اسألوا (ابو مراية).. مـَنْ فجـّر الوقف الشيعي ؟

احمد عبد راضي

بعض الناس يفكرون بوضع حلول لمشاكلهم بطريقة عكسية وغير منطقية، فعندما يمرض أحدهم يذهب الى أقرب مرقد ليطلب من الإمام روحي له الفداء بان يشفيه من هذا المرض، أو يذهب الى (العارفة) لكي يقوم بكيّه قبل ان يعرض نفسه على الطبيب، آخرون يفضلون ان يكشف على مرضاهم فلان الروحاني لاستخراج (الجني) المتوطن في اجسادهم قبل ان يتأكدوا من ماهية المرض الذي حلّ بهم، وعلى طريقة هؤلاء اقترح على لجان التحقيق التي يتم تشكيلها بعد كل تفجير ولا تثمر تحقيقاتها عن شيء ان تذهب الى (ابو مراية) لتتعرف على الجناة الحقيقيين المتورطين بجرائم جنائية وارهابية، فأبو مراية هذا عنده الخبر اليقين، لان اكتشاف المجرمين هو أسهل ما يقوم به اذ ما عليه الا ان يخرج مرآته من جيبه حتى تظهر أمامه صور المجرمين وكأنها فيلم هندي أو مسلسل تركي من ثلاثة آلاف حلقة ! .

غريب جدا ما يجري على الساحة العراقية سياسيا وامنيا واجتماعيا، فكل شيء يسير بطريقة معكوسة وغير منطقية، المعروف والمتواتر والمتسالم عليه ان للجريمة دافعا ومستفيدا، وهو المتهم الاول قبل (رفع البصمات) وفحص الـ (DNA) وقبل كل شيء ، والمعروف ايضا ان البحث والتحقيق في جريمة ما يبدأ بمعرفة من هم اعداء الضحية؟ وهل تم تهديد الضحية من جهة ما ؟ وهل هناك مشادة كلامية أو مناوشات بالأيدي حدثت قبل الحادث؟ فإن كان أحد هذه الأشياء قد حدث فان المتهم الأول هو الجهة التي هددت الضحية أو تناوشت معها باليد أو باللسان، وربما بعد ان يتم التحقيق وتكتمل الأدلة والبراهين والقرائن تتم تبرئة هذه الجهة أو لا بحسب نتائج التحقيق، أما في هذه الأيام فان الأمور تجري عكسية وضد المنطق فمنْ فجّر الوقف الشيعي ربما يكون بعض المرتزقة والاوباش، خصوصا بعد الخلاف الدائر حول ملكية بعض الاوقاف والتي وصلت فيها الأمور الى التهديد والوعيد! ، لا أطيل ولا أسهب،، لنسأل ابو مراية فهو لا يحتاج الى أدلة أو قرائن أو بصمات في كشف المجرمين !.