفاوضات الاسرائيلة _السورية، و حليفا لإيران العدو الظاهر
لكل من الولايات الأمريكية و إسرائيل.
كما أن التصعيد المتوالي حول الوقود الإيراني قد أثار غوغاء كبيرة في مستوى العلاقات
الأمريكية –التركية. ومن هنا لاننسى أن وراء كل مشهد سياسي كواليسه الخاصة و التي
يديرها العقل الصهيوني –فهذه الضربة المجازفة-بردة فعل الرأي العام العالمي –هي
تحذير مباشر و صريح للرجل التركي –الفتي لمحاولات الوقوف أمام المشروع الإسرائيلي
و تحديدا لكل من يقف حجرة عثرة أمام مصالح الكيان بالمنطقة.
و الرد التركي كان شديد اللهجة و لاذعا ..فهل ستتحول هذه الأقوال لتجسم أفعالا صادمة؟
فهل آن أوان التحرك الشعبي و الرسمي للمجتمع الدولي لتحل قضية ضربت جذورها عمقا
لأكثر من 50 سنة..و جرحا نخر جسم فلسطين بل يكاد يفقد أخر قطرات دم لشبح جسد
وطن عليل .أعيته الحروب و أنهكته المؤامرات و مزقته الخيانة بكل أشكالها.
هل سيأتي يوم تشع شمس النهار الدافئة على بلد الأديان السماوية لتبدد سواد الأيام
الكالحة و تمسح الدموع من مآقي الأيتام و تزيل كرب الأمهات الثكالى؟؟..و تنعم فلسطين
وغزة بالحرية و تبقى ذكرى شهداء أسطول الحرية ..رمزا لكل من يبحث عن معنى
للحرية..
سناء محيمدي
التعليقات (0)