استطلاع: هل 98% من المسلمين يصومون رمضان فعلاً؟

كشفت وحدة مكتوب للأبحاث، عن النتائج المبهرة التي أظهرها البحث الالكتروني الواسع الذي قامت به الوحدة مؤخراً في المنطقة حول تمسك المسلمين في الوطن العربي بممارسات وعادات وتقاليد شهر رمضان المعظم، حيث أظهرت أن أغلبية ساحقة من الذين شملهم الاستطلاع تصل نسبتها إلى 98% تتمسك بصيام رمضان.

كما كشف الاستطلاع عن أنه، وبالمقارنة مع نسبة 44% التي كشف عنها استطلاع العام الماضي، أن هناك زيادة كبيرة في أعداد المستطلعين الذين يرغبون في تناول وجبات الإفطار مع عائلاتهم هذا العام حيث بلغت نسبتهم 89%.

وأجريت الدراسة خلال شهر أغسطس الجاري أي قبل بداية الشهر الفضيل مباشرة، وشملت أراء 4335 مسلماً بالغاً من مختلف أرجاء العالم العربي. وأتيحت الفرصة للمستطلعين لاختيار أكثر من إجابة واحدة عن بعض الأسئلة.

وتعليقاً على نتائج هذه الدراسة، قالت تامارا ديبريز، مدير عام مكتوب للأبحاث: "لقد قمنا بهذه الدراسة لنحدد كيف يشعر المقيمين في منطقة الشرق الأوسط بقدسية شهر رمضان المبارك".

وأضافت "كشفت نتائج الاستطلاع بوضوح عن تمسك العالم العربي الوثيق بالعادات والتقاليد الحميدة والممارسات الاجتماعية الإنسانية في هذا الشهر، كما كشفت أيضاً عن أن المستطلعين يتطلعون للاستفادة من هذه الأوقات الخاصة خلال العام لتقوية علاقاتهم وروابطهم مع أحبائهم ومشاركة روح رمضان مع زملائهم المسلمين".

وأوضحت ديبريز "أكثر التغييرات التي طرأت على نتائج هذا الاستطلاع مقارنة بالأستطلاع ذاته الذي أجريناه العام الماضي، يتمثل في أن المزيد ممن شملتهم العينة يرغبون في قضاء وقت الإفطار في المنزل حيث يُعتقد بأن الأزمة الاقتصادية الحالية لعبت دوراً كبيراً في إحداث هذا التغيير".

ألقت الدراسة الضوء على ما يعنيه رمضان في الوقت الحالي بالنسبة للمسلمين، ولاحظت كيفية إتباعهم للعادات والتقاليد والممارسات المشتركة الخاصة بهذا الشهر الفضيل. وأعرب 98% من المستطلعين عن عزمهم صيام هذا الشهر الفضيل، وبرر غالبية الباقين عدم قدرتهم على الصيام بالمرض أو السفر أو الحمل.

وجاءت إجابات جميع المستطلعين في كلٍ من المملكة العربية السعودية (782 شخصاً) والمغرب (443) وعُمان (257) والبحرين (231) بالإيجاب عندما تم سؤالهم عن عزمهم على الصيام هذا العام، في حين أن 99% من مسلمي قطر والكويت ومصر و97% من المسلمين في الأردن والإمارات العربية المتحدة أكدوا نيتهم صيام شهر رمضان المبارك هذا العام.

وأكدت غالبية العينة التي شملها الاستطلاع (52%) على أنها تعتمد على المساجد لمعرفة زمن الصيام (موعد الإمساك عن الطعام والشراب وموعد الإفطار)، في حين تمثلت المصادر الأخرى لمعرفة هذه المعلومات في التلفزيون والصحف وشبكة الأنترنت والإذاعة.

وأعربت غالبية المستطلعين (89%) عن كونها تفضل الاحتفال بالإفطار مع عائلاتها في المنازل، في حين أن الباقين يفضلون كسر صيامهم مع الأصدقاء أو من خلال حضور الاحتفالات الدينية.

ورأى 89% من المستطلعين أن رمضان مناسبة مهمة لضبط النفس والانضباط، في حين أن 67% يعتقدون بأن هذا الشهر الفضيل يتيح لهم الفرصة للشعور بالألفة والتضامن وإبداء مشاعر الأخوة التي تجمع بين المسلمين. لكن اللافت في نتائج الاستطلاع أن 63% من المستطلعين اعتبروا أن مناسبة شهر رمضان صارت تجارية بعض الشئ، في الوقت الذي أكدت فيه الغالبية على أنه لابد من انتشار روح شهر رمضان المعظم في كافة أنحاء العالم وليس في محيط المنطقة العربية وحسب.

وحسب هذه الدراسة، فقد قال 76% من المستطلعين أنهم يقومون بقراءة القرآن الكريم بأكمله خلال شهر رمضان، في حين أن 66% يواظبون على صلاة التراويح خلال الشهر الفضيل.

ومن بين النتائج الأخرى، أظهر الاستطلاع أن 77% من المستطلعين يخططون لإعداد لفتة خاصة نحو العائلة أو الأصدقاء خلال شهر رمضان المعظم أو مع قدوم عيد الفطر المبارك، وأكد غالبية هؤلاء أن هذه اللفتة الخاصة غالباً ما تتمثل في منح "العيدية" وهي عبارة عن مبلغ من المال، إلى أحبائهم أو أرسال رسائل نصية لذويهم أو إجراء مكالمات تليفونية معهم.

وحول الجدل الدائر حول المنهجية المستخدمة في تحديد بدء الشهر الكريم، أعرب 57% من المستطلعين عن اقتناعهم التام بضرورة الأخذ بالمنهجية التقليدية والشرعية من خلال رؤية هلال القمر بالعين المجردة في الوقت الذي حظيت فيه منهجية الاعتماد على التقنيات البديلة المستخدمة من جانب علماء حركة الكواكب والحسابات الفلكية بموافقة 54%.

واللافت أن نسبة الراغبين في توفر معلومات المحتوى الإسلامي على تليفوناتهم المحمولة خلال شهر رمضان مثل الأحاديث الشريفة ومواقيت الصلاة ومعاني القرآن الكريم وتفسيراته والتي تأتي في المقام الأول لخيارات المحتويات المفضلة لديهم، قد هبطت من 79% في العام الماضي إلى 73% هذا العام.