ان ثقافة العرب المسلمون اليوم - والى اجل غير مسمى - لاتنتج خيارات ترتقي لمستوى بين ان تختار الافضل اوتترك الاسوء. بل اقصى ما يمكن اختياره واعتذر عن كلمتة اختيار - لأنني اظنها قد ظلمت في هذه السطور – اقول اقصى ما يمكن ان تـُكره عليه هو الاختيار بين السئ جدا والسئ.! بين ان يثقب راسك بالدريل ثم تشنق ثم تموت او يسلخ جلدك وتقطع حنجرتك ثم ترمى بالرصاص ثم تموت..! او بين ان تعيش في بلدك وانت عبد ذليل يجلد ظهرك ويؤخذ مالك ثم يجب ان تصمت وتبلع القهر وتشرب الذل حتى تتجشأ العبودية ثم ياتيك خطيب الجامع وقد بانت اوداج شاريين رقبته واحمر وجهه وقد اصم لك اذنيك صارخا : اسمع واطع للأمير وان جلد ظهرك واخذ مالك.. هذا دين الله..!!! فأسال نفسي هل هذا دين الله حقا..؟ هذا دين الذل نعم... دين عبودية بشر لبشر نعم... دين الملك نعم ... لكن دين الله عزوجل ..؟ كلا والف كلا..! وارفض واسجل اعتراضي واعلن واكتب واصرخ غير اني لا استخدم العنف وارفض البندقية..! دين الله دين الحرية , كيف يكون دين الله القهر والذل والعبوديه..! دين الله ليس السيف وليس البندقية..!
هذه ال- لا - بوجه الاستبداد او الاحتلال تعني ان:
لك كامل الاستقلالية.!
لك كامل الارادة..!
لك كامل التفكير ..!
لك كامل التعبير..!
لك كامل الحرية..!
تعني ببساطة شديدة ان تكون انسان .... وليس مسخ..!
تعني انك ابن ذالك الرجل الذي اسجد الله له الملائكة..!
تعني ان لاتكون نكره اورقم اودرهما بيد مافيا دينيه او طائفية اوسياسية.!
تعني ان نكون انا وانت مجتمع ال لااكراه نؤمن بالعقل والعدل فيكون المجتمع الموحد مجتمع التوحيد.! مجتمع الحرية
تعني ان لانؤمن بالسيف والعنف او نعبد اصنام القوة فلا يتكون المجتمع الوثني, ولا تكون الوثنية.!
وهنا اسأل:لوخيرت بين الاستعمار الامريكي الخارجي او الاستعمارالوطني الداخلي فمن ستختار.؟ لوخيرت بين ان تكون في جو من الاحتلال الخارجي او في محيط من الاستبداد الداخلي فمن ستختار...؟
لوخيرت ان تكون عبدا ل جون ابن العم سام صاحب الشعر الاشقر والعيون الزرقاء او تكون عبدا ل نوري ابن العم جواد الاصلع صاحب العيون الحمراء الاشعث الاغبرالذي كان بالامس لصا لايستطيع ان ان يحلم بسرقة 5 دولار ثم هاهو الان السيد الرئيس الذي لو اقسم على الشيطان لأبره..!فمن ستختار...؟
هذه تسمى خيارات الزاويه الضيقة.! خيارات يكون المسدس مصوب بين عينيك.! ثم يقال: لك كامل الحرية ان تختار..! فمن ستختار..؟
وهنا اقول:
الاحتلال هو:
عبارة عن دمبل خارجي في الجلد, او هو اشبه طفح جلدي خارجي يتميز ميزات ثلاث:
1- واضح..... تستطيع ان تراه بعينك
2- مؤلم ..... تستطيع ان تشعر بالالم
3- سهل العلاج وسهل المقاومه .... تستطيع ان تعالجة بالمضادات الحيوية (انتبايتك) ..!
اما الاستبداد فهو :
اشبه ما يكون بالمرض الخبيث السرطان فهو
1- خفي غير واضح .... ولاتستطيع ان تراه بعينك
2- غير مؤلم.... ثم تتفاجأ بالطبيب يخبرك : لديك 6 اشهر للموت هيئ نفسك واستعد..! لكن الاعمار بيد الله..!
3- صعب جدا علاجه....واذا نجّاك الله بعد العلاج الكيمياوي ثم شحنت بكريات الدم البيض وازدادت مقاومتك للمرض فأ، لم تطع كريات الدم البيض خلايا السرطان وقالت كلا للسرطان فقد كـُتب لك عمرا جديد فاسجد واقترب..!
وهنا اسجل: قل كلا للاستبداد.... ( كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) العلق : 19
فأنك ان لم تسجد لله وحده واقتربت منه وحده سجدت لفرعون واقتربت من البندقية..! فكنت مشركا بالقوة والسيف وكافرا بالحرية والسلام.!
ولذالك ان لم ننتبه للسرطان في مراحله الاولية ستموت وتموت الامة فلا انسانية تبقى ولا رجولة تذر ولاشجاعة تكون ولا حتى مثقال حبة من خردل ... ايمان..!
لكن السؤال الاصعب الاصعب والذي يحمل الجواب بين ثناياه لكل من انار مشعل الحقيقة:
لماذا احتلنامن الخارج الغزاة..؟ ولماذا استبد بنا من الداخل الطغاة...؟
والجواب :ان كلا ًمن الطفح الجلدي والسرطان هجما عليك لأن مناعتك الداخلية يامريض ضعيفه من الداخل..! لأن مقاومة خلاياك المناعية مهزومه من الداخل..! جسمك ضعيف وخلاياك هزيلة فهجمت الفايروسات عليك فجعلتك قاعا صفصفا..!
جهازك المناعي ياسيد ليس على مايرام...!
واعني بالمقاومه الداخلية هي المحيط الثقافي الفذ الذي به يعيش الانسان..! هو ذالك الاعتداد النفسي هي تلك الحصون التي لاتكون مهددة من الداخل,.! هو ذالك الايمان بالجهر بكلمة الحق وتقبل ان تكون سيد الشهداء شهيد الكلمة وليس شهيد المعركة..! هوتغيير العنف بالتغيرالسلمي وتقديم التضحيات بعد ذالك , هي الصبر والحشد والثبات على المنهج حتى الممات..!
واعني بخلاياك الهزيله هي الانهزام النفسي والثقافي والفكري هي الياس من التغيير والسخرية من ثوار الكلمة وشهداء الكلمة هي ان تقول.... لافائدة ترجو.! لاامل في النجاح..! لا بادره للخير.. نحن ضعاف... نحن مهزومون... نحن ميتون....! فتكون حينئذ قد امتلكت القابلية للأستبداد والقابلية على الاستعمار..! وهذا غاية منى كلا من الاحتلال والاستبداد...! ولكن حينئذ لاتقول ان الاحتلال اقوى وان الاستبداد انكى واشد..لا .. لاترمي بضعفك على الغير وتنسى نفسك..! فتجعل من الغير الاحتلال والاستبداد شماعة تعلق بها خيبتك وضعفك وانهزامك.. فهذا لعمرك ظلم لنفسك..الا ترى معي كم تكرر هذه الكلمة في القران الكريم ..؟ كم مره بمره قال الله تعالى(فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ.... وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ.... وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ...) وظلم النفس هو انتقاصها واقرأ ان شئت ( كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَراً [الكهف.... يعني لم تنقص من شيئا.! ظلم النفس هو احتقارها وتسخيفها واذلالها... واني قد افهم مرغما ان يظلم الرجل اخاه فقد يستغله او يتربح منه ولكن ان يظلم الرجل نفسه ويهينها وهي بين جنبيه وهي ذاته فذالك لعمرك هو التيه..!
التيه في كهوف سحيقة للاحتلال والغرق في مستنقعات اسنه عفنة للاستبداد...!
وفي الظروف الاستبدادية الدكتاتورية ينكمش الفرد ويدخل بحالة اشبه بسبات عميق وهو بهذا يكون للاسف مخلوق ليس انسانيا بالمعنى المادي للاشياء! فالانسان بلا قيم وبلا انسانية يصبح واحد من اثنين:
1- اما حيوان سابت ينتظر الربيع او ضبع مفترس ينتظر الفريسة.!
2- او يصبح شئ.... والشئ لاقيمة له
هناك من السذج ممن لا زالوا يعيشون الطفولة الفكرية وقد شابت حتى مناخيرهم يظنون ان الدكتاتوريات ستفكر يوما ما على نحو عاقل ستتغير..! وستغيير الاوضاع وهذا لعمرك ضد قوانين الطبيعة وسنن الكون ففي قوانين الحياة الروح والفكر يتغلب على المادة والتراب وهذا لعمرك هو الامل الذي نرنو اليه لكسر القيد من الاستبداد ولأنبثاق الروح الانسانية من جديد كألفراشة اذا انبثقت من الشرنقة..!
كل المستبدين الوطنين المحلين وكل الطغاة الخارجيين يقولون ذات الكلمة : انا لست مثل غيري وغيري ليسو مثلي..! وكأنهم يقراون من كتاب واحد ويتعلمون من شيطان مارد واحد تشابهت قلوبهم..!
(كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [البقرة : 118]
ولكن هو قانون التأريخ...! مايلبث التأريخ ان يسحقهم بنعله..! ومنجل السنن ان يحش رؤسهم.!
( فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الأنعام : 45]
واخيرا اضرب مثالين سريعين واحد على الاحتلال والثاني على الاستبداد:
الاحتلال :
حضرت خطبة جمعة بعد احتلال العراق مباشرة في جامع ابو حنيفة وكانت اول خطبة بعد الاحتلال حيث خطب بنا شيخ معروف جدا ووجه اعلامي كبير لا اريد ان اذكر اسمه هنا على صفحاتي البيضاء.! المهم شيخنا المبجل وقف وقفة الضيغم الأسد لأنه يضغم الناس إي يعضّهم ...... ويَعـِضـُهم..! اذا قال ضيغمنا تهابه الأرض إذا مشى عليها..! وتتحرك الجبال الطوال خوفا منه..! و... إن تلقه الأُ ُسْدُ في آجامها تـَجم ِ...! خطيبا الضيغم زئر عاليا بوجه المصلين الذين اعتادوا الهتاف للقائد الملهم: نفديك.. بالروح وبالدم..!هتف فيهم : ايها الاميركان اخرجوا والا اخرجناكم على رؤس البنادق..! فهتف الجمهور ...الله اكبر..!
وسؤالي : هنا هل كان خطيبنا المفوه ليستطيع ان ينطق بنصف الكلمة في زمن صدام... واين ذهب دعاء السلطان...؟ اللهم ايد بالحق سلطانك المعظم..! اللهم ايده بنصرك..؟ ؟ ثم هاهو اليوم بعد مجئ الاحتلال اخرج لنا لسانه اطول من لحيته.. ان اخرجوا الاحتلال..؟ فمن اقل سواء بربك الاستبداد الذي كان فيه شيخنا اخرس وفي احسن حالاته داعيا ًللقائد الملهم..؟ ام الاحتلال الذي انطقه من خرس وبعثه من ممات...؟ على ان لايفهم انصاف الجهلة غلط اني مع الاحتلال او مع الاميركان واعوذ بالله ان اكون من مثل هولاء..!
الاستبداد:
قصة الاستبداد هذه ذكرتني باخ وصديق اسمة( ابو جبل ) الذي كان صدامي الهوى بعثي العقيدة و الافكار غير ان عواصف العنف قد هدأت عنده وهذا ما جعلني في بعض المرات اتجرا عليه وعلى صدامه غير المأسوف عليه , في مرة من المرات اصر على دعوتي الى مطعم ليس فاخرا لكنه طيب واصر بعد ان انهينا حروبنا الطاحنة مع الكباب المشوي وزرعنا القنابل المفخخة على المسكوف العراقي وبعد ان تذكرنا ايام بغداد وشارع ابي نؤاس والرشيد... اصر على يدفع فاتورة المطعم ثم مالبثت ان شكرته وشكرت اخلاقه العالية.! ففاجئني بمقولة لاادري هل اعتبرها نكته تفرح الحزين او مصيبة تصيبني بالغثيان فاتقيأ المسكوف..! قال لي : يارجل لا تشكرني واشكر ابو عدي صدام , وهذه الاخلاق العالية ليس اخلاقي بل اخلاق الحزب......!!!!!!!!
ثم سألني هل تظن فعلا ان امي وابي هما من ربياني صغيرا.؟ قلت فمن..؟ قال البعث من فعل..؟
ثم سالني كم عدد الخلفاء الراشدين..؟ ففكرت قليلا فقلت درسناهم على انهم اربعة ولكن سؤلك يجعلني اشك....!!!!! قال لي نعم , الخلفاء هم خمسة وليسوا اربعة قلت فمن الخامس..؟ قال صدام حسين...!
صديقي ابو جبل العزيز ذركني بقصة قرئتهاعن بومة....والقصص تظرب ولا تقاس..
قصة البومة التي أصبحت إلهاً. أنه في ليلة مظلمة غارت نجومها أراد اثنين من الخلد أن يتسللا في جنح الظلام فصرخت بهما البومة أنتما مكانكما؟ فارتجفا في خوف وذهول كيف يستطيع أحد أن يبصر في الليل ثم هرعا إلى حيوانات الغابة فقالا إن البومة إلهة؟ فجاء طير كبير فقال لها كم مخلباً أخفي؟ قالت اثنان فرجع وقال إن البومة أعظم وأحكم حيوان في العالم لأنها تستطيع أن ترى في الظلام وتجيب على كل سؤال؟ فصاح ثعلب أحمر ولكن هل تستطيع أن ترى في النهار مثل الليل؟ فضحكت حيوانات الغابة من هذا السؤال السخيف وهجموا عليه وأصدقاءه فطردوهم من الغابة. ثم ما لبثوا أن أرسلوا إلى البومة يتشفعون إليها أن تكون زعيمتهم إلى الأبد؟ وعندما ظهرت البومة بين الحيوانات كانت الشمس في أشد سطوعها فأخذت تسير ببطء وترنح مما أعطاها المزيد من مظهر الوقار؟ وراحت تحملق بعينين واسعتين بلهاء فأعطاها هالة من الأهمية الرهيبة. وصرخت دجاجة إنها إلهة؟ فردد الجميع نعم إنها إلهة؟ وتبعوا البومة أينما ذهبت. وعندما بدأت تتعثر وتصطدم بالأشياء فعلوا نفس الشيء وهم يظنون أنها عين الحكمة؟ وأخيرا جاءت إلى شارع عريض وراحت تحملق في منتصفه بذهول ولا تكاد تبين فلاحظ صقر مرافق للموكب شاحنة تقترب بسرعة خمسين ميلاً في الساعة فصرخ: هناك خطر قادم؟ وسألها من حولها ألا تخافين؟ فردت البومة: ممن؟ وكانت هادئة لأنها لم تر الشاحنة فصرخت المخلوقات كلها: إنها إلهة ولا شك؟ وكانت تردد الهتاف بالدم بالروح نفديك يابومتنا الغالية؟ وبعد لحظات دهست الشاحنة البومة ومعها معظم الموكب. أما من نجا من الباقين فاحتار كيف تموت الآلهة؟
فهذه هي قصة الاستبداد والاحتلال مع الشعب العربي؟ وقصة صدام والعراق واذكر ولاانسى من ظمنهم طبعا صديقي ابو جبل المحترم..! الذي اتمنى ان لايقرأ مقالتي هذه...!!
كما ارجوا ان لايكون المحترم (ابو جبل) مثل الصقر الذي عاش بين الدجاج ، فقد كان يأكل و ينام و يمشي مثلها...!
و في ذات يوم رفع النسر رأسه إلى السماء فرأى نسورا تطير ، فقال للدجاجات بأن تلك الطيور تشبهه...!
لكن الدجاجات أقنعوه بأنه واهم ..
فعاش نسرا و مات دجاجة !!!!!!!!
وهنا تصح مقولة سفيان الثوري:
شعب من النعاج يتبنى حكومة من الذئاب
مدونة حرر عقلك
التعليقات (0)