أزمة دبي المالية تعبر على السطور
ضربت الأزمة المالية العالمية القلب النابض لأكبر كيان اقتصادي عالمي و هو الولايات المتحدة الأمريكية متسببة بإفلاس أكثر من 160 بنك على مستوى العالم ، و رافقت هذه الأزمة تغطيات شاملة حول اجتماعات لجان و مجالس كثيرة للحد من انتشارها و لكن المستغرب بالأمر أن محور الأزمة تحول إلى أقل الدول تأثراً بها و في ليلة و ضحاها و بعد إعلان
( شركة دبي العالمية ) التي تتخذ من إمارة دبي مركزاً رئيسياً لها عن تأجيل دفع الأقساط المستحقة عليها و البالغة تقريباً 45 مليار دولار لأكثر من ستة أشهر تحولت أنظار العالم إلى الإمارة الساطعة التي تضم اكبر تجمع لرؤوس الأموال في الشرق الأوسط و التي تعتبر ايضاً المدينة المحورية بين الشرق و الغرب و كانت على الدوام و بصميم الأزمة المالية العالمية صامدة و غير متأثرة بمختلف انهيارات الأنظمة المالية العالمية ..
معلنة بذلك عن مدى قوتها و صلابتها أمام الأزمات و عن عمق ترابط أجهزتها المالية المحلية .
و تعتبر مسألة تأجيل الديون المستحقة بمثابة إعادة هيكلة للشركة ، و مهما كان ارتباطها مع الحكومة فهي لا تنم عن أزمة مالية حتى و لو على مستوى الإمارة .
حيث تعتبر شركة ( دبي العالمية ) واحدة من شركات كثيرة في الإمارة .
و بحسب الإحصائيات الدولية لا يوجد أي تأثر لأي بنك محلي بأزمة دبي المالية مع العلم أن شركة دبي العالمية مدينة للبنوك المحلية بنسبة 45% عن البنوك الخارجية بحسب المصادر الصحفية المتابعة .
و لكن ما رأيناه هنا أن الإمارة لم تتأثر بالشكل الذي وصفت فيه فمنهم ما ذكر أنها (( ستعود صحراء قاحلة )) و منهم من صرح قائلاً
(( وداعاً دبي )) و الكثير الكثير من العناوين العريضة التي احتلت الصحف و الأنباء الغربية و بعض الوسائل الإعلامية العربية ..
و في تصريح لمستثمر أبى عن ذكر اسمه صرح أن
(( هذه الأزمة مثلها مثل الموضة الموسمية ، تمر كل عام بلون جديد )) .
و لو نظرنا إلى الوضع الداخلي في الإمارة لوجدناه متعافي غير متضرر ، بل بعيد كل البعد عن الأزمة المالية العالمية و إشاعات الأزمة المحلية .
و بالنظر إلى مسألة هبوط الإيجارات في سوق دبي العقارية نجد أن الوضع يتماشى مع سياسة العرض و الطلب .
ففي نهاية العام 2008 و بداية العام 2009 تم تسليم ما لا يقل عن 100.000 وحدة سكنية جاهزة للسكن للشركات العقارية ما بين مجمعات سكنية و فلل و سكن خاص بالعمال .
و الجدير بالذكر أن نسبة إشغال الفنادق بدبي لم تهبط عن 95% أبدأً .
نصل بدورنا إلى حكومة دبي و دعمها الغير محدود للقطاعين العام
و الخاص و لبناء اقتصاد متين في الإمارة ، فهي من أنجز المترو خلال فترة أربع سنوات و هي من استطاع رفع أعلى برج في العالم و هي من حرث البحر لبنائه ، و تكثر الانجازات التي حققتها ، وصولاً لاستقطابها لأكبر الماركات العالمية في مجمعاتها التجارية .
و في نهاية المطاف نجد أننا لو بحثنا عن جوهر المسألة لوجدناها غزو إعلامي ضد دولة عربية كالمعتاد .. و هو ما يجب أن يكون بألا ترتقي أي دولة أو مدينة عربية لمستوى التنافسية مع الغرب .
و لكن الذي زار دبي أو حتى مر بها مرور الكرام يشاهد أن أزمتها المالية عبرت على سطور الوسائل الإعلامية الغربية فقط . شهد العالم خلال الفترة الماضية أزمة مالية عالمية واسعة شملت العديد من القطاعات المالية الحيوية الضخمة تتمحور حول " البنوك – الشركات العقارية – و شركات صناعة السيارات الخ " من الصناعات الكبيرة التي تحتاج للسيولة المالية في صميم أعمالها و طبعاً يجب أن لا ننسى الأسواق المالية العالمية التي تسببت بإفلاس الكثير من الشركات و المستثمرين .
و بدورنا نناشد كل المسئولين و صاحبوا القرار لا تبتعدوا عن الوسائل الإعلامية المحلية أو العربية و دافعوا عما أنجزتم فهو شرف للعرب
و العروبة أن نصل لهذه المراحل .
خالد عبد القادر بكداش
مدير المنظمة العالمية للكتاب الأفريقيين و الأسيويين
في الإمارات
Bakdash1@gmail.com
التعليقات (0)