مواضيع اليوم

استراتيجية مشكلات ابداعيه في التفكير الطلابي

بندر العتيبي

2010-01-06 12:46:11

0

 

التفكير الابداعي

الفصل الأول
خلفية الدراسة

 

المقدمة:

 


يعدُّ التفكير عملية يومية مستمرة دائمة يستخدمها الإنسان في مجمل حياته سواءً في حل مشكلاته أو اتخاذ قراراته. وبما أننا نعيش في عصر التقدم المعرفي والتكنولوجي الهائل في ظل التغيرات التي طرأت على المجتمع لا بدَّ لنا من الاهتمام بالمعرفة والتعلم والتي هي من نواتج التفكير.
وفي وقتنا الحاضر نلمس ظاهرة ضعف استخدام التفكير عند معظم الناس فالكل يفكر بطريقة نمطية كلاسيكية بينما أصبحت الحاجة ملحة للخروج عن هذا النمط من التفكير. وقد اتجه العديد من العلماء والمفكرين إلى استخدام طرق مختلفة لتعليم التفكير وكان تركيزهم على تعليم التفكير لطلاب المدارس (السرور، 1997).
إنَّ تنمية التفكير وبلورته لدى المتعلمين هي مسألة عظيمة الأثر في المجتمع في دفعه نحو التقدم والتفوق ولذا كانت تنمية مهارات التفكير من الأهداف الرئيسة التي تسعى إليها التربية وقد تم التأكيد عليها من قبل وزارة التربية والتعليم في قانونها رقم (3) لعام 1994م ومن قبل المؤتمر الوطني للتطوير التربوي (وزارة التربية، 1994).
إنَّ قدرة التلميذ على التعايش سبب أساسي ومهم لتعليم التفكير في المدارس وإذا لم يتجه المعلمون إلى تعليم التلاميذ التفكير فإنَّ فرص النجاح في حياة التلاميذ الأكاديمية والحياة العادية تصبح محدودة جداً ولذا تتضح أهمية وضع برامج متطورة واستراتيجيات حديثة وعملية لتعليم وتنمية التفكير للطلاب (السرور، 1997).
ومن القضايا المسلَّم بها في التربية والتعليم أنَّ هناك طرائق من أساليب متنوعة في التدريس ومن هذه الأساليب أسلوب حل المشكلات ويكون ذلك بطرح مشكلة واقعية تثير اهتمام التلاميذ وتدفعهم إلى البحث عن حل، وتقودهم إلى جمع المعلومات التي تساعد على الوصول إلى حل المشكلة موضوع الدرس فتنمو بذلك قدرة التلاميذ على التفكير والبحث وتتكوَّن لديهم مهارة استخدام المراجع وتنظيم المعلومات وحل المشكلات.
يستطيع معلم التربية الإسلامية استخدام هذه الطريقة (حل المشكلات) أثناء تدريسه لمادة التربية الإسلامية ذلك أنَّ أحكام الإسلام وأفكاره ترتبط ارتباطاً وثيقاً بحياة التلاميذ وما فيها من مشكلات وقضايا (منهاج التربية الإسلامية، 1999).
والإسلام في مفهومه العام يرمي إلى أن يدرك الفرد طريقه لمعرفة خالقه وطاعته والالتزام بأوامره ويوجه الفرد إلى الاستخلاف الصحيح لله سبحانه وتعالى في الأرض وهذه كله لا يتم إلا من خلال تعلُّم الفرد حقائق الكون والإنسان والحية والعقيدة ومن هنا تتضح لنا علاقة التربية الإسلامية بالتربية عموماً فإنَّ أهداف التربية وطرائقها ونظمها تستهدف توحيد تصورات الأفراد (أبو العينين، 1998).
ولمادة التربية الإسلامية مجموعة من الأهداف تسعى لتحقيقها لدى المتعلم وهي إكسابه المعارف والمعلومات وتنمية القيم والمهارات والاتجاهات اللازمة في حياته ومن هذه المهارات مهارات التفكير التي تحتاج استخدام طرق وأساليب وتقنيات متعددة حديثة تستثير طاقات المتعلمين وتبرز قدراتهم الإبداعية الكامنة.
وتساعد على تنمية اتجاهات إيجابية وعادات التساؤل والبحث وحل المشكلات العليا من التفكير سواءً الناقد أو التأملي أو الإبداعي لمساعدة تلاميذه على الخروج إلى مجتمع يتميَّز بالتعقيد والصراع والمشكلات المتعددة، ولن يتحقق ذلك إلاّ من خلال استخدام الطرائق واستراتيجيات تدريس متنوعة وحديثة (خصاونة، 1997).
وقد تباينت وجهات نظر العلماء والمفكرين حول الاستراتيجيات والطرق المناسبة والتي تستخدم في التدريب على التفكير وتنمية الإبداع فقد عملوا على تطوير برامج عدة تم استخدامها كوسائل للتدريس والتعليم ومن هذه استراتيجيات: طريقة الحل الإبداعي للمشكلات.
وتعتبر استراتيجية حل المشكلات الإبداعية من أحدث الطرق المستخدمة في التدريس وقد أظهرت هذه الطريقة نتائج إيجابية وفعَّالة في تحسين أداء الطلبة ورفع مستواهم التحصيلي وتحسين فاعلية التعلُّم لديه وهذا ما تؤكده نتائج عدة دراسات.
ولذا فقد أصبحت الحاجة ضرورية لاستخدام هذه الطريقة لمسايرة التقدم الهائل الذي نلمسه والذي تؤثر في جميع المجالات.

مشكلة الدراسة وأسئلتها:
تهدف هذه الدراسة إلى الكشف عن مدى أهمية استخدام استراتيجية الحل الإبداعي للمشكلات في تنمية التفكير الإبداعي لدى طلبة المرحلة الثانوية في مبحث التربية الإسلامية مقارنة بالطريقة التقليدية، وذلك من خلال محاولتها الإجابة عن الأسئلة التالية:
1- هل توجد فروق ذات دلاله إحصائية (  = 0.05) في تنمية التفكير الإبداعي لدى طلاب المرحلة الثانوية تعزى إلى طريقة التدريس (حل المشكلات الإبداعية/ الطريقة التقليدية)؟
2- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية (  = 0.05) في تنمية التفكير الإبداعي لدى طلاب المرحلة الثانوية تعزى للجنس (ذكور/ إناث)؟
3- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية (  = 0.05) في تنمية التفكير الإبداعي في مبحث التربية الإسلامية تعزى لطريقة التدريس؟


أهمية الدراسة:
تبرز أهمية هذه الدراسة من خلال أهمية الموضوع الذي تناولته ألا وهو تنمية التفكير الإبداعي في مبحث التربية الإسلامية خاصة وأنه لم تجري في حدود اطِّلاع الباحث أية دراسة تناولت هذا الموضوع في الأردن لذا فهي من أوائل الدراسات.
كما أن أهمية هذه الدراسة تنبع من إجابتها عن أسئلة الدراسة الواردة في المشكلة. وستكون هذه الدراسة حافزاً لإجراء دراسات أخرى شبيهة أو مماثلة لهذه الدراسة في مباحث دراسية أخرى. فهي ستشجع البحث العلمي مستقبلاً.
إنَّ استراتيجية الحل الإبداعي للمشكلات يعتبر من استراتيجيات الحديثة في تنمية تفكير الطالب في الوطن العربي، لذا فإنَّ هذه الدراسة ستقدّم المعلومات الكافية لتغطية جوانب الموضوع.

هدف الدراسة:
تهدف هذه الدراسة لمعرفة أثر استخدام استراتيجية حل المشكلات الإبداعي في تنمية التفكير لدى طلبة المرحلة الثانوية في مادة التربية الإسلامية.

التعريفات الإجرائية:
- حل المشكلات الإبداعي: هو أي جهد يبذله الفرد أو المجموعة في التفكير الإبداعي بهدف حل مشكلة ما.
- التفكير الإبداعي: يعرفه تورانس (Torrance) بأنه عملية تجعل الفرد حساساً مدركاً للثغرات والاختلال في المعلومات والعناصر المفقودة ثم البحث عن دلائل ومؤشرات في الموقف وفيما لدى الفرد من معلومات ووضع الفروض حل هذه الثغرات وفحص الفروض والربط بين النتائج وإجراء التعديلات وإعادة اختبار الفروض.
- المرحلة الثانوية: هي المرحلة الأخيرة من مراحل التعليم المدرسي في الأردن والتي يبلغ مجموع سنواتها الدراسية فيها سنتين.
- مبحث التربية الإسلامية: هما كتابان "العلوم الإسلامية والثقافة الإسلامية المقرَّران على طلبة المرحلة الثانوية وذلك بموجب قرار من مجلس التربية والتعليم ومنها أخذت وحدة الأخلاق.
- الطريقة التقليدية: ما يقدمه المعلمون ويمارسونه مع التلاميذ وذلك بإيصال المادة العلمية إلى الطلبة باستخدام أساليب الشرح والإلقاء والمحاضرة بالاعتماد على الكتاب المدرسي كمصدر رئيسي للتعلم.

محدِّدات الدراسة:
- تقتصر هذه الدراسة على طلبة المرحلة الثانوية في مدارس مديرية التربية والتعليم لمنطقة اربد الأولى للعام الدراسي 2003/ 2004م.
- اقتصار هذه الدراسة على وحدة "الأخلاق في التربية الإسلامية" مع إمكان الباحث أن يعمِّم الدراسة على جميع الوحدات وإنما هذا الاختصار لتسهيل الدراسة وتنظيمها.
- اختيار عينة الدراسة سيكون قصدياً في بعض المدارس لانتقاء الكفاءات والمؤهلات من المعلمين والمعلمات القائمين على تنفيذ التجربة والطلاب ذوي الذكاء المرتفع نسبياً. وفي بقية المدارس سيكون عشوائياً لتكون هذه المجموعة الضابطة.


الفصل الثاني
الأدب النظري والدراسات السابقة

أولاً: الأدب النظري:
برنامج الحل الإبداعي للمشكلات: هو أي جهد يبذله الفرد أو الجماعة في التفكير الإبداعي بهدف حل مشكلة ما.
ويرى (بارنس، 1977) أنَّ الحل الإبداعي للمشكلات هو اتخاذ القرار الإبداعي. كما أنَّ الحل الإبداعي للمشكلات مظلة واسعة تضم نماذج واستراتيجيات متعددة من أجل تنمية التفكير الإبداعي في حل المشكلات (الأعسر، 2000).
يعدُّ هذا البرنامج من البرامج الحديثة لتعليم التفكير وقد أثبت هذا البرنامج نجاحاً وفاعلية من خلال التجريب الميداني في العديد من الدول ويستمد البرنامج مصداقيته من الأسس النظرية التي بني عليها والقيمة التطبيقية التي يحققها فالبرنامج يوظف المعارف العلمية ليقدم في أسلوب يسير عمليات التفكير الإبداعي في حل المشكلات فقد دخل هذا البرنامج شتى المجالات فلاقى نتائج إيجابية دعمت انتشاره ورسخت قيمته (مقدمة الأعسر، 2000).
يستخدم في حل المشكلات الإبداعية كلاً من:
1- التفكير الإبداعي وقد عرَّفه (د. فتحي جروان 1999) بأنه: نشاط عقلي مركب وهادف توجهه رغبة قوية في البحث عن حلول أو التوصل إلى نواتج أصلية لم تكن معروفة سابقاً ويتميَّز التفكير الإبداعي بالشمولية والتعقيد لأنه ينطوي على عناصر معرفية وانفعالية وأخلاقية متداخلة تشكِّل حالة ذهنية فريدة (جروان، 1999).
2- التفكير الناقد: وكلاً من هذين التفكيرين يتكاملان في استراتيجية حل المشكلات الإبداعية وذلك أنَّ حل المشكلات بكفاءة يتطلب التفكير التباعدي والتقاربي وتستخدم استراتيجية حل المشكلات في الموافقة والتحديات الجديدة والمواقف الغامضة الغير مألوفة والغير متحدِّدة واستخدام كلمة الإبداع- الذي عرَّفه (د. منسي) بأنها القدرة على إنتاج أشياء جديدة من عناصر قديمة وهذه القدرة تتميَّز بالطلاقة والمرونة والأصالة (منسي، 1993). إذن فاستخدام كلمة الإبداع تفيد أنَّ الهدف ليس مجرد حل مشكلة بأسلوب مجرَّب سابقاً وإنما بأسلوب جديد يحدث لأول مرة حيث يواجه الفرد تحدي أو مشكلة فيسعى لفكرة جديدة وليس لديه حل مسبق يعرفه أو سبق وإن استخدمه، فكل المهام التي تثيب الشعور بالحيرة وعدم الوضوح يستخدم فيها حل المشكلات الإبداعية (الأعسر، 2000).

خصائص برنامج حل المشكلات الإبداعية:
1- يتواءم البرنامج مع النشاط التلقائي للمخ في حل المشكلات ويستثمر هذا التواؤم في رفع كفاءة العمليات المعرفية.
2- يقوم على تحليل دقيق لعمليات التفكير الإبداعي وحل المشكلات مستعيناً في ذلك بكافة فروع المعرفة النفسية والتربوية ويستثمر هذا التحليل أولاً في تقديم صورة دقيقة عن الإبداع وفي توظيف نواتج هذا التحليل في تعليم الحل الإبداعي للمشكلات.
3- يقوم البرنامج على المعرفة العلمية بوظائف المخ باعتباره نظاماً مفتوحاً قابلاً للنمو والتعديل الذاتي.
4- يقوم البرنامج على وحدة العقل والوجدان ويستثمر ذلك في توظيف الدافعية باعتبارها مكوِّناً أساسياً في الخبرة الإبداعية.
5- يقوم هذا البرنامج على توظيف الحقائق العلمية الخاصة بالتمييز بين الأسلوب والمستوى في التفكير الإبداعي في حل المشكلات ويستثمر ذلك في بناء وحداته بحيث تتواءم مع متطلبات وخصائص الأساليب المعرفية المتنوعة.
6- يقوم البرنامج على توظيف التوازن والتكامل بين التفكير التباعدي والتفكير التقاربي ويستثمر في كل وحدة من وحداته فيقدر اهتمامها بشراء التدفق الإبداعي بقدر اهتمامه بثراء انضباط محكات التقييم.
7- يقوم البرنامج على أساس منظومي وليس خطي فالعلاقة بين عناصره شبكية وليست خطية. ويستثمر ذلك في إتاحة الفرصة للمتلقي أن يختار لنفسه ما يناسب على ضوء أهدافه وما يريد تحقيقه دون أن يخل بالمنظومة.
8- يقوم هذا البرنامج على تحقيق التوازن بين الأساس النظري والممارسات التطبيقية ويستثمر ذلك في إتاحة الفرصة للمتلقي لتوثيق ما يقدم له (مقدمة الأعسر، 2000).

لقد بدأ استخدام استراتيجية الحل الإبداعي للمشكلات على يد (الكس أوزبورن Alex Osborn) وقد توصل في كتابه (الخيال التطبيقي) إلى سبع خطوات في الحل الإبداعي للمشكلات (CPS) وهي: (الأعسر، 2000):
1- التوجه: تحديد المشكلة.
2- الإعداد: جمع البيانات.
3- التحليل: تقسم المادة المناسبة.
4- الفرض: جمع البدائل بجمع الآراء.
5- الاختمار: السكون حتى يتحقق الاشراق.
6- التوليف: وضع الأجزاء معاً.
7- التحقيق: تقييم الأفكار.
وقد انتشر استخدام هذه الاستراتيجية في حل المشكلات في مجالات متعددة فدخل هذا الاتجاه الإبداعي في مجال التعليم والتربية بهدف تنمية إمكانات الطلبة لفهم ما لديهم من إبداع واستخدام في حياتهم: فساهم هذا الأسلوب في المساعدة في اتخاذ القرارات وتحسين الإنتاج والتدريب على التفكير الإبداعي سواءً في برامج مستقلة أو بإدخال مفاهيم الإبداع في المقررات والمناهج المدرسية (الأعسر، 2000).
وكان من أبرز أهداف مشروع تطوير المناهج والكتب المدرسية في وزارة التربية والتعليم (تنمية مهارات التفكير العليا ومهارات حل المشكلة وتنمية التفكير الناقد والقدرة على الإبداع عد الطلبة وتشير هذه التوجهات التربوية الحديثة إلى الشعور بالمشكلة التي يعاني منها التعليم في المدارس كما تشير إلى الحاجة إلى التغيير التربوي أي الانتقال من التعليم السلبي والتعليم التقليدي إلى التعليم الإيجابي الذي يركز على استخدام حل المشكلات ويركز على تنمية مهارات البحث العلمي والتفكير العلمي (مسلم، 1994).

تطبيقات الحل الإبداعي للمشكلات:
يستخدم الحل الإبداعي للمشكلات بنجاح سواء بواسطة أفراد أو جماعات أو مؤسسات أو مجتمعات وما يهمنا هنا هو استخدامها المباشر في المدارس وفيما يلي أبرز استخداماتها:
1- قام مركز التعليم الإبداعي بتصميم مواد تعليمية لمئات الوحدات والبرامج من خلال مشروع مهارات التفكير.
2- يقدِّم هذا البرنامج في بعض المدارس كبرنامج إثرائي.
3- إنَّ بعض برامج هذه الاستراتيجية تقدم لذوي الحاجات الخاصة سواء من الموهوبين أو المشكلين.
4- هناك برامج خاصة تدمج هذا الأسلوب في تدريس بعض المواد.
5- يستخدمها المعلمون لمساعدة التلاميذ في المشاريع الخاصة بالاختراعات التي يصممونها.
6- يقدِّم هذا البرنامج في مواجهة تحديات حقيقية فعلية كتلك التي تظهر لدى ذوي الحاجات الخاصة أو غيرهم (الأعسر، 2000).

وأخيراً يمكن القول إنَّ الهدف من هذا البرنامج أن يضيف مجال تنمية التفكير أداةً ذات مصداقية يمكن للباحثين والمنشغلين بالمجال توظيفها واستخدامها وتطويرها.

ثانياً: الدراسات السابقة:
- لم تجري في حدود إطلاع الباحث أية دراسة عربية تناولت أثر الاستراتيجية الإبداعية في حل المشكلات على تنمية التفكير الإبداعي ولذا فإن الباحث لم يتمكن من الحصول على دراسات تخدم هذا الموضوع. وسيكتفي بعرض دراستين أشارت لهما (الأعسر، 2000) كتابها "الإبداع في حل المشكلات" وهما:
قام مركز دراسات الإبداع (ببافلور) في الإجابة عن التساؤل القائم: هل يمكن التدريب على التفكير والسلوك الإبداعي؟ من خلا تصميمه وتنفيذه لبرنامج الحل الإبداعي للمشكلات حيث بدأ بالبرنامج والذي قام به كل من (بارنس ونولر) عام 1973م وأكدت نتائج الدراسة من خلال المقارنة بين العينتين التجريبية والضابطة بعد انتهاء البرنامج الذي استغرق سنتين فعالية البرنامج وبخاصة في تنمية التفكير والسلوك الإبداعي لدى أفراد العينة.
كما تم تطبيق برنامج الحل الإبداعي للمشكلات في مؤسسات أمريكية متنوعة حيث قام (دي شريفر) 1992 (Deschryver) بدراسة فاعلية البرنامج على النمو الشخصي والمهني لدى العاملين في مؤسسة صناعية وذلك بعقد مقابلات شخصية معهم بعد مضي ثمانية أشهر من انتهاء تقديم البرنامج تبيَّن من برنامج التدريب في حياتهم الشخصية والمهنية كما بيَّنت دراسة المتابعة تقدماً وإنجازاً في المؤسسة ظهر في نمو التفاعل الاجتماعي بين العاملين كما ظهر في توفير مبلغ مليون دولار من إنفاقات المؤسسة.

أما بالنسبة للدراسات التي تناولت برامج مشابهة لبرنامج الحل الإبداعي للمشكلات وأثرها في تنمية التفكير الإبداعي فقد استطاع الباحث الحصول على معظمها ومن هذه الدراسات:
- الدراسة التي قام بها كل من السرور وحسين (1996)، بعنوان "أثر برنامج تدريبي لمهارات الإدراك والتنظيم والإبداع على تنمية التفكير الإبداعي لدى عينة أردنية من طلبة الصف الثامن" والتي هدفت إلى معرفة الآثار المترتبة على استخدام هذا البرنامج على تنمية التفكير الإبداعي. وقد تكونت عينة الدراسة من صفين دراسيين تم توزيعهم بطريقة عشوائية إلى مجموعتين تجريبية وضابطة. اشتملت المجموعة التجريبية على (35) طالباً والمجموعة الضابطة على (40) طالب. ثم تطبيق اختبار تورانس اللفظي (قبلي- بعدي) واستخدام تحلي التغاير لاختبار الفروق بين المجموعتين. أظهرت نتائج الدراسة أثراً ذا دلالة إحصائية للتدريب على كل من أبعاد الطلاقة اللفظية والمرونة اللفظية والدرجة الكلية لصالح المجموعة التجريبية كما بينت النتائج عدم وجود أثر ذو دلالة إحصائية للتدريب على بعد الأصالة اللفظية.
- كما قام (خصاونة، 1997) بدراسة هدف فيها إلى معرفة أثر تنظيم تعلم طلبة الصف العاشر بطريقة الإبداع في تنمية تفكير الطلبة الإبداعي واتجاهاتهم نحو مبحث التاريخ مقارنة بالطريقة الاعتيادية في الأردن. وقد تكوَّن مجتمع الدراسة من جميع طلبة الصف العاشر الأساسي في اربد الأولى في الفصل الأول من العام الدراسي 1997/ 1998، والبالغ عددهم (6413) طالباً وطالبة موزعين على (185) شعبة (91) شعبة للذكور و (94) شعبة للإناث أما عينة الدراسة فقد تم اختيارها بالطريقة العشوائية العنقودية والتي اشتملت على (4) شعب ذكور و (4) شعب إناث وقد تمَّ تقسيمها عشوائياً إلى مجموعتين مجموعة تجريبية ومجموعة ضابطة وقد أظهرت نتائج الدراسة صحة الافتراضات التي قامت عليها الدراسة.

أما الدراسة التي أجراها القضاة (1995) فقد هدفت إلى الوقوف على أثر طريقة التعلم التعاوني في تنمية التفكير الإبداعي عند طلبة الصف العاشر في الأردن في مبحث التاريخ مقارنة بأثر الطريقة التقليدية وقد اختيرت عينة الدراسة بالطريقة العشوائية البسيطة والتي بلغ عدد أفرادها (104) طالباً وطالبة من طلاب الصف العاشر في مديرية تربية محافظة عجلون وقسموا إلى مجموعتين تجريبية وعدد أفرادها (53) وأخرى ضابطة وعدد أفرادها (51).
وقد قامت مطالقة (1998) بدراسة هدفت فيها إلى التعرف إلى أثر الوصف الذهني على الإبداع وقياس مقدار التغيُّر الذي يحدث نتيجة هذا الإجراء لدى طلبة الصف الثامن والتاسع الأساسي كما حاولت بيان أثر كل من جنس الطالب ونوع المدرسة على أثر إبداعه بجلسات الوصف الذهني. وقد تكوّن مجتمع الدراسة من جميع طلاب وطالبات الصفوف الثامن والتاسع الأساسي في المدارس الحكومية في مدينة اربد التابعة لمديرية تربية وتعليم اربد الأولى في العام الدراسي 1997/ 1998م. وقد بلغ عددهم (7256) طالباً وطالبة في الصف الثامن (6732) في الصف التاسع.
أما عينة الدراسة فتكونت من (454) طالباً وطالبة من الصف الثامن والتاسع تم اختيارهم من مدرستين حكوميتين كعينة متيسرة وهما مدرسة المثنى بن حارثة للذكور ومدرسة رابعة العدوية للإناث ومن طلبة المركز الريادي للطلبة المتفوقين.
وتضمنت عينة الدراسة من (120) طالب (105) طالبة من طلبة الصف الثامن الأساسي و (99) طالب و (130) طالبة من طلبة الصف التاسع الأساسي.
وقد أظهرت نتيجة الدراسة ما يلي:
وجود أثر دال إحصائياً لجلسات الوصف الذهني في تنمية التفكير الإبداعي كما أن هناك أثر لهذه الجلسات على الإناث أكثر منه عند الذكور كما أنَّ درجة التحسن في التفكير الإبداعي عند طلبة المدارس الحكومية كانت أعلى من طلبة المركز الريادي من الناحية الإحصائية.

 

الفصل الثالث
الطريقة والإجراءات


يتناول هذا الفصل وصفاً لمجتمع الدراسة وعينتها وأداتها ووصف الإجراءات والطرق.

مجتمع الدراسة:
يتكون مجتمع الدراسة من جميع طلبة المرحلة الثانوية في المدارس التابعة لمديرية تربية وتعليم اربد الأولى في الفصل الثاني للعام الدراسي (2003- 2004م).

عينة الدراسة:
تمَّ اختيار عينة الدراسة من (4) شعب من شعب المرحلة الثانوية في أربع مدارس من المدارس الحكومية التابعة لمديرية تربية وتعليم اربد الأولى للعام الدراسي (2003- 2004م) وقد تم تقسيم الشعب إلى مجموعتين هي:
1- مجموعة ضابطة:
وهي المجموعة التي دُرِّسَتْ بالطريقة التقليدية وقد تكوَّنت من شعبة ذكور وعدد أفرادها (20) طالباً وشعبة إناث وعدد أفرادها (20) طالبة.
2- مجموعة تجريبية:
وهي المجموعة التي درست بالطريقة الإبداعية في حل المشكلات وقد ضمَّت شعبتين- شعبة الذكور وعدد أفرادها (20) طالباً وشعبة إناث وعدد أفرادها (20) طالبة.


أدوات الدراسة:
من أجل تحقيق أهداف الدراسة قام الباحث باستخدام اختبار الإبداع (اختبار تورانس) بصورتيه اللفظية والشكلية وذلك لقياس درجات التفكير الإبداعي.

تتكون اختبارات (تورانس) للتكفير الإبداعي من صورتين لاختبار الألفاظ وصورتين لاختبارات الأشكال وكلاً من الصورتين متكافئتين. ويتوفر لاختبارات تورانس للتفكير الإبداعي في صيغتها الأمريكية دلالات صدق مختلفة مثل صدق المحتوى والصدق التلازمي والصدق التنبؤي.
كما تتمتع اختبارات تورانس بدرجة مرتفعة من الثبات وذلك من خلال استقراء الدراسات التي تناولت واستخدمت هذا المقياس فأن في كل دراسة يتمتع بالثبات والاستقرار في النتائج.

الصدق والثبات:
-تمَّ التحقق من صدق محتوى الاختبار المستخدم في الدراسة بعرضه بصورتها النهائية (قبل التطبيق) على مجموعة من المحكِّمين والأكاديميين- أعضاء هيئة التدريس التبربويين وأساتذدة اللغة العربية- وطلب إليهم الباحث تحكيم الاختبار من حيث مناسبة نشاطاته لأهداف الدراسة وكذلك من حيث الصياغة اللغوية ووضوح لغة الاختبار، كما طلب الباحث من المحكمين اقتراح أية تعديلات أخرى يرون ضرورة إجرائها على الاختبار. وقد تمَّ تعديل بعض فقرات الاختبار بناءاً على اقتراحاتهم.
-كما تمَّ التحقق من الصدق التلازمي للاختبار بتطبيقه على عينة عشوائية تكوَّنت من (29) طالب لغايات استطلاع النتائج وبشكل تلازمي مع اختبار "تورانس" للتفكير الإبداعي. صورة الألفاظ (أ) الذي تم تعديله ليناسب البيئة الأردنية. كما تمَّ حساب معامل ارتباط بيرسون بين علامات الطلاب على الاختبارين. وخرجت النتائج دالة على وجود ارتباط وهذا يدل على صدق الاختبار.

ثبات الاختبار:
وقد تمَّ التحقق من ثبات الاختبار بحساب معامل الثبات (بيرسون) لعلامات الطلبة الذين تمَّت عملية تطبيقه الاختبار الأولي (العينة الاستطلاعية) غير عينة الدراسة من المجتمع الأصلي ثم أعاد الباحث تطبيق الاختبار (test- Retest) ثمَّ قام الباحث بإخراج قيمة معامل الثبات حس معامل "كرونباخ" ألفا وقام بحساب معامل الثبات لتصحيح الاختبار فخرجت هذه القيم عالية نسبياً مما يدلِّل على ثبات الاختبار.

إجراءات الدراسة:
قام الباحث بعدة إجراءات أثناء تطبيقه الدراسة ومن ذلك:
- اختيار الوحدة التعليمية وهي- وحدة الأخلاق والتهذيب- وتطويرها حسب طريقة البرنامج الإبداعي لحل المشكلات.
- تعديل بعض الفقرات التي لا تتناسب مع ثقافة المجتمع الأردني.
- تطبيق (اختبارات الإبداع اللفظية والشكلية) حيث تم توزيع نسخ الاختبار على أفراد الدراسة وتم العمل على تدريب الطلبة على البرنامج.
- بعد الانتهاء من تطبيق الاختبار تم إجراء التعديلات اللازمة حسب نتيجة الاختبار القبلي في تغيير وضع الشعب أو خلطها أو بقائها كما هي حيث كانت عينة الدراسة مجموعة واحدة طبق عليها أداة القياس مرة قبل المعالجة ومرة أخرى بعد المعالجة ومن ثم قياس الفرق بين الأداء على الاختبارين.
- بعد تطبيق الاختبار البعدي تمَّ تحليل البيانات وقياس الفروق بين الطلبة.


متغيرات الدراسة:
أولاً: المتغيرات المستقلة:
1- طريقة التدريس (استراتيجية حل المشكلات).
2- طريقة التدريس (الاعتيادية).
3- الجنس (ذكور، إناث).
ثانياً: المتغيرات التالية:
- تنمية التفكير الإبداعي عند الطلبة.


المعالجة الإحصائية:
تم اختيار اختبار (ت) (T- test) للإجابة عن السؤالين الأول والثاني والمتعلق بمقارنة متوسطات المتغيرات المستقلة على التابعة ودرجة التحسن على اختبار الإبداع.

 


النتائج:
هدفت هذه الدراسة إلى معرفة أثر استراتيجية حل المشكلات الإبداعية وجنس الطالب وطريقة التدريس على التفكير الإبداعي وقد تمّ عرض النتائج بناءاً على أسئلة الدراسة.

أولاً: النتائج المتعلقة بالسؤال الأول:
للإجابة على السؤال الأول وهو: هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية تعزى لطريقة حل المشكلات الإبداعية؟
تمّ استخدام اختبار (ت) لمقارنة المتوسطات الحسابية على مقياس تورانس اللفظي والشكلي قبل وبعد تطبيقه البرنامج.
وقد اتضح من جراء ذلك وجود فروقات ذات دلالة إحصائية بين متوسط الاختبار القبلي ومتوسط الاختبار البعدي لصالح الاختبار البعدي على التفكير الإبداعي.

ثانياً: النتائج المتعلقة بالسؤال الثاني:
للإجابة عن السؤال الثاني وهو: هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية تعزى للجنس عند استخدام طريقة حل المشكلات الإبداعية؟
فقد تمّ اختيار اختبار (ت) لقياس المتوسطات الحسابية وقد أشارت النتائج إلى وجود أثر ذو دلالة إحصائية تعزى للجنس في الفروقات بين الاختبارين القبلي والبعدي لصالح الإناث. مما يدل على أنّ الإناث كنَّ أكثر تأثراً ببرنامج حل المشكلات الإبداعي.

المراجع

1- الأعسر، صفاء (2000) الإبداع في حل المشكلات. دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع: القاهرة.
جروان. فتحي عبد الرحمن (1999) الموهبة والتفوق والإبداع: دار الكتاب الجامعي: الإمارات العربية المتحدة.
2- خصاونة، وسام حسن عبد الرحمن (1997) أثر تنظيم تعلم طلبة الصف العاشر بطريقة الإبداع في تنمية تفكير الطلبة الإبداعي واتجاهاتهم نحو بحث التاريخ مقارنة بالطريقة الاعتيادية في الأردن رسالة ماجستير غير منشورة- جامعة اليرموك: اربد.
3- السرور، ناديا وحسن ثائر غازي (1997) أثر برنامج تدريبي لمارات الإدراك والتنظيم والإبداع على تنمية التفكير الإبداعي لدى عينة أردنية من طلبة الصف الثامن. دراسات: العلوم التربوية. المجلد 24، العدد 1.
4- أبو العينين، علي خليل (1988) القيم الإسلامية والتربية، ط1، المدينة المنورة مكتبة ابراهيم حلبي.
القضاة، باسل محمد (2001) أثر طريقة التعلم التعاوني في تنمية التفكير الإبداعي لدى طلبة الصف الثامن الأساسي. رسالة ماجستير غير منشورة: جامعة اليرموك.
5- مسلم، ابراهيم أحمد (1994) الجديد في أساليب التدريس حل مشكلات تنمية الإبداع وتسريع التفكير العلمي، ط1، دار البشر للنشر والتوزيع- الأردن.
مطالقة، سوزان خلف (1998) أثر أسلوب الوصف الذهني في تنمية التفكير الإبداعي لدى طلبة الصف الثامن والتاسع الأساسي رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة اليرموك: اربد.
6- منسي، محمود عبد الحليم (1993) التعليم الأساسي وإبداع التلاميذ،ط1، جامعة الاسكندرية.
7- منهاج التربية الإسلامية وخطوطه العريضة في مرحلة التعليم الأساسي (1999) إعداد الفريق الوطني لمبحث التربية الإسلامية، عمان: الأردن.
8- وزارة التربية والتعليم (1994) المؤتمر الوطني للتطوير التربوي: رسالة المعلم: الأردن.

    
 

                                       ملاحظة 

    على الطلاب الجامعيين الغير متفرغين كليا  بسبب  محاضراتهم  واعمالهم  اليومية من الذين  يرغبون  المساعدة في كافة   انواع الخطط  الدراسية  ومواضيع  الرسائل الجامعية العليا  ..  نقول  لهم  نحن على استعداد  تام  في  تقديم  المساعدة  لهم  ,  كل  حسب الاصول .

        00972595838491




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !