المصدر : الرائد نت / خاص
تماشياً مع ما ألفه "التيار الصدري" وأتباعه بإجراء استفتاءات وانتخابات مفاجئة ومنفصلة على غرار الانتخابات الخاصة بمرشحيهم والتي سبقت بأشهر الانتخابات النيابية بالسابع من آذار الماضي.
يجري الصدريون ولليوم الثاني على التوالي إدارة الاستفتاء الخاص باختيار منصب رئاسة الوزراء العراقي القادم، وذلك بدعوة من زعيم التيار "مقتدى الصدر" للخروج من مأزق تسمية التنافس على "رئاسة الحكومة العراقية"، وذلك بحسب تعبير البيان الذي أصدره "الصدر".
ونصب اتباع التيار منذ يوم أمس "الجمعة" عشرات "السرادق" في بغداد والمحافظات لاستقبال الناخبين، إضافة للفرق الجوالة لأخذ آراء المواطنين بخصوص الاستفتاء، الذي من المؤمل أن تنتهي فترة التصويت بالسادسة من مساء اليوم.
ويشمل الاستفتاء الحالي بحسب مصادر "التيار الصدري" عموم العراقيين الراغبين في المشاركة والذي ستكون نتائجه ملزمة "للصدريين"، بإدارة ملف تحالفاتهم المستقبلية لتشكيل الحكومة.
ويطرح "الاستفتاء" خمسة أسماء للاختيار من بينها لمنصب رئيس الوزراء القادم وهم كل من "نوري المالكي"، و "إياد علاوي"، و"إبراهيم الجعفري"، و "عادل عبد المهدي"، و "جعفر محمد باقر الصدر" مرشح "دولة القانون" وأبن عم "مقتدى الصدر".
واحتوت ورقة الاستفتاء الخضراء على خمسة مربعات أمام المرشحين المفترضين تضمنت أيضاً مربعاً سادساً ترك شاغراً أمام المصوتين لترشيح أي شخصية أخرى.
القيادي في "التيار الصدري" حسام المؤمن، أكد "من جهته" بـ(أن الاستفتاء كان ناجحاً وشهد إقبالاً جماهيرياً كبيراً)، وذلك على حد تعبيره.
وأضاف المؤمن (أن عملية التصويت رافقتها إجراءات أمنية لحماية جميع مواقع الاستفتاء الثابتة إضافة إلى التعاون الكبير من قبل الحكومات المحلية في المحافظات).
وأوضح (لقد فتحت مئات المراكز أبوابها التاسعة صباحاً في جميع المحافظات باستثناء وجود محدود في إقليم كردستان، ويتولى 3500 متطوع العمل فيها).
وبشكل عام يسجل "المراقبون" عدة نقاط على عملية الاستفتاء التي تجريها قيادات "التيار الصدري" فهي تحوي بين دفتيها دعوة ضمنية بالانقلاب على نتائج الانتخابات النيابية، كونها قد تفرز عن فوز مرشح برئاسة الوزراء لا يحظى بالقبول سوى لدى أبناء التيار الصدري، لاسيما أن الاستفتاء جرى في مقرات "التيار الصدري" وليس في مناطق عراقيّة عامة.
كما أن آلية الاستفتاء ورغم تصريحات قيادات التيار بأنها غير ملزمة لبقية أطياف الشارع العراقي فأن لإيحاء بوجود فرق جوالة في عدد من أحياء بغداد مما يعطي التصور بأن "التيار" يهدف لخلق شعوراً لدى الشعب العراقي على قدرتهم بالتحكم بالقرارات المصيرية للعراق، على الرغم من أننا كعراقيّين لم نلحظ وجود أياً من هذه الفرق.
كما أن الترويج لوجود "جموع" تتوجه إلى مقرات "التيار الصدري" للإدلاء بأصواتهم مطيعين لأمر زعيم التيار "مقتدى الصدر" - الذي يتلقى تعليمه "الديني" في "طهران" للحصول على "الدرجة العلميّة" التي تهيئه ليصبح أحدى المراجع "الشيعيّة" المتبعة في العراق- كأنه تجسيد "عملي" لمبدأ "ولاية الفقيه" الذي يقرّه المذهب "الشيعي".
التعليقات (0)