شيركو شاهين
مع بدأ العدد العكسي المشير الى انصرام مرحلة حساسة من سني الانسان الا وهي مرحلة المرهقة والولوج الى عوالم الجد والاجتهاد الاساسي للمستقبل، تلك المرحلة ذات الطابع الهادى حينا والنزق احيانا، والتي لا نستطيع ان نؤمي بوداعها على انها كان ذات تاثيرات محدودة سابية كانت ام ايجابية لانها وليدة تغييرات فسلجية عضوية ونفسية تختلف من شخص الى اخر ومن بيئة الى اخرى فعلى ذلك اختلفت مقاييس تحديد حقيقة المراهقة بين التروي والاندفاع.وليس المهم من وداع هذه المرحلة رسم الشكل الخارجي للشاب حين مروره بهذه الفترة العمرية بقدر اهمية حالة الانعطاف العقلي بعد زوالها وحيثيات العالم الواقعي الذي يعتبر اقدامه عليه اقداما على اسس اثبات الذات وسط الجماعة عبل سبل ووسائل متفرقة، ومن نافل القول هنا السؤال عند هذه الانعطافة عن مقدار مساندة القيم الاجتماعية او العلمية او الدينية في تثبيت دعائم الشاب ليقف بعدها صلبا امام الجديد القادم.ففي وسط ماتعانيه الاغلبية الغالبة من ابناء جيلنامن انغلاق الفكر ونكوصه بتجاه التقوقع القبلي والعشائري، اما بخصوص القيم الدينية السمحاء بداء جليا لجميع تارجح اغلب اساسياتها مع الاسف بخاصة في العقود الاخيرة، فهي تارة تجرفها الدوافع السياسية وتارة اخرى تجرفها تحديات مذهبية لاطائل من هذا او ذاك سوى تشتيت القيم والمفاهيم الاساسية للواقع الديني في عموم ابلاد الاسلامية وبلادنا خاصة.اما بالنسبة للاسس العلمية ذات الطابع التقويمي والتوجيهي لمشاكل الشباب فهي مازالت شكلية وسطحية اخذة بقشور التنوير العملي على حساب الب الحقيقي الفكري، فدور العلم تهتم بالامتحانات واوراق الاسئلة اكثر من بكثير من اهتمامها بتكوين شخصية الطالب، وهذا ما افضى الى عجزها عن اداء دورها القدوي في توجيه الشباب.وسط هذا الكم الهائل من القيم المتناقضة، يستجدي ان نسأل سوالا مهما من اين يمكن القول انها خطوة البداية؟ان الابحار في بواعث النجاح الشخصية للفرد اجتماعيا للوصول الىنتائج مثمرة قد يكون اهمها وعلى راسها رقي الانسان، فالرقي كما عرفهالكثير من علماء الاجتماع تعني تغييرا ذاتيا ينبع من اعماق الشعور الداخلي للفرد بعيدا عن القيم والعادات البالية، عبر التحديد والتعرف على قاعدتي الخير والشر والتفريق بين مسلكيهما فضلا عن تحديد علاقة الفرد بالمجتمع والاشخاص المحيطين به، بشرط ان يكون الاتزان اساس التغيير.فالحصانة الشخصية السليمة التي يكتسبها الفرد على مر المراحل التربوية (اسرية كانت ام صفية) تلعب بشكل واضح دورا فعالا لما هو قادم ويمكن بعدها تحديد دوافع النجاح وسبل سلوكه والاهداف المرجوة منه، لذالك نرى ان الاختصاصات الخدمية والعلمية مختلفة ومتنوعة ،فهي كباقة ورد تختلف في الواها واريجها ولكن تجمعها في زهرية واحدة جميلة اساها خدمة البشرية.اما الشق الثاني فهو عن حقيقة علاقة الفرد بالمجتمع والافراد المحيطين به، فالمجتمع والبيئة المحيطة يعملان بشكل اساس تهيئة وتقويم الشخصية على اساس ان الشخصية تنمو بالاجتماع ويبرز ذلك عبر الاحترام العالي والحقيقي لجريات المقابل وانحداراته العقائدية، قومية كانت ام مذهبية، والعمل الدؤب وباستمرار على تقريب وجهات النظر والسعي الدائم من قبل الجميع لاثبات الرأي والدفاع المنطقي عنه طالما كانت مصيبة ومنتهاها سمو الغايات بعيدا عن الاباحية التي تعمم الفوضى.وان كنا قد اشرنا الى دور الشباب في هذه الناحية فاننا يجب ان لاننسى عنصرين اساسين في التوجيه اولهما المنزل والبيئة التي ينتمي اليها، ومنظمات وهيئات المجتمع المدني ثانيا.فالطبائع والقيم التي تعمل الاسرة على زرعها في كيان الفرد لها الثقل الاعظم في تعميق الخلق القويم وتعزيز روح الشجاعة ومبدا الثقة بالنفس وتدريبهم علىاستقطاب العواطف الحسنة، اما العنصر الاخر الاساسي والفعال في ريادة فكر الشباب الا وهو منظمات المجتمع المدني، فعلى الرغم من اننا لايمكن ان نحدد بالضبط قدرات تلك المنظمات ذلك لحداثة تكوينها في العراق الجديد، الانه من المهم التاكيد على وجوبية مد جذورها بشكل اوسع ومعمق في المجتمع بشكل عام ولدى الشباب بشكل خاص عبر فتح ابواب المدنية بمختلف جوانبها الثقافية والحرفية والعلمية والسعي المستمر لكسب اكبر عدد منهم الى جانب هذه التوجهات.صافي المرجى في ما نتمناه هو ان نستدل دائما بغايات سعينا للوصول بالشباب الى شخصية قادرة على التجانس الحسن مع مجتمعها ومنسابة في واقعها بعيدا عن الرذائل فيمسي اكثر ذكائا وصحة واعلاه خلقا بعيدا عن الوحشة الاجتماعية.
نشر بتاريخ 11/12/2005
التعليقات (0)