مواضيع اليوم

استقالة العقل العربي ج 2

الفكر العربي بين الدين و الالحاد :

مقدمة ..

اخترت الفكر عوضا عن العقل , للتخلص من مشكلتين :
الاولى - ان العقل ببساطة شديدة , هو الوعاء او الحاضن للعمليات الدماغية
الثانية - ان الفكر هو المنتج لعمليات عقلية يمكن قياسه " مجازا " .

الفكر :

اسمحوا الا اخوض في فلسفة العقل و لا في اليات عمله , لكني ساوجز عمليات التفكير
مستعينا بجهاز الحاسوب الالي - الكمبيوتر من غير تفاصيل للعمليات او المكونات .
لاعمال الفكر.. لا بد من وجود المعرفة و المعلومات " مدخلات " تستقبلها حواس " مجسات "
ترسلها عن طريق الجهاز العصبي " موصلات " الى الدماغ " مركز معالجة المعلومات"
يتعامل معها وفق ما هو مخزن فيه من معلومات سابقة " برامج منطقية " ثم ترسل كنبضات
او في سيلان من الاوامر الى العضلات " الوحدات الملحقة " كمخرجات .

فالفكر : هو منتج عقلي , مبني على المعرفة .

المعرفة : ادراك ماهية الاشياء و مسمياتها . و تكون بالتعليم و التعلم .. و هما عمليتان
مترابطتان , تنشآن منذ بواكير تكوين الدماغ و تستمران حتى الوفاة .

مصادر المعرفة :

1- التجربة و الخطأ " الفلسفة المادية او المصدر التجريبي "
2- العقل " المصدر العقلي "
3- الموروث الثقافي" الميثولوجيا " - المصدرالديني .

لكل مما سبق من مصادر مؤيدون او معارضون . و لكل حججه و استدلالاته , لكن ما
يهمني هو الموروث الثقافي , خصوصا الدين الاسلامي فهو يجمع بين المصادر الاخرى
و يضيف اليها خصوصيته .

مصادر المعرفة في الـــــدين الاسلامي :

" الوحي , العقل , الالهام و الاحساس "
1- الوحي : كلام الله المرسل الى رسله بواسطة الملك جبريل . ليبلغ الى الناس .
2- العقل : ما يجريه الدماغ " المخ " من معالجة للمدخلات . تمييز, مفارقة , تصنيف
مفاضلة , ...الى اخره ." المصدر العقلي "
3- الالهام : مفاضلة مبنية على الحدس " افعل او لا تفعل في حوار باطني "
4- الاحساس : ما يصل الى الدماغ من اجهزة الاحساس العضوية " التجريبي "

لا يوجد على الساحة الفكرية العربية , اي نقاش فكري الا و يزج
فيه الدين " سلبا او ايجابا " بين مؤيد او معارض . كل فريق يستشهد بنصوص من
القران او الحديث او " المتون " . و قلة هم من يناقشون غير الدين الاسلامي . في
تزاوج ديني او مقارن " الفكر اللاهوتي او الفكر التلمودي و غيرهما ".
فيغلب ظن الاطراف على انه رفض او تحدي للاسلام .
المنهج التجريبي , هو وجودي مادي , منكر لكل الروحانيات الدينية , بغض النظر
عن الدين . لا يوجد في الاسلام طبقة رجال دين . بل دعاة او وعاظ او ما يطلق عليهم
مفكرين اسلاميين . ينطلقون من حماس شخصي او بدوافع -الغيرة الدينية - للتصدي .
في عمليات حوارية او باصدار فتاوي . و هي لا تمثل الفكر الاسلامي في اغلبها . الا
انها اجتهادات متخصصة في مسألة او قضية معروضة . فاذا شهد ب " تقوى "
مصدرها مدعمة بادلة قطعية الثبوت و قطعية الدلالة ان اصاب له اجران .
تعمد الفلسفة العربية المعاصرة , الى تحليل تاريخي مبني على ان الفكر العربي
هو الاساس " الموجه " الذي تنطلق و تتفرع منه - الفلسفة الاسلامية - تتبعها
عملية ترجمة لغوية . نافين استقلالية الفكر الاسلامي غير العربي. ثم ربطوا الفكر
في اللغة و التاريخ " لغة - فكر - تاريخ " في علاقة هرمية . فهي " مدرسة الحداثة العربية
المعاصرة " ترتكز على "فلسفة اللغة العربية" المرتبطة في بيئة النص و تاريخة - ترتيب
نزول القرآن .

اختلاف التفكير :

كما هو معروف , فان مصادر التشريع الاسلامي تستمد احكامها من مصادر رئيسية و
هي : القرآن الكريم , السنة النبوية , الاجماع و القياس . كما توجد مصادر فرعية اخرى
مختلف على درجات اعتمادها و قبولها . باختلاف المدارس و الملل و المذاهب . هذا كله
يجعل من الامة الاسلامية ذات مرجعية فكرية متنوعة بعدد ما لديها من تنوعات . فهي
تختلف فيه عمليات استنباط الاحكام من مصادرها , لغياب وحدة بناء نمط التفكير . كما
الحال في المدارس الفكرية الانسانية في الغرب او في الشرق . فلا يمكن لاحد ان يدعي ان
الغرب كله على مذهب مدرسة معينة .
لن ادخل في عمليات استنباط الاحكام من مصادرها
و لا في مدارس علوم القران
و لا في مدارس علوم الحديث
و لا في المدارس اللغوية التي احتارت بين الكوفة و البصرة " النحو و الصرف "
و لا في اختلاف اللهجات و اللسانيات .
و لا اهل الكلام و المنطق - الفلاسفة
و لا في الفرق السياسية و الطوائف و المذاهب .
و غير ذلك الكثير .. لاختلاف مناهجها و تعدد افكارها وطرق التفكير لديها .

استدراكات :

اولا - من كل ما سبق , لا اظن عاقلا يدعي ان هناك فكرا عربيا واحدا او موحدا . ناهيكم عن
الدمج بين ثقافات و تقاليد مجتمعات العالم الاسلامي على اتساع رقعتها و امتداداتها التاريخية
و موروثاتها المكتوب منه او المنقول .
ثانيا - هذا التنوع و الاختلاف في الفكر و طرقه و من التعدد و التشعب و التفرعات , ان هناك
اعمالا للعقل العربي , و تشغيلا لخلايا الدماغ ادت حتما الى كل هذه العطاءات الفكرية و في
تضاداتها و اختلافاتها و تنوعها, كما و نوعا ؟؟
ثالثا - الم تتمكن هذه العقول من المزاوجة بين مطالبها الدينية و عمليات الابداع المادية , من علوم
و اختراعات و عمارة و فنون ؟؟
رابعا - قيام دول و ممالك و بناء الجيوش و الدخول في صراعات داخلية او خارجية . هي ايضا
تتطلب تفعيلا و استغلالا لكل المعطيات و الامكانيات المادية و البشرية في اتساق تام مع الهدي
الالهي دون تواكل او اتكال , على المدد و العون الالهي وحده " اذهب انت و ربك فقاتلا " .

الفكر العربي المعاصر :

يتبع

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !