مواضيع اليوم

استسلام قصة قصيرة حمادي بلخشين

حمادي بلخشين

2011-10-03 17:17:42

0

إستسلام


ــ 1 ــ

 

ذات مسلسل شديد الجاذبيّة.. و في غمرة تركيزنا الجماعيّ على لقطة ظهر فيها ربّ أسرة سوريّة كثيرة العدد( كان يمرّ حلقتئذ بضائقة ماليّة ألعن من سابقاتها)، وهو يتوسّل الى شرطيّ بسيط كي لا يصادر معروضاته التايلانــدية مـــن أمــشاط و أمواس حلاقة و علك و تبغ رخيص، كلّ ذلك و الشرطيّ يزداد انتفاخا و صلفا لم يحدّ منهما سوى رشوة هزيلة دسّت في يده.. بينما نحن كذلك، فؤجئنا بجدّي ــ سامحه الله و غفر له ــ وهو يغلق التلفاز، ثم وهو يرمي الشاشة المظلمة بالمتحكّم عن بعد، قبل أن يصيح متسائلا و قد ضرب كفّا بكفّ:
ـــ العمى شو هالحكي!
ــــ ...؟!
هرش جدّي قفاه ثم أضاف مستغلاّ ذهولنا الجمعيّ:
ــــ و الله يا جماعة.
ـــ ...؟!
ـــ قد ضاعت سورية الشقيقة.
ـــ ...؟!
ــــ ما بين تئبرني (1) و تئمرني (2)!
حين لاحظ جدّي إستغرابنا، اندفع موضّحا:
ــــ أخبروني بالله عليكم.
ـــ ...؟؟!
ــــ اذا كان المواطن السوريّ الغلبان.
ـــ ...؟!
ـــ لا يخاطب مسؤوليه.
ــــ....؟!
ـــ من أقلّهم قباحة، وصولا إلى أكثرهم وساخة.
ــــ ...؟
ـــ بغير " تئبرني".
ـــ ...؟!
ــــ وإذا كان بشّار الأسد
ـــ...؟!
ـــ رئيس جملوكيّتهم.
ــــ ...؟!!
ــــ و ان زعم الممانعة و تشدّق بالصمود!
ــــ...؟!!
ــــ لا يخاطب قادة تلّ أبيب بغير" تئمرني"!
ــــ ...؟!
ــــ بعد أن ضمن للكيان الصهيوني المحتلّ.
ــــ...؟!!
ــــ جولان مستسلمة و شعبا مقموعا.
ــــ ...؟!
ــــ اذا كان هذا حال المواطن و حال الحكومة في سورية.
ــــ ...؟!
ــــ فكيف يصلح الأمر هناك؟
ــــ...؟؟؟!
ـــ و كم يحتاج التغيير من عشرات الأعوام.
ــــ...؟؟
ــــ العمى (3)
ــــ ..؟.
ـــــ شو هالذلّ و الإستسلام ؟!!

ـ 2 ــ

حدث هذا قبل يومين فقط من اندلاع ثورة الشعب السوريّ البطل!! .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تئبرني : بكسر التاء، بمعني تقبرني أي تدفنني.. بمعني آخر "عش أنت اني متّ" قبلك!
(2) تئمرني: بكسر التاء بمعنى تأمرني، بمعني: و لا يهمّك تؤمر بس.. بمعنى آخر "أنا اللحم و أنت السكين!" و بمعنى معاصر أنتم الأمريكان و نحن الإخوان !
(3) العمى: كلمة تعجّب كثيرا ما تستعمل في الخطاب الشعبيّ السوري كلفظ نشاز و صادم في خضم لهجة سورية متميزة برقتها و شحنتها العاطفية
المتدفقة ( على خلاف اللهجة التونسية الجافة التي لا تسمع فيها كلمة حبيبي السورية و لا كلمة عيني/ عيوني ـ العراقية ــ) لأجل ذلك اقترح كمحب للشعب السوري الشقيق و تحت طائلة التغريم بمقدار مالي بسيط بحذف هذه الكلمة المؤذية من قاموس الخطاب اليومي، خصوصا بعد ذهاب "العمى" عن الشعب السوري البطل.كما اقترح ايضا استبعاد كلمة تئبرني بعد قرار الشعب السورى الخروج من القبر النصيري الأسدي!

أوسلو2 أكتوبر 2011




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !