مواضيع اليوم

ازمة المنتصف !

علي جبار عطية

2011-07-13 06:58:04

0


علي جبار عطية
حفزتني لكتابة هذا العمود مقولة تطلق على الرجال حين يجتازون مرحلة الشباب نحو الكهولة وهي تقريباً بعد سن الاربعين فيقال عن الرجل انه دخل في ازمة منتصف العمر ويضيف بعضهم ان الرجل يدخل في المراهقة الثانية ولدى تحليل هذه المقولة يتبين انها تفترض ان عمر الرجل هو ثمانون سنة ليكون نصفه سن الاربعين وهو فرض غير واقعي على الاقل في العراق اذ يتراوح معدل الاعمار بين الستين والسبعين اذا لم تنفجر عليه عبوة لاصقة او امرأة !
ولكن لاباس فلنراجع ورود مفردة (المنتصف) لنرى دلالتها فنقول منتصف النهار ومنتصف الليل ومنتصف الطريق ولا ازمات تذكر في هذه المنتصفات فالنهار والليل يتناوبان وان تحديد منتصف لكل منهما مفيد لمعرفة ما مضى منهما وما بقي ولكن قد يثار لغط بشأن منتصف الطريق فهناك من اعتاد على عدم اكمال طريقه لطبيعته الشخصية او للظروف القاهرة المحيطة به فتجد من درس الدكتوراه ثم لم يستطع مناقشة الاطروحة لأسباب قاهرة خارج العراق ومنهم من مشى في مشروع ثم راى انه سائر في طريق الخطأ فتوقف ومنهم كما يحصل في الشارع العراقي الحافل بالمفاجآت من يجبره السائق على الترجل من سيارته لشدة الازدحام او لعطل ميكانيكي او اخلاقي مع العلم انه ما زال في منتصف الطريق !
ان هذا يكشف عن خلل واضح في البنية الاجتماعية والنفسية للفرد ولو كان هناك بناء نفسي سليم للشخص لتجنب السير على الطريق الخاطئ من البداية ولما احتاج الى خوض هذه التجربة المريرة او لظهرت ارادته القوية في المضي قدماً نحو النهاية اذا كان الهدف مشروعاً .
اظن ان هذه الفكرة اقرب الى الواقع في فهم ازمة منتصف العمر حين يراجع المرء ما قبل هذا العمر الذي وصل وما بعده ويقوم بحسابات التجار بتقويم مسيرته الماضية وماذا بقي له لتدارك ما فاته .. يسأل نفسه مثلاً : هل افاد من اخطائه في تعامله مع الآخرين ؟ هل هو مقتنع بالعمل الذي سار عليه ؟ كم خسر من عمره من اوقات في اعمال كان يمكن ان يستغني عنها باعمال اخرى اجدى نفعاً ؟ والاهم من كل ذلك : هل كانت قراءته للواقع قراءة علمية سليمة او كان غارقاً في الاحلام والرومانسيات والمثاليات ؟ هذه الاسئلة والافكار جديرة بالاجابة لينطلق بعدها المرء في تخطي ازمة منتصف العمر ليبدأ بداية جديدة في تعامله مع الاشياء والناس متسلحاً بالحكمة التي تقول (طوبى لمن خاض في التجربة).




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !