الكثير يعرف ان الافراط فى تناول الكحول أو المشروبات الكحولية يؤدى إلى الإصابة بمرض السرطان وتليف الكبد وزيادة عدد الحوادث المرورية والتى بدورها تساهم فى زيادة معدل الوفيات وأنه لمن الصعب التعرف على العوامل التى تؤدى إلى سوء استعمال الكحول إلا أن مقومات الشخصية وضغوط الحياة اليومية الشديدة وكذلك الاضطرابات النفسية أو المعاملة الأبوية السيئة يمكن أن تكون عاملاً هاماً فى حدوث الادمان وادمان الكحول غير متساوى التوزيع بين طبقات المجتمع ولكنه أكثر انتشارا بين وقد يكون من أقارب الشخص المدمن وتعلمهم الشرب منه هذا ناتج عن انتقال عملية الإدمان من المدمن إلى الأقارب عن طريق العوامل الو ا رثية ومن الطبيعى أن كلا العاملين يلعب دورا هاماً فى انتشار الإدمان بين أقارب الشخص المدمن إلا أن طبيعة العوامل الو ا رثية التى تسبب انتشار إدمان الكحول بين أقارب المدمن لا ا زلت غير معروفة حتى الآن .
هناك عوامل ليست قليلة تحدد انتشار استعمال الكحول بين نوعيات معينة من بين البشر ولعل أهم هذه العوامل
الجنس:
فمعدل انتشار تعاطى الكحول فى الرجال يصل إلى ثلاث مرات أكثر من معدل استخدامه من قبل السيدات.
السن:ويأتي بعد ذلك العمر فمعظم متعاطى الكحول يكونون من متوسط العمر وهناك حاليا نسبة متزايدة من متعاطى الكحول بدأت تظهر بين الشباب صغير السن.
الحالة الزوجية:
وأكدت الدراسات على أن ما يقارب من ٥٠ %من الحالات الذين يقدمون على العلاج هم من الرجال أو السيدات المنفصلين عن ازواجهم أو ممن انفصلوا عن بعضهم البعض فى حياتهم الزوجية وغالبا ما يقدم هؤلاء على تعاطى الخمر كنتيجة مباشرة لعملية الطلاق أو الانفصال.
ينتشر الإقبال على تعاطى الكحول بين الطبقات الفقيرة والراقية فى اغلب المجتمعات أما الطبقات المتوسطة فهى أقل الطبقات تناولا للمشروبات الكحولية.
غالباً ما يزداد تناول المشروبات الكحولية لدى أناساً يعملون فى أماكن معينة أو يشغلون وظائف محددة فعلى سبيل المثال ينتشر تعاطى الكحول بين صانعى البيرة أو الخمور أو بين الجرسونات فى الفنادق كما ينتشر تناول الكحوليات بين رجال الأعمال والحرفيين.
لقد وجد أن معدلات تناول المشروبات الكحولية يزداد من2 إلى 3 مرات فى أقارب مدمنى الكحول أكثر من الأشخاص الذين ليس لهم أقارب من مدمنى الكحول كذلك فإن هناك معدلات أعلى لتعاطى الكحول فيما بين الأطفال أو الأبناء المولودين من أباء مدمنين للكحول حتى لو كان هؤلاء الأبناء قد قام بتربيتهم أباء أو أمهات ليسوا مدمنين وبالرغم من أن العوامل الو ا رثية تلعب دورا فى توارث تناول المشروبات الكحولية إلا أن أى فرد إذا أقدم واستمر على تعاطى الكحول فإن ذلك يؤدى به إلى الاعتماد النفسى أو الجسدى على الكحول.
فى العديد من حالات الاعتماد على الكحول وجد أن السبب في الإقدام على تناول المشروبات الكحولية هو بعض العوامل النفسية التى تجعل الفرد يقدم على الشرب لما للكحول من تأثرات مزيلة للقلق وتأثيرا محسناً للحالة المزاجية ولقد وجد أيضاً أن بعض مدمنى الكحول يتمتعون بشخصية لديها استعداد أو سابق استعداد للإصابة بالمرض ، وحيث أن الاستمرار فى تعاطى الكحول قد يؤدى إلى بعض الأمراض فإنه من الصعوبة بمكان إرجاع أسباب إدمان الكحول فى بعض الأفراد إلى سابق الاستعداد لدى هؤلاء الأفراد للإصابة بالمرض وبالتالى للتعرض لإدمان الكحول وعلى سبيل المثال فإن بعض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب يؤدى إلى تعاطى الكحوليات ، وان كان ذلك فى بعض الحالات القليلة وهناك بعض نظريات التحليل النفسى تقوم بشرح ظاهرة إدمان الكحول على أساس من الشذوذ الجنسى الكامن أو الدوافع الجنسية المدمرة ، ويمكن القول أيضاً إن إدمان الكحول أحياناً ينشأ نتيجة خليط من استعداد سابق للإدمان يتكون من عدة عوامل أهمها العوامل النفسية والجسدية والثقافية.
التعليقات (0)