استسلام بلا مقابل !
الانظمة العربية التي صالحت العدو الاسرائيلي وطبعت معه بذل وهوان منذ عام 1977 لا تمثل شعوبها المستضعفة بعكس الحال مع اسرائيل،بل تمثل رأي حكامها والقطيع الهائج من شتى الطبقات والسائر معها بدون ادنى وازع وطني او ديني او اخلاقي!.
جميع البلاد العربية التي عقدت معاهدات استسلام وتطبيع مع اسرائيل هي محكومة بنظم مستبدة فاسدة لا تقيم ادنى اعتبار لرأي شعوبها فضلا عن عدم احترام الكرامة الانسانية لهم بعكس الحال مع حكومات اسرائيل المنتخبة التي لا تستطيع فعل ما يحلوا لها بدون الرجوع لناخبيهم من ذوي الاعراق المتعددة!.
الملاحظ في حال الانظمة العربية التي لديها علاقات مع اسرائيل ان غالبيتها محكومة بنظم ملكية او مشيخات وراثية ما عدا مصر المحكومة بنظام عسكري استبدادي فاسد منذ عام 1952!. وفي حالة الاولى من الصعب تغيير قرارات التطبيع بعكس الحال مع الانظمة الجمهورية كما حدث مع النظام في موريتانيا الذي قطع العلاقة معها بعد الانقلاب العسكري!.
او حال لبنان عندما الغى اتفاقية 17 آيار 1983 بعد تغيير الحكومة والضغط على عملاء اسرائيل في الاوساط اليمينية المتطرفة!.
الدول العربية التي عقدت معاهدات سلام مع اسرائيل،لم تجني ورائها سوى الخضوع السياسي والسراب الاقتصادي وحال مصر والاردن شاهد على ذلك وسوف يكون هذا ايضا حال اعراب الخليج الذين يظنون خطأ انها سوف تحميهم من السقوط الحتمي بينما لم تستطع امريكا فعل ذلك مع حلفاء آخرين لها!.
فرحة دولة الامارات بالتطبيع مع العدو الاسرائيلي تبخرت خلال يومين فقط،من خلال رفض التوقف عن سلخ الاراضي الفلسطينية والتوطين فيها الى منع الحصول على طائرات اف 35 الامريكية والتي هي اساسا معدلة وتحت السيطرة ولا فائدة من حيازتها لنظام باع كل شيء لهم ولاجل لا شيء!.
خطوات التطبيع المتتالية هي لدعم ترامب في حملته الرئاسية ولدعم نتنياهو ضد المعارضة او الاتهامات بالفساد!... وهذا يعطينا صورة عن المستوى الوضيع للحكام العرب عندما يتهافتون للصلح والتعاون مع اناس متعصبون وفاسدون في الغرب على شاكلة ترامب ورديفه الاسرائيلي نتنياهو بينما يبتعدون عن المعتدل الذي قد يمنحهم حقوقا اكثر!.
الغريب في حال العرب انهم دائما يتقربون لاسرائيل عندما يحكمها اليمين المتطرف بزعامة الليكود منذ رحلة العار الاولى للمقبور السادات الى القدس عام 1977 وحينها كان يحكم الارهابي مناحيم بيغن! ثم اخذوا يتقربون لاحقا مع خليفته الارهابي اسحاق شامير في مؤتمر مدريد واخيرا مع سيدهم الجديد وبلا منازع، بنيامين نتنياهو!.
لن ينسى نتنياهو مقتل اخيه جوناثان نتنياهو (1946-1976) على يد المقاومة الفلسطينية في عملية مطار عنتيبي،بل من السذاجة والغباء ان مثل هذا المتطرف ان ينسى ذلك ويسعى الى السلام، ولهذا يحاول اذلال الفلسطينيين بشتى الوسائل المتاحة مستغلا السيطرة الاسرائيلية الكاملة على امريكا!.
دائما يكون الذل والضعف والفقر والجهل هي حالة الشعوب الخاضعة للاستبداد الشمولي مثلما هو حال العرب الان!.
التعليقات (0)