علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــ
aliatia123@yahoo.com
كاتب وصحفي عراقي
شهدت شوارع بغداد بعد العيد اختناقات مرورية غير مسبوقة الى درجة تساوى فيها من استقل سيارة من طراز ليلى علوي مع من ركب سيارة يعود تاريخ صنعها الى زمن ملا عليوي وتعالت انغام اجهزة الموبايل في السيارات من المتصلين القلقين من تأخر احبتهم واصدقائهم وزملائهم في العمل على اختلاف انواعها من الصرصار الى الدب وانتهاء بأياد علاوي!
وصرفت الاف الدولارات من جراء اعطال السيارات لطول التوقفات واستهلك الركاب كل ما في جعبهم من ذكريات ومعلومات وخرافات وحكايات الف ليلة وليلة للقضاء على الضجر والملل المتولد من جراء الجلوس المستمر على مقاعد السيارات بل ان شريحة واسعة منهم عزموا على مراجعة اطباء الباطنية والمفاصل ونحو ذلك!
ويجد المرء نفسه مضطراً الى العودة الى صيغة اعلامية كان يفرضها الاعلام المركزي وهي عبارة (ارقام قياسية) على اساس انه لا يوجد لقدرة العراقي قياس فيكون بدلها (ارقام استثنائية) وهكذا يضرب المواطن العراقي الارقام القياسية والاستثنائية على حد سواء في اوقات الوصول الى مكان العمل ولقد عشت الاسبوع الماضي احدى هذه المهازل اذ قطعت مسافة نحو عشرين كيلومتراً باكثر من اربع ساعات داخل جانب الرصافة بسبب الاختناقات المرورية وقطع الطرق العشوائي وللقارئ الكريم ان يتصور وضع الركاب داخل علبة مغلقة تسمى سيارة الكيا وقد عمد بعضهم الى تناول وجبة غذائية داخل السيارة بل ان كاتب السطور استطاع ان يكتب موضوعاً صحفياً من الالف الى الياء خلال احد ساعات الانتظار القسري ولقد مررت بمناطق لم ارها من قبل مثل منتجعات منطقة المعامل ذات البرك الحسناءمتذكراً بركة البحتري!
ان ازمة الوصول الى اماكن العمل باتت تتصدر ازمات الشارع العراقي بكل كفاءة واقتدار وعلى الاجهزة التنفيذية ان تجد المعالجات العاجلة لهذه الازمة التي ادت الى ذبح النهارات العراقية من الوريد الى الوريد وهي تعطي دلالة على ان مسلسل الازمات العراقية اطول من المسلسلات المكسيكية والتركية المدبلجة وربما الهندية وباتت الحاجة ملحة لحلول صاروخية لاسلحفاتية!
التعليقات (0)