في اللحظة التي انتهي فيها المؤتمر الصحفي لرموز القوي السياسية وإعلانهم فيه نتائج الحوار عن احداث مصر وإصدار إعلان دستوري جديد.. خرجت جبهة الانقاذ الوطني تؤكد رفضها لهذا الإعلان في حين أكد رئيس مجلس شوري الجماعة الاسلامية ان الرئيس فعل أقصي ما في وسعه.. بينما لم يكن قد مضي إلا ساعات معدودة علي بيان القوات المسلحة الذي يحذر فيه من دخول البلاد في نفق مظلم نتائجه كارثيه.
وفي ظل هذه التطورات يترجم طرفا الصراع الاسلاميون والليبراليون مواقفهما السياسية علي أرض الواقع في الميادين بمظاهرات يقال انها سلمية ولكنها سرعان ما تتحول إلي صدام وأعمال عنف وإراقة للدماء وفقدان ضحايا من الطرفين.
وفي كل هذه الأجواء التي تزيدها الفضائيات اشتعالا نسينا أن نتعرف علي رأي القاعدة العريضة من الشعب.. ملايين المصريين العارقين الكادحين بحثا عن لقمة العيش.. هل هم حقا سعداء بهذه الحالة الكارثية الغريبة عن طبيعة مصر وشعبها الطيب المسالم التي حببت الكثيرين من شعوب العالم لها.
بالله عليكم حتي لو نجح طرف علي الآخر.. هل يمكن أن تسترد مصر مقوماتها السياسية والاقتصادية.. هل ستعود السياحة.. وهل سيعود الاستثمار.. ومن يضمن ألا يتكرر هذا الصراع بعد احداث مصر الاخيرة وبعد أن صار الاستقرار هشا والأمن غائبا والبنية الأساسية منهكة في ظل ظروف اقتصادية ضاغطة وزيادة سكانية تلتهم الموارد المحدودة.. وصارت الدولة تعتمد علي القروض والمنح وإلي متي ستظل هذه الدول المانحة تتعاطف مع شعب لا يرونه في مواقع الانتاج.. ولكن تطالعهم خلافاتهم وجدلهم وتعنتهم ضد بعضهم في وسائل الاعلام؟!
التعليقات (0)