مواضيع اليوم

استقالة سلام فياض.. الدوافع والأسباب

حسام الدجني

2013-04-18 10:40:19

0

 منذ اللحظة الأولى للانقسام في يونيو حزيران/2007م، أقال الرئيس محمود عباس حكومة الوحدة الوطنية برئاسة إسماعيل هنية، وكلّف الدكتور سلام فياض بتشكيل الحكومة الثانية عشرة وسط جدل سياسي ودستوري كون حكومة فياض لم تنل ثقة المجلس التشريعي، وبدأ المراقبون يتابعون سلام فياض موظف البنك الدولي والحاصل على الجنسية الأمريكية، والمفروض على ياسر عرفات عام 2003م بعد مطالبات الاتحاد الأوروبي للسلطة الفلسطينية بالقيام بعملية إصلاحات مالية واقتصادية شاملة، وحينها تولى الدكتور فياض وزارة المالية في الحكومات المتعاقبة، حتى وصل إلى رئاسة الحكومة بعد الانقسام، وبدأ بتنفيذ سياسات مالية واقتصادية تنسجم مع نظرية السلام الاقتصادي التي أعلن عنها بنيامين نتنياهو في برنامجه الانتخابي...

وبدأت عملية إعادة بناء الفلسطيني الجديد على يد الجنرال كيث دايتون برعاية كريمة من حكومة الدكتور فياض، مما دفع فصائل المقاومة الفلسطينية بعد حملة الاعتقالات الشرسة ضد المقاومة وبنيتها التحتية انطلاقاً من كتائب شهداء الأقصى وكتائب أبو علي مصطفى وسرايا القدس وصولاً لحركة حماس بمطالبة الرئيس محمود عباس بإقالة حكومة سلام فياض، وحذرته من مشروعه السياسي والاقتصادي، إلا أن الرئيس عباس لم يستجب حينها، وبدأت حركة فتح في الترويج لإنجازاته على الأرض، حتى وصلت إلى نتيجة مؤلمة وهي مديونية تصل إلى أربع مليارات دولار، وعجز كبير في الميزانية، وتسبب السلام الاقتصادي بزيادة طبقة الفقراء لصالح مجموعة صغيرة من رجالات الأعمال، وسخر العمل الحكومي خدمةً لشخصه ولبرنامجه المدعوم غربياً، وهذا ما دفع حركة فتح للمطالبة بإقالته، لأن انعكاس فشل سياسات فياض الاقتصادية والمالية بدأ يظهر على شعبية حركة فتح بالضفة الغربية، وهذا ربما انعكس على نتائج انتخابات مجالس الطلبة في كلية خضوري وجامعة بيرزيت، وربما في باقي الجامعات الفلسطينية التي ستكون على موعد مع انتخابات مجالس الطلبة خلال الأيام والأسابيع المقبلة.

ولكن الرئيس محمود عباس كان يتمسك بسلام فياض رئيساً للحكومة ليقينه بارتباط ذلك بتدفق أموال المانحين للسلطة الفلسطينية التي تعاني عجزاً كبيراً في خزينتها وموازنتها، ولكن ما دفع عباس لتغيير موقفه طلب سلام فياض من الرئيس الأمريكي باراك أوباما لقاءه خارج المقاطعة وعلى انفراد، وهذا ما حصل في محافظة البيرة، مما أثار غضب الرئيس محمود عباس وحينها تحوّل موقف الرئيس عباس تجاه سلام فياض، بعد أن كان يتهم أعضاء المجلس الثوري بأنهم يطالبون بإقالة فياض لأسباب ذاتية وحزبية.

ولذلك لا يمكن ربط استقالة سلام فياض بعملية المصالحة أو استئناف المفاوضات، فمن يحضر مؤتمر هرتسليا ويلقي خطاباً فيه لا أرى أنه ضد عملية التفاوض، ولذلك فإن أمر استقالة سلام فياض لا علاقة له بأي ملف آخر سوى أنه جزء من الخلافات بين قيادات فتحاوية وازنة مع حكومة فياض، ولكن من الممكن استثمار هذا الحدث بالبدء في تطبيق اتفاق المصالحة، وتولي الرئيس محمود عباس رئاسة الحكومة، ثم التوافق لتحديد موعد الانتخابات.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات