مواضيع اليوم

استوصوا بالنساء خيراً

شيرين الالفى

2011-07-16 11:18:46

0

تبدأ الحكاية وتنتهى من حيث بدأت............يجمعهما الحب ,يكافحان من اجل ان يجمعهما بيت الزوجية,يحاربان الاهل ويتمسك كل منهما بالآخر ,يبدأ شهر العسل ,تمر الايام بحذر ,فمازال كل منهما يجاهد ليخفى سوءاته ,تبدأ عجلة الحياة فى الدوران من جديد فهناك بيت يحتاج لمصاريف,يذهب الزوج الى عمله ,وربما يذهب للجلوس مع اصدقائة بعد ذلك ,فها هى الزوجة التى كانت فى بيت ابيها معززة مكرمة هاهو قد حصل عليها وحبسها فى قفصة وامتلكها,يعود متأخرا اليها,وهى جالسة طوال اليوم تنتظره بلهفه وشوق مابين القلق عليه والرغبة ان تطفئ نار حبها له فقد آن لها ان ترتاح وان تجد من يربت على كتفها ويحتضنها ,يدخل الزوج الى البيت ,ينظر اليها وهى فى قمة الجمال والزينة ,يمنعها حياؤها ان تفصح عن مشاعرها,فقد اختارها من بيت محافظ ونسى ان البنات المحترمات غير البنات الآتى كان يعرفهن من قبل,ينظر اليها نظرة ثاقبة ويقول ,(انا تعبان وداخل انام).
تنقهر المسكينة وتصمت وتتحطم احلام ليلتها ,وتتدافعها الافكار ما بين عذر له وبين انكسار لكرامتها واشمئزازها من هذا الرجل الانانى الذى كان بالامس يركض خلفها مثل الثور الهائج.
تمر الايام وتذبل الزهرة وتنسى انها انثى ,فكلما حاولت ان تقترب منه جرح كرامتها ,وعندما يريدها هو يقع عليها مثل البهائم ويتهمها بالبرود.
تيأس المسكينة منه وتدفن مشاعرها وتندمج مع اولادها وتستسلم لاقدارها ,تمر السنين ثقيلة وحزينة ويائسة ,وفجأة يأتيها ويقول لها انى تزوجت من اخرى,تميد الارض من تحتها وتمر الايام امامها كشريط سينما ,وتغيب عن الوعى وتفيق على صوته وهو يقول لها ,انت السبب ,انت باردة المشاعر ,انت ........., وانت ..........
لا تجد المسكينة ما تقوله ولا تجد رد ,تتذكر الليالى التى كان ينام ويتركها ودموعها على خدها تنتظر حبه ولا تجده ,فهى امرأة ولها فطرة فطرها الله عليها ,ان صرحت وقالت ,جرحها وقال لها ( انت مبتشبعيش؟)وان كتمت مشاعرها قال لها (هو مفيش مرة تقولى واحشنى؟).ماذا تفعل لكى ترضيه ؟؟
هذه القصة فى الحقيقة تتكرر فى كثير من البيوت المصرية ,وبحكم عملى كمستشارة اسرية واحتكاكى بالكثير من المشكلات اجدها تتكرر بنفس السيناريو مع اختلاف الاشخاص والاحداث,فى كثير من الاحيان اشعر بالعجز لانى اتحاور مع الطرف المقهور ولا استطيع الحوار مع الطرف الآخر.
اعرف ان هناك العديد من النساء اللاتى استطعن التغلب على هذه المشكله بالحكمة والذكاء والدهاء وتنتصر فى النهاية,ولكن هناك نساء اقل ذكاء واقل خبرة ,وهناك مجتمعات مختلفه ماذا يفعلن؟؟
كثيرا ما حاولت تجنب التحدث فى هذه الموضوعات الحساسة ولكن للاسف 90% من البيوت تعانى من هذه المشكلات وبيوت اعرفها انهارت بالفعل او فى طريقها للانهيار.
ان الرجل هو من يتقدم لخطبة المرأة وهذه هى فطرة الانسان ان يبدأ الرجل بالميل واستمالة المرأة, ان المرأة تنتظر من الرجل ان يلح على مشاعرها ويداعبها وان يشعرها برغبته دائما ,وان لا يرفضها اذا حاولت الاقتراب منه, بينما للاسف عندما انقلبت فطرة الرجل ونقصت رجولته فى عصرنا اصبح يريد امرأة مبرمجة على رغباته هو ,وفى خياله المريض تجارب ومشاهد منحرفة تختلف تماما عن امرأة من بيت محترم تنتظر منه هو ان يعلمها الحب وان يدربها عليه,لانه ببساطة اول رجل فى حياتها بينما هو ربما كانت له تجارب سابقة.
ان المرأة لا تحتمل ابداً جرح كرامتها ولا تحتمل ان يهينها زوجها,ولو صرحت له برغبتها مرة ورفضها او جرح كرامتها ,ترفض ان تصرح له بمشاعرها مرة اخرى او ان تظهرها له ,يجب ان يفهم كل زوج زوجته,ولكن للاسف هو لا يفكر فى ان يفهم زوجته ابداً انما ينتظر ان تفهمه هى ,واضعاً فى ذهنه بعض الخرافات مثل انه من حقه الزواج بأخرى,فهو يفكر فى الزواج من اخرى قبل ان يتزوج زوجته الاولى,فالزواج يعنى الموده والرحمه والسكن ,ولا يعنى نزوه للرجل فقط .
اكتب هذه الكلمات متأثرة بقصص اشعر تجاهها بالالم والعجز واتمنى ان اجمع كل النساء والرجال واتحدث معهم واعرفهم معنى الزواج والعشرة والحب ,انها حياة تأخذ مراحلها المختلفة ويحتاج الى صبر والى طاعة لله تعالى ,فهو كالزرع يحتاج لرعاية ,ويحتاج ان نرويه ونصبر عليه .
اسأل الله تعالى ان يصلح جميع البيوت وان يعمرها بطاعتة.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات