تعتبر اسرائيل الدولة الديمقراطية الوحيدة بالشرق الاوسط حيث اثبتت التجربة الديمقراطية داخل المجتمع الاسرائيلى نجاحها فى تحقيق المبادىء والقيم الليبرالية والديمقراطية الجديدة والتعددية الحزبية اضافة الى النزاهة الانتخابية والشفافية التى تتميز بها على العكس تماما من النظم السياسية الشرق اوسطية وهى نظم ابوية دكتاتورية مطلقة تعتمد على التزوير والغش وارهاب المعارضة ومصادرة الحريات والاحزاب السياسية كما يحدث فى مصر التى تعتبر اكبر سجن بالشرق الاوسط وكذلك تونس وليبيا والجزائر والسعودية وغيرها من النظم الارهابية الحاكمة بالمنطقة العربية ..اما فى اسرائيل وبالمقارنة مع الشرق الاوسط فان التعددية الحزبية هى السمة الاساسية للحياة السياسية الاسرائيلية حيث تشهد النتخابات منافسات عادلة بين احزاب اليمين واليسار والوسط حتى الاحزاب الدينية والاحزاب العربية التى تمثل عرب 1948 يتم السماح لها بالدخول فى النتخابات وعرض برامجها النتخابية فى الاعلام الاسرائيلى الذى يمتاز ايضا بالموضوعية والنزاهة ومحاسبة الجميع دون استثناء عكس العلام العربى الموجه والدعائى الذى يمارس غسيل المخ وتغييب الوعى والحرب النفسية الباردة ويسيطر عليه اللوبى الفلسطينى ومجموعة من المتعصبين فى الداخل والخارج الامر الذى ادى الى فشل الاعالم العربى فى احداث التغيير المنشود اما اسرائيل فقد نجحت فى شراء مجموعات اعلامية دولية كبرى واوروبية تلعب دور فى صناعة القرار والتاثير ايضا على القرارات الدولية التى تخص تل ابيب مما يدل على نجاح الاعالم الاسرائيللى بشكل كبير اما اعلامنا العربى الموجه فما زالت تسيطر عليه النظم السياسية الحاكمة فحتى الن لا توجد مجموعات ونقابات واتحادات اعلامية مستقلة تساهم فى تحرير العلام وتغيير الصورة البشعة للعالم العربى الذى يعيش فى العصور الوسطى ويفشل فى التعامل مع المستحدثات والمتغيرات والازمات الطارئة اما بخصوص الاحزاب السياسية بتل ابيب فقد اثبتت النتخابات الماضية خلال عام 2008 مدى نزاهة العملية الانتخابية والسياسية وشهدت صعود احزاب اليمين وهى كاديما المتفرع من الليكود وحصول الاحزاب الصغيرة مثل حزب اسرائيل بيتنا على مقاعد بالكنيست وحصل الحزب على 14 مقعد والذى يتراسه افيغدور ليبرمان ويتشكل من المهاجرين اليهود الروس حتى ان الاحزاب العربية حصلت على 11 مقعد فالنظام الديمقراطى فى اسرائيل يضمن بالفعل نزاهة العملية السياسية والانتخابية فى حين اثبتت النتخابات المصرية 2005 مدى البلطجة السياسية والنتخابية والتزوير واقصاء المعارضة وبخصوص الحريات الدينية فى تل ابيب والمفقودة فى العالم العربى فان اسرائيل تشهد حرية دينية وتعددية والسماح لاصحاب الديانات الجديدة والوضعية بممارسة عقائدهم دون اى تدخل من الدولة ومنهم البهائيين مع وجود المركز البهائى العالمى باسرائيل اضافة الى ممارسة الدروز والشركس والعرب لعقائدهم وبناء دور العبادة وكفالة حريتها اما الدول العربية فتقوم بالتضييق الشديد واضطهاد واعتقال اتباع الديانات الجديدة وعدم السماح لهم بممارسة شعائرهم وبناء دور العبادة مثل مصر التى ترفض العتراف بالبهائيين اضافة الى عدم الغاء خانة الديانة فى الهويات العربية وبقاء المواد الدستورية التى تدعو للتمييز الدينى على اساس ان الاسلام هو الدين الرسمى للدولة وعن التعددية الاجتماعية والثقافية داخل المجتمع الاسرائيلى المنفتح بقوة على الخارج فهناك تعددية حقيقية من خلال الاقليات حيث توجد اقليات كثيرة هناك ومنه الشركس ممن يلتحقو بجيش الدفاع الاسرائيلى اضافة الى تواجد العرب والدروز ..حقا ان اسرائيل منذ حصولها على الاستقلال عام 1948 وهى تمثل الدولة الاوروبية الاولى بلا منازع فى منطقة الشرق الاوسط والغريب ان العرب حتى هذا التاريخ لم يحاولوا الاستفادة من التجربة الديمقراطية الاسرائيلية مع اصرار الرفض المتعصب للتطبيع السياسى والثقافى داخل الشارع العربى ورفض الانفتاح على الثقافة والحضارة اليهودية والتاعمل معها كاية حضارة انسانية قدمت مثل مثيلاتها الكثير للحضارة الانسانية فى حين ان المجتمع الاسرائيلى منفتح على كافة الثقافات بما فيها الثقافة العربية وتعتبر اللغة العربية هى اللغة الثانية هناك مع دراسة الادب العربى والتاريخ باسرائيل وما زلنا نحن نصر على انغلاقنا التام واستمرار العداء العربى للحضارة اليهودية التى تحمل الكثير من مفاهيم التسامح وقبول الاخر وكل ما يفعله العلام العربى هو الحملة الدعائية المضادة تجاه اليهود والسامية والتاريخ اليهودى طالما ان الثقافة العربية منغلقة ترفض النفتاح والنقد وقبول الاخرين وتدعو الى التعصب والنغلاق والعنصرية وغياب النقد ولقد حان الوقت للتطبيع الكامل مع اسرائيل ودراسة الحضارة والثقافة اليهودية التى لثرت الحياة الانسانية لقرون.
التعليقات (0)