بقلم: محمد بن سالم بن عمر، كاتب و ناقد تونسي
عضو اتحاد الكتاب التونسيين، و مؤسس حزب الشعب التونسي
لقد هجر موسى عليه السلام لمدة تزيد عن الثماني سنوات من أرض أجداده بسبب قتله لنفس بشرية بدون وجه حق - تعصبا لواحد من قومه - و لما تاب الله عليه رجع الى قومه مبشرا بالتوحيد و مناكفا فرعون .؟
أما الغنوشي (العاهر الأكبر) فقد تسبب عهره السياسي في السابق في تحويل البلاد الى مسلخ لأتباعه على يد زبانية المستبد الأعظم .. و هجر و غرب 23 سنة ...؟
و لما عاد و تاب الله عليه كان يفترض أن يتوب هو جماعته و يبرؤ نفسه من الوصاية على دين الله و شرعه الحكيم ... لكن ما راعنا الا وهو يصرح لأسياده الغربيين بأنه في " حال فوز حزب النهضة في انتخابات المجلس التأسيسي ... فلن تحظر الحكومة الخمور و البكيني في البلاد ...؟" (عن صحيفة التايمز البريطانية ).
و هكذا يبرهن (هذا العاهر الأكبر) بأنه لا يزال يتوهم وصايته على دين الله وهي الخطيئة التي يرتكبها السلفيون منذ أقدم العصور..؟
متعامين على أن الرسل الكرام أنفسهم عليهم السلام لم يزعموا يوما وصايتهم على دين الله و انما كانوا مبلغين شريعة الله ليؤمن بها من شاء و يكفر بها من شاء ...( قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ) و لتختار المجتمعات البشرية اما التوحيد و الخضوع لشريعة الله الأزلية و إما كفر واختيار لشريعة المتألهين من البشر أمثال هذا العاهر الذي صارت سحنته المقرفة جالبة لكل تقزز و لعنات الموحدين له و لحزبه - حزب شياطين الانس الذين يتوهمون امتلاكهم للمعايير(كما توهم الشيطان بأنه خير من آدم عليه السلام ) ... رغم انهم صاروا يشكلون قاذورات المجتمع التونسي ..
و ما على الموحدين و القرآنيين و العلمانيين النزهاء إلا الاصطفاف لسحق هؤلاء الأنجاس (النهضة و السلفيين )من مجتمع الثورة و تطهير بلادنا من نجاستهم استجابة لأمر الله : (انما المشركون نجس )".
ولا بد لشباب الثورة التونسية من تبني التوحيد منهجا لتحقيق أهداف ثورته ... حتى لا يترك لبقايا التجمع و لبقايا السلفيين و لبقايا التغريبيين ..أي إمكانية للالتفاف على ثورته المباركة التي تحرصها العناية الإلاهية منذ بداية انطلاقها يوم 14 جانفي 2011 ؟
و تذكروا كيف استبعدت كل قوى الأرض أي امكانية لتحرر شعبنا من حزب لا تزال جذوره تهيمن على كل مرافق الحياة في تونس ...؟
إن التوحيد وحده قادر على تحويل كل الأعداء الى صف الثورة التونسية التي تذكرنا بالثورة المحمدية المباركة التي كان مبدؤها " ٌإقرأ" و كان منتهاها كما الثورة التونسية " كلا لا تطعه واسجد واقترب" ؟
و أرجو من الثوار في تونس أن لا يقبلوا واحدا من السلفيين بين صفوفهم الا بعد التبرؤ تبرؤا تاما من الشرك بالله الذي تنبني عليه عقيدة هؤلاء السلفيين مع استبعاد كل مشايخهم الذين تجاوزوا سن الأربعين من أعمارهم ...؟
أنتم السلفيون أكبر خطر يهدد البشرية و قد عاهدت ربي أن أحاربكم لآخر رمق في حياتي حتى يحيى من حيي عن بينة و يهلك من هلك على بينة ... ؟ و أنتم تشكلون أكبر عائق أمام تحرر مجتمعاتنا من التخلف و الدروشة الحضارية و السياسية .. و رغم أنكم أكبر ضحايا لإجرام زعاماتكم في حق دين الاسلام الا أنكم للأسف قوم لا تعقلون ؟؟ و ليس لكم اي استعداد لتؤمنوا : قال الله تعالى : ((وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ )) الشورى الآية (30 ) فالمصائب تلاحقكم و تلاحق كل المجتمعات التي تتبع نهجكم الضال عن هداية الرحمان و لكن لا تزالون منذ أقدم العصور في عماكم سادرون و لغواية الشيطان متبعون ... فعليكم من ربكم ما تستحقون .. حتى يبرأ مجتمعنا مما تخططون ؟؟؟
كل هؤلاء الأعداء ...؟ لا يدعون الوصاية على دين الله مثلما تفعلون ..؟
و يتحملون وزر ما يفعلون ؟ أما أنتم فتخدعون الناس بادعائكم الوصاية على دين الاسلام و تشكلون سدا منيعا أمام ابصار الناس لحقائق الاسلام و تصدون بالتالي عن سبيل الله ؟؟ لذلك فأنتم أخطر البشر على مستقبل دين التوحيد و ترتكبون كل جرائمكم تحت غطاء التدين ؟؟؟ فأن سفكتم دم الابرياء فتحت شعار محاربة اعداء الله ؟ و ان زنيتم فتحت شعار زواج المتعة و حدث ابو هريرة قال ...؟
الإصلاح لا يمكن أن يتحقق بخطاب مزدوج يركب جهل الناس بالدين لتحقيق أجندا لا تمت لا من قريب و لا من بعيد بمصلحة الوطن في تونس ؟؟؟ محمد صلى الله عليه وسلم بقي 13 سنة يرى أصحابه يقتلون و ينكل بهم ... و تعبد الأصنام من دون الله في الكعبة الشريفة ... و لكنه أبدا لم يأمر برد الفعل ؟ لأنه كان يستنير بوحي الله الذي يحرم على أتباع دينه أن يقوموا بأي عمل مادي الا في إطار الدولة الاسلامية بعد أن تكون الشعوب قد اختارت توحيد الله و الإحتكام الى شرعه الحكيم الذي يقوم الاسلاميون بتحريفه بحجة التطور و الاجتهاد ...؟ وانظر الى يوسف القرضاوي كيف كتب كتابا كاملا في التحليل و التحريم وهو ما يتناقض تماما مع شريعة الله ؟؟؟؟ و انظر الى غنوشكم كيف يعتزم تحليل الخمر و التعري في المجتمع الخارب الذي يبشر به التونسيين ؟؟؟
الخاتمة :
شباب الثورة و التوحيد :
قال تعالى :{ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون} [الأنبياء: 105]
وقال موسى لقومه: {إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده} [الأعراف: 128] ، ثم قال: {والعاقبة للمتقين} [الأعراف: 128] ؛ إذاً المتقون هم الوارثون للأرض بعد كل صراع سياسي يوجد فيه الموحدون ؟؟؟
التعليقات (0)