الختم الاسطواني الاكدي
في فبراير (شباط) عام 1930، اكتشف عالم الفضاء كلايد وليام تومباو Clyde William Tombaugh الكوكب التاسع في النظام الشمسي. وفي الثالث عشر من مارس (آذار) اعلن رسميا اكتشاف الكوكب الصغير پلوتو Pluto.
پلوتو ونجومه في صورة
التقطها تلسكوب الفضاء هابل
ولكن، هل كان تومبو هو حقا من اكتشف الكوكب؟ ام كان لدينا معرفة مسبقة جدا جدا بوجود الكوكب؟ هل علم الانسان منذ آلاف السنين نشوء النظام الشمسي بطبيعته وحجمه؟ قطعة اثرية واحدة على الاقل، يمكن ان تعطينا دليلا على ذلك، وهذه القطعة الاثرية هي عبارة عن ختم اسطواني يعود تأريخه الى الفترة الاكدية قبل حوالي 4500 عام، وهو موجود الان ضمن ارشيف متحف برلين.
عالم الفضاء الامريكي كلايد
وليام تومباو والذي يعد
كمكتشف لكوكب پلوتو الذي
بقي لالاف السنين قبل ذلك
غير مكتشف
على الختم نجد هيئة على شكل (اله) وشكلين بالقرب منه. الاهم من هذا هي المنطقة الواقعة بين رأسي الشكلين، والتي يرى فيها علماء الآثار "مشهدا جانبيا" نقيا يملأ المساحة على الختم. نعم يمكنه ان يعطي تصورا لنظام شمسي مركزي عمره 4500 عام! في الوسط نجد الشمس معروفة باشعاعها وحولها تظهر احدى عشرة نقطة مختلفة الاحجام، والتي تشير الى الكواكب بوضوح.
في عراق اليوم يوجد الاصل لحضارتنا
هذا ما ادعاه زكريا سچن Zecharia Sitchin قبل ثلاثين عام في اميركا. فلقد مثل الختم الاسطواني محور دراسته، ومن تبعاتها ان الارض، جاءت قبل 430000 عام، من المحيط الذي حولها، ويدعي ان هذا الزحف راجع الى احد الكواكب غير المكتشفة في نظامنا الشمسي، والذي اسماه نيبيرو Nibiru حيث انسحب حول الشمس بمدار على شكل قطع ناقص قبل حوالي 3500 عام.
يظهر الختم الاسطواني السومري، عالما من النجوم،
الذي يعود وقته للعالم الاسبق (هنا مقطع للختم المتعرج)
عندما يدار الختم الاسطواني المتعرج بتناغم، يمكننا عند ذلك رؤية النقاط الاحدى عشرة حقيقة، والتي تتوزع حول الشمس، القمر والكواكب التسعة المعروفة و"كوكب X" نيبيرو. كتب سچن في عام 1967 "هذا في الحقيقة تصور السومريون للنظام الشمسي المعروف، والذي يتكون من اثني عشر جرما سماويا". في هذه النقطة اخطأ سچن. لم يكن اصل الختم الاسطواني سومريا. الكتابة على الختم كانت تشير الى "ايلي ـ اللات" كمالك له، وهي اشارة الى اله، والتي لا يمكن ان يكون اصلها الا ساميا او اكديا.
شيء واحد يجب الاعتراف به، وهو ان علم الفلك لم يلغي احتمالية وجود "كوكب X" الموجود خلف پلوتو. فحسب اعتقاد جون ب. موراي John B. Murray من جامعة بريطانيا المفتوحة و جون ماتيزة John Matese من جامعة لويسيانا University of Louisiana فانه من المرجح ان يكون هذا الكوكب ـ حسب تقريرهما عام 1999 ـ اكبر بعشر مرات من كوكب المشتري ويبعد عن الشمس بـ 32000 مرة اكثر من الارض، وبسبب كبر حجمه، ضل مساره عن الشمس، ولكننا نفتقر الى الدليل هنا.
وبسبب حقيقة "خارطة النجوم" الموجودة في قطعة اثرية اصلية، مازالت ابحاث سچن الجدلية عن نيبيرو مثيرة للاهتمام. ومع مرور السنين بدأت اسئلة المهتمين بكتب سچن تنعطف الى المسار حيث يوجد الختم الاسطواني. فلقد اشار يوخيم مارتسان Joachim Marzahn من قسم الحضارات الاسيوية القديمة في متحف برلين في مقال نشره في مجلة شؤون الفلك "النجوم والفضاء""Sterne und Weltraum" ان "نقاط الكواكب" الاثني عشر من ضمنها الشمس يمكننا رؤيتها في الصورة فقط. اما في الواقع فهي خمس عشر، وهذا ما استطعنا تحليله بشكل دقيق. الثلاثة الاخر لا يظهرن في صورة الختم، فاما ان يكون سبب هذا راجع الى الظل في اعلى الصورة او ان النقاط ليست كبيرة للحد الذي يمكن معه رؤيتها. وبواسطة هذه المعرفة استنتج ﭭولـﭭگانگ سيبنهار Wolfgang Siebenhaar في احد مقالاته في مجلة "السماوات العلمية الغابرة""Scientific Ancient Skies" "ممكن ان لا يكون ما موجود في الختم الاسطواني (VA243)، عبارة عن تصور لنظامنا الشمسي".
لم تنته بعد جميع الشكوك. فلقد قام مارتسان بتكبير نقاط الختم الاسطواني وذهب الى القول بان نقاط الكواكب قد تم تثبيتها فيما بعد بشكل اضافي بواسطة ثقوب، ويبلغ عددها مجتمعة خمس عشر. وهناك احتمال آخر هو انها لم تضف لاحقا، حيث يمكن ان تكون عبارة عن اضرار غير مقصودة.
ماذا يظهر الختم؟ كم عدد الكواكب الموضوعة في الحجر؟ هل هي عبارة عن نظام شمسي غريب عنّا يعود لعمق الفضاء كما يعتقد بعض العلماء؟ ام هي بالفعل ليست اكثر من مشهد جانبي والغرض من وضعه هو فقط ملء الفراغ في الختم الاسطواني كما يتصور علماء الآثار؟ هذا ما لانعلمه لحد الآن.
المصدر: مجلة .P.M الالمانية العدد الثاني لعام 2010، الصفحات 50 و 51
ترجمة: نزار النهري
التعليقات (0)