استحى من خلافاتكم
كلما رايت ان هناك بادرة امل لجعل شعبنا الفلسطيني المحاصر يشعل شمعة وسط دروب الظلام المحيطة به من كل جانب الا وتأتي ديناصورات السلطة لاطفاء تلك الشمعة ليعود شعبنا الى ظلماته التى يحيا فيها من جديد ..
ان تبادل الاتهامات المخزي والذى يتم عبر فضائيات العالم يجعل من قضيتا وشعبنا الخاسر الاوحد
لتصبح الساحة الداخلية الفلسطينية مرشحة لمزيد من العنف والاقتتال الداخلي رغم تصريحات المسئولين من كلا الطرفين بأن الدم الفلسطيني خط أحمر لا يمكن تجاوزه ..
ولكن ما يحدث فوق الاراضي الفلسطينية الان من مصادمات وانتهاكات من كل طرف ضد الاخر يثبت عكس هذا الشعار تماما ليسيل الدم الفلسطيني برصاص وأياد فلسطينية ويسقط القتلى الفلسطينيين في تلك الاشتباكات بين حركتي فتح وحماس وقوات الأمن الفلسطينية..
نعم نحن نتفهم تلك الخلفية الثقيلة والخلافات الجذرية بين قادة حماس وفتح مضافا الى ذلك عدم الثقة مع غياب الرؤية المشتركة بين مؤسسة الرئاسة الفلسطسنية برئاسة " ابو مازن " وبين الحكومة الفلسطينية الشرعية والتى جاءت محمولة فى القلوب من قبل الشعب الفلسطيني .. ان التوتر الداخلي والفلتان الآمنى فى الاراضي الفلسطينية ينبع من كثرة الاجهزة الامنية وتداخل اختصاصاتها وتعدد ولاءاتها وهناك فى الضفة الغربية وغزة 6 اجهزة هى :
1- القوات الخاصة التي شكلها وزير الداخلية الفلسطينية سعيد صيام مؤخرا، ثم أعادت انتشارها أثناء الحوار الجاري، وتتألف من نحو 5 آلاف عنصر أغلبهم من عناصر كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية.
وهذه القوات تخضع مباشرة لوزير الداخلية، والهدف المعلن لتشكيلها مساندة قوات الأمن في فرض النظام والقانون وحماية الممتلكات العامة والخاصة, ولذلك يطلق عليها اسم قوة إسناد، لكن هذه القوات ينظر إليها على أنها موازية للأجهزة الأمنية الرسمية أو بعبارة أخرى أداة في يد الحكومة لمواجهة نفوذ الأجهزة الأمنية التي تدين بالولاء لفتح والرئاسة الفلسطينية.
2 ـ الأمن الداخلي، ويرأسه العميد رشيد أبو شباك عضو المجلس الثوري لحركة فتح ويبلغ عدد عناصر هذا الجهاز وفقا لبعض التقديرات نحو 3500 عنصر غالبيتهم من كوادر فتح والمنشقين عن التنظيمات الفلسطينية الأخرى
3- جهاز الاستخبارات العامة برئاسة العميد طارق أبو رجب, ويتكون من نحو ألفي شخص ويخضع مباشرة للرئاسة الفلسطينية.
4- قوات الشرطة، وتقدر بنحو7 آلاف شرطي, وعمليا تخضع في توجهاتها لمؤسسة الرئاسة.
5- القوة 17، وهي الحرس الرئاسي المكلف بتأمين الرئيس وحراسته.
6- جهاز الأمن الوطني، وهو أكبر الأجهزة من حيث العدد، حيث يقدر عدد أعضاؤه بنحو 20 ألف شرطي، ويخضع مباشرة للرئاسة.
وإلي جانب هذه الأجهزة، هناك الأجنحة العسكرية للفصائل وأهمها: كتائب القسام ويتراوح عددها وفقا للتقديرات الأمنية الإسرائيلية، ما بين5 آلاف و8 آلاف (مقاتل)، ومجموعات كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، وتقدر عددها دوائر الأمن الإسرائيلية بنحو 18 ألف عنصر في الضفة وغزة، بجانب سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد، أما باقي الأجنحة العسكرية فهي صغيرة تقدر ببضع مئات. "
بالطبع أدت كل هذه العناصر الى تحول الشارع الفلسطيني إلى ساحة للقتال بين مسلحين كانوا بالأمس القريب رفقاء سلاح يدافعون من أجل قضية عادلة هي تحرير الأرض والإنسان الفلسطيني، واليوم يتقاتلون من أجل سلطة لا وجود لها على الأرض.
بالله عليكم ياسادة الاختلاف ان ترحموا شعبنا قليلا وتترفعوا عن الخلافات وتتفقوا على حكومة وحدة وطنية تعيد لقضيتنا عالميتها وهيبتها وتعاطف الشعوب معنا ..
التعليقات (0)