مواضيع اليوم

استراحة الخميس :مدن فى ثياب نساء:

مواطن مهم

2010-10-28 07:57:59

0

 المدن و الشعر
المدن كالنساء والنساء كالمدن لكل واحدة منهن طعم ولون
وشكل ومزاج ورائحة تماما كما لكل مدينةٍ أنوثتها الشخصية .. و نكهةِ عطرها الخاص وجنونها الصاخب .. و صراخها الهستيريّ .. و جسدها الفتّان الذي يستلقي على الأرض بإغراءٍ و دلال عارضاً سحره لكلّ من يريد أن يلقي نظرةً مختلسةً سريعة ..
هناك المدن المتفقة مع مصالحها 00والمدن الخارجة عن ضوابط الجمال
والمدن المتأججة فتنة و المنبطحة أغراء و المتمددة فتنة جسد
بعضها آسرة للقلب وبعضها معاندة له
هناك مدينة يشعرك دفئها بمضاجعة التاريخ وأخرى يسرك رؤيتها مقبلة كشطيرة يقسمها نهر نابض0 لصدرها سطوة الريح ولثغرها متضادة الجمر والثلج
وهناك مدينة ما أن تستقر بها حتى تحس بحصارها الجاثم لدرجة الاختناق ... كامرأة كلما مددت خطوط التواصل بينك وبينها... ضيّقت خارطة المكان والزمان في دواخلك...
- مدينة تلهمك العشق وإن تكلس فؤادك وتحجر
- ومدينه تكتب الشعر وتجيد الغناء
- ومدينة تطغيك سكينتها... حالما تغتسل بطهرها الايمانى

لو لم تكن المدن نساء حقيقيات لما تعلّقت أنفاس البشر بكل هذا الركام الهائل من الحجر و الطين و الإسمنت ولما التصقت روائح أجسادهم و تملّقات أحداقهم و جثث موتاهم و بصمات أصواتهم في مجاهل المكان
ولمّا كان لكل أنثى ولكل مدينة أسرارها الدفينة .. و أبوابها الخلفيّة .. و قبحها الذي تواريه وراء مرابط البؤس والعوز كان لبعضها وهج الشمس وخصوبة الأرض وصخب المساء
تخيل مدينة مليحة كصنعاء لا يعشقها إلا الأسوار ولا يغازلها إلا الفقر والمرض إ
يقو الشاعر اليمنى القدير عبد الله البرد ونى رحمه الله في قصيدة تعد من عيون الشعر ونوادره
ماذا أحدث عن صنعاء يا أبتي

مليحة عاشقاها: السل والجرب

ماتت بصندوق "وضاح"بلا ثمن

ولم يمت في حشاها العشق والطرب

كانت تراقب صبح البعث فانبعثت

في الحلم ثم ارتمت تغفو وترتقب

لكنها رغم بخل الغيث مابرحت
حبلى وفي بطنها "قحطان" أو"كرب"

وفي أسى مقلتيها يغتلي ii

يمن ثان كحلم الصبا... ينأى ويقترب

حبيب تسأل عن حالي وكيف أنا؟

شبابة في شفاه الريح تنتحب

كانت بلادك "رحلاً"، ظهر "ناجية"

أما بلادي فلا ظهر ولا غِيَب 0
وعن دمشق الأنثى التي لا تعرف الخجل ولا تخشى فقر الجمال
يقول نزار قباني وما أجمل ما يقول


هذى دمشق وهذا الكأسُ والراحُ

إنّي أحبُّ... وبَعْـضُ الحُـبِّ ذَبَّـاحُ
أنا الدمَشْـقِيُّ .. لَوْ شَرَّحْتُمُ جَسَـدِي لَسَـالَ مِنْـهُ عَنَـاقِيـدٌ.. وَتُـفَّـاحُ
وَلَـوْ فَتَحْـتُمْ شَـرَايينِي بِمِدْيَـتِكُـمْ سَـمِعْتُمُ فِي دَمِي أَصْوَاتَ مَنْ رَاحُوا
زِرَاعَةُ القَلْبِ تَشْفِي بَعْضَ مَنْ عَشِقُوا
وَمَا لِقَلْبِي ـ إذا أحْبَبْـتُ ـ جَـرَّاحُ
مَـآذِنُ الشَّـامِ تَبْكِـي إِذْ تُـعَانِقُـنِي وَ لِلمَـآذِنِ .. كَالأشْـجَـارِ.. أَرْوَاحُ
لليَاسَمِـينِ حُقُـوقٌ في مَـنَازِلِنَـا... وَقِطَّةُ البَيْـتِ تَغْفُـو حَيْـثُ تَرْتَـاحُ
طَاحُونَةُ البُنِّ جزْءٌ مِـنْ طُفُـولَتِنـا فَكَيْفَ أَنْسَـى ؟ وَعِطْـرُ الهَيْلِ فَوَّاحُ
خَمْسُونَ عَامَاً .. وَأَجْـزَائِي مُبَعْثَرَةٌ.. فَوْقَ المُحِيطِ .. وَمَا في الأُفْقِ مِصْبَاحُ
تَقَاذَفَـتْنِي بِـحَـارٌ لا ضِفَـافَ لَهَا.. وَطَارَدَتْنِـي شَيَـاطِـينٌ وَأَشْـبَـاحُ
هُنا جُذُورِي.. هُنا قَلْبِي .. هُنا لُغَـتِي فَكَيفَ أُوضِحُ؟ هَلْ فِي العِشْقِ إيضَاحُ؟



وعن المدينة الوحيدة التي تعيش دون أسرار ودون أسوار على الإطلاق ..

بيروت .. المرأة اللعوب التي أتقنَتها الحياة فمارست الحياة بكلّ خليّة من خلايا جسدها الماتع .. بيروت امرأة للحب تعيش أنوثتها بكلّ جنون و عبثيّة و فوضى .. بالرغم من إحباطاتها
الغرامية المتكررة وفشلها في الارتباط بعشيق واحد كعادة كل الحسناوات غير موقفات فى تجارب العشق والحب والغرام وهذا يعود لخداع المعروض او لغرور العارض
يقول غازي القصيبى رحمه الله


بـــــــيــــــــروت

بيروت! ويحك! أين السحـر والطيـب؟ و أين حسن علـى الشطـآن مسكـوب؟
و أيـن رحلتنـا و الوجـد مركبـنـا؟ و البحر أفق مـن الأحـلام منصـوب؟
و أنـت مترعـة النهـديـن متـرفـة دنياك وعد بشوق الوصـل مخصـوب
فـي مقلتيـك مـن الأهـواء أعنفها و فـي شفاهـك إيمـاء و ترحـيـب
و فـي يمينـي ورود جئـت أزرعهـا على ضفائـر فيهـا الليـل مصلـوب


بيروت! ماذا يقول الناس؟ هـل ذبحـت بيض الأماني.. و غال الطفلـة الذيـب؟
و هل تـوارى مليـح كـان يأسرنـي و هل قضى قبل يوم الوعـد محبـوب؟
و أين ما كان-يا بيـروت-إذ رقصـت لي الليالي.. و طارت بـي الأعاجيـب؟
و أيـن شعـر جميـل لسـت أذكـره علـى الصنوبـر و التفـاح مكتـوب؟
و أين أول حـب ضمنـي.. و مضـى وقده فـي حنايـا القلـب مشبـوب؟


بيروت! لا تصفي لي الجرح.. أعرفـه فإنـه فـي دمائـي الحمـر معصـوب
أنا الذي أسرتـه الـروم.. مـا لحقـت بـه العـراب.. و خانتـه الأعاريـب
حملـت فـي كبـدي الآلام فانفطـرت و طوحت بي إلـى اليـأس التجاريـب
محمد على المساعد msa2040@hotmail.com

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !