الإعلام الإلكترونى والإعلام المطبوع
يعد الإعلام الإلكتروني بعمره القصير وخطاه المتسارعه أحدث وأسرع وأرقى أنواع الإعلام التي عرفها الإنسن حيث حقق كثيراً من الإنجازات الهامه التى أدت إلى تغيير العقلية الإعلامية السائدة ومفاهيمها المقولبة، و استقطب جمهوراً لا يستهان به خصوصاً في أوساط الشباب بجنسيه حيث وفّر لهم مساحة كبيره من الحريه في إبداء وجهات نظرهم وطرح قضاياهم وهمومهم وتلقى ردود أفعال الآخرين حولها 0 حدث هذا أمام قصور الإعلام المكتوب عن تلبية احتياجات المتابعين الذين يرون أنه اى الإعلام الإلكترونى أكثر مواكبة وأسرع في التقاط الحدث والوصول إلى المتلقي. إضافة لكونه
إعلام تفاعلي يتيح للمتلقي التعبير عن رأيه عند قراءة الخبر عبر ميزة التعليق المتوافرة في آخر المقال، كما يتميز بسرعة نقل الخبر وتعديله وتحديثه. وطرح ردة فعل القارىء والمتلقى الذي بدونه لن يكون بمقدورأى وسيلة إعلاميه ممارسة دورها الإعلامي والاجتماعي،
وما يميز الإعلام الإلكترونى ديناميكية الإرسال والإستقبال السريع للمعلومه و إختيار الجمهور كرئيس فعلى لتحريرالوسيلة الإعلاميه ،وكذلك إستخدام ضمير الجمهور كرقيب ذاتى بديلا ًعن مقص الرقيب في الإعلام المطبوع الرسمى الذي يمتلك تقييماً غير ودي مع الكلمة وتربطه روابط غير جيده بأصحابها
كما أوجد للمتلقى والمعلن والمادة الإعلانيه الذي تعدالعنصر الرئيسي في نجاح أي وسيلة إعلامية، قاعدة جديدة من المتابعين والعملاء فعندما يعرض المتلقى عن زيارة موقع ماء، فإن المعلن بدوره سيبتعد عنه، ما يتسبب في إهماله ثم إغلاقه نهائياً،
وهنا يمكن القول أن الصحافة الإلكترونية تفوقت على الصحافة الورقية التي كان يعتبرها بعض الباحثون الشكل العلمي للصحافة، جازمين في رفضهم لمستقبل الإعلام الجديد بإرتباطهم برائحة الورق ومتعة القراءة في الكتاب الورقي وأنا أتفق إلى حدما وأعترف بحبى ونهمى للقراءة في الكتاب الورقى حيث يكون التوثيق جلياً والمعلومه مسجلة لصاحبها في فهرس مراجع الكتاب 0 لكن ليس إلى درجة الرهان على مستقبل الإعلام الإلكترونى ، ويذكرنى هذا برهان الوراقين بعد دخول المطبعة إلى العالم العربي في عهد نابليون بونابرت،
ولايقتصر الإعلام الإلكترونى على الصحافة الإلكترونيه وحسب بل هى إمتداد لما أفرزته ثورة الإتصال الهائل من فضائيات وإنترنت تلك ثورة الغير مسبوقة في مجال التواصل الإجتماعى والتفاعل البشري
حيث أن هذا النوع من الإعلام أستطاع نشر الكلمة المسموعة لمن لايجيد القراءة والمقروءة وأستخدم الصوت والصورة الثابتة والمتحركة والأشكال والرسومات بطريقة تجعل القارئ يتفاعل بشكل أكبر مع الموضوع،
في حين أن الإعلام المطبوع يستخدم الكلمة المقروءة والصورة الثابتة فقط 0 كما يتميز الإعلام الإلكترونى بتجاوز حدود الزمان والمكان مما يحقق سبقاً صحفياً وكمثال صوره من كاميرا شخصية أومن كاميرا جوال تستطيع أن تصل في ذات اللحظة إلى آلاف المواقع ويطّلع عليها ملايين المتابعين وتصل إلى كل وكالات الأنباء قبل أن تستطيع أى مطبوعة ورقية من نشرها 0 ومالفت إنتباهى من خلال متابعتى للإعلام المطبوع والإلكترونى إن كثيراً من الصحف العربية ذات الكعب العالى في الوسط الصحافى بدأت بنقل كثيراً من مواضيع المدونون المتميزة عبر صفحاتها وهذا يدل على أن للإعلام الإلكترونى سطوتة وحضورة وتباين مشارب مدونيه الذين يتمتعون بآفاق إبداعية رحبة وهوامش حرية ممتدة تظيف لأى مطبوعة إضافة نوعيه وخيار إضافى كما لاحظت ذات الصحف وغيرها كثير لجأت في ظل تهديدها بخسارة وفقدان نفراً غير قليل من جمهورها، إلى دخول حقل الإعلام الإلكتروني من خلال إنشاء المواقع الإلكترونية التفاعلية حتى تستعيد من خلالها الجمهور.
ولاأعتقد ان يختلف اثنان من العارفين في مجال الإعلام أن الصحافة الالكترونية هى صحيفة المواطن وصحيفة المنطقة وصحيفة التخصص 0 مع أنى أرى أن هذا المسلك كان وما يزال غير مضبوط لدى العموم ولدى من يدعى الاختصاص أيضاً، خاصة من الناحية المفاهيمية وأن غياب قانون ناظم للإعلام الإلكتروني يعدّ من أبرز التحديات التي تواجهه على الإطلاق، إذ يغدو بدونه كالقشة في الهواء، ويجعله يدور في متاهة دون معرفة الجهة التابع لها، وأعتقد بضرورة الإسراع في إصدار القوانين المنظمة له ، حيث يتسبب عدم وجود تلك القوانين في إحداث مشاكل خطيرة أبرزها سرقة المواد الصحفية دون الإشارة إلى مصدرها 0 مع وجود مشكلة أخرى تتمثل في شبكة الانترنيت فهذه الشبكة لا تزال ضعيفة مقارنة بالتطور الحاصل في العالم، فالاتصال البطيء والمتقطع يؤثر على عمل هذا الإعلام ولو بشكل جزئى0
التعليقات (0)