مواضيع اليوم

استكانة طفوليّة...

alola bac1

2010-06-08 18:23:52

0

كلما رأيته لا أدري لما ترقص الطفولة في داخلي ,أشعر بها تغزو حركاتي وتصرفاتي,ولاتلبث
أن تصير انعكاساً يصوّر قلبي داخل أغصان البراءة التي تشابكت حوله منذ زمن.
في وجهه شيء ما يدنيني من سلال الماضي لأنتقي أجمل مامرّ بي من صور ولحظات لاتُنسى ,
وفي سلال أخرى أرى شيئاً غريباً يمرّأمامي دون أن أشعر به,وكأنه خيط رفيع لايرى دونه.
عندها فقط أعود إلى واقعي وأدرك أن الطفولة بيننا قدكبرت,ولم يعد وجهه يحمل لي سوى عبسة
تنزف بين الحاجبين,وغصّة تشد الحلق وتدميه,فتراني أفكر وأفكر وأدرك في النهاية أن البراءة
التي لبستنا يوماً لم تعد علينا ولم تبقَ,لذا الآن يعيش في عالمه البعيد عن عالمي كلّ البعد,وكلّ ما
حلمنا به ورسمناه أصبح علامة جميلة نمر أمامها دون أن نشعر بوجودها.
لكني لازلت أراها ولازلت أذكرها وأشعر بها كأنها تحدث الآن,فلمَ محاها ومحاني من ذاكرته؟
كان لي فيه النصيب الأكبر,وكان له مني سنوات مرّت ولازالت تمر دون أن ترحل,يمرّ فيها الصيف
ويضم الخريف أوراقها,إلى أن يطفئ الشتاء في قلبي عبرات مولدها..وهكذا إلى تنتهي كورقة يابسة
داخل أحضان نيسان.
أنا أعلم تماما أنّي لازلت أختبئ في زاوية قلبه كما كنت,ولا زلت ظلّ الأمس الذي غفا عند أشعاره و
حروفه,لكنّه بالحب لم يزل غضّاً كغصن شجرتنا اليانعة التي لم تكبر,وهو كذلك لم يكبر, آثر أن يقتل
كلّ مابقلبه كي لايثور على معتقداتٍ ظلمته قبل أن تظلمني,ورضي أن يبعد بيننا هذا الجدار الاسمنتي
الحقير الذي أرضى غروره وجعل خنجره ينغمس في قلب كلينا ,لكنّا لم نخرج من أنفسنا ,وبقي هو مني
وأنا منه,ولم تستطع حجارة هذا الحاجز رغم الليالي التي مرّت أن تزيل واقعنا الذي كتبناه بصدق,فلمَ قبِل
على نفسه أن يزول من عالمه؟
قبِل بسيف المجد القديم أن يطعن صدري قبل صدره ,لينزف حبنا ويصبح ندبةً عميقة تطيب كلّ ماالتقت
عينايّ في عينيه,أوجاءت مخيلتي على يديه اللتين طالما سرّحا شعري وحضنتا ضفائري المهاجرة نحو
الماضي.
لازلت إلى الآن أشعر بدفئهما يسري في سنابلي المقصبة ويزيدها لمعاناًوتموجاً ,وكأنه تموج العبرات في
مقلتي ,وثوران أشواقي الخامدة داخل صفحة جميلة طوتها السنين.
لعلّ مايحدث معي هو التمني ليس أكثر,والرغبة بالتحليق لا الهبوط ,والحلم بأن تُفتح أمامي كلّ الصفحات ,
وأعود إلى براءة البسمة التي جمعتنا ,وبراءة القبلة التي طُبعت على وجنة كلماتنا الطاهرة.
فإن جاءت الدنيا بكل من فيها وسألتني عنه,أخالني كنت سأبقيها خلفي,وأريها وجهه داخل مرآتي دون خوف
أو وجل ,لإني لا أرضى أن أجرح إصبعي بشظايا مرآة محطمة في الزوايا,فإن كان قد رضي بتمزيق وجهي
بشظايا مرآته ,فأنا لن أُخضع رأسي وأصمت ,وإن كان قد تناسى مقعداً ضمّنا يوماً,فالمقعد لم يزل يقطن أمام
نافذته يبكي كلّ يوم على حاله ,ويلومه على ماضاع من يديه,براءة طفولية لن يعيشها ثانية,وذكريات عشق
نثرتها الاستكانة للذات النرجسية هنا وهناك...





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !