مواضيع اليوم

ازدواجية القضاء بين دكتور جيكل ومستر هايد

زين العابدين

2019-06-24 16:29:10

0

 من يذكر فيلم دكتور جيكل ومستر هايد .. ؟!

عرض هذا الفيلم على الشاشة الصغيرة في بداية سبعينات القرن الماضي تقريبا ، وربما كنا وقتها في المرحلة الإعدادية ..!
وملخص هذا الفيلم ، وباختصار شديد ؛ أن رجلا في حالات ومواقف معينة يتحول تماما - فسيولوجيا ، وحتى بيلوجيا - إلى إمرأة كاملة الأنوثة ..!
وبدون الإساءة إلى الجنس الناعم طبعا ، وحيث اقتضت حكمت الخالق سبحانه وتعال أن يكن السبب في وجودنا جميعا ؛ ذكورا وإناثا - وحتى الجنس الثالث..! - فالمقصود هنا تعرية أو تجريد وتحليل حالة الرجولة والتي هي مواقف ؛ وقد تتفوق فيها حتى السيدات على كثير مما نعتبره رجال - ولذا فيقال أن هناك إمرأة بعشرة رجال ؛ كما يقال أيضا أن هناك فرق بين الرجولة والذكورة ؛ فالرجولة إذن صفة قد نجدها في كثير من النساء ، ونفتقدها في ذات الوقت في العديد مما نقول عليهم مجازا ؛ رجال أو ذكورا ..!   
وهذا الفيلم إذن قد ذكرني حقيقة بموقف القاضي محمد شرين فهمي - وهذا اسمه بالفعل بالمناسبة -  المتناقض تماما مع كل من الرئيس السابق المخلوع محمد حسني مبارك والرئيس المعزول - المقتول و الشهيد بإذن الله - محمد مرسي ..!
* فمع محمد مرسي يظهر بشخصية  " الدكر " محمد فهمي - وبدون "شيرين" - كما يبدو كالأسد المتنمر ، و الخصم اللدود - وليس القاضى العادل - والذي يريد أن ينقض عليه من غير حتى أن يستمع إلى دفاعه أو دفوعه ومهما كانت حجيتها ومنطقيتها وحتى عدالتها . كما كان يخاطب الرئيس مرسى بتعال وازدراء متناه ، مستغلا في ذلك سلطته كقاضي أسوأ استغلال ، وذلك في ظل عدم الأخذ بمبدأ الفصل بين السلطات - والذي تم العمل به في أوربا منذ أواخر العصور الوسطى و بداية عصر النهضة تقريبا..! -  وحيث كان يحرسه مثلا عناصر من الداخلية ويقفون خلفه مباشرة - وحيث يفترض أن قاعة المحكمة مؤمنة بالكامل وحتى خارجها أيضا ، ومن ثم فلا داعى لوجود حرس خلفه وبهذا الشكل المنفر و الذي يتناقض تماما حتى مع هبة المحكمة وجلال العدالة..! - ويبدو أنه كان مسرورا بذلك ، كما استمرأ أيضا ذلك . وهذا بالمناسبة ليس معمولا به في أية محكمة أو محاكمة محترمة ومعتبرة  على وجه البسيطة ..!
* ومع محمد حسني السيد مبارك يظهر نفس هذا القاضي ولكن بشخصية شيرين ، وقد صبغ شعره بالفعل باللون الأصفر  - وربما حتى يبدو كالأشقر ؛ أو الشقراء ..! - وهذا متاح على اليوتيوب بالمناسبة لمن يريد مزيدا من الاستوثاق. ثم يتحدث مع مبارك بلغة ناعمة وهادئة وحانية ويحضر له مقعد ليدلي بشهادته لأنه طاعن في السن - ولكن مرسي والذي لم يكن فقط طاعنا في السن ولكن أيضا مشرفا على الموت ،  فقد أمر غالبا أن يدلي بشهادته أو أقواله واقفا وإلا اتهم بازرداء المحكمة ، ومن ثم يحكم عليه نفس هذا القاضي/ القاضية محمد فهمي / شيرين بسنة أخرى سجن بتهمة ازدراء المحكمة - و قد فعل ذلك بالفعل في قضية أخرى ، بعد أن قال له من كان يقاضيهم ؛ " أنت خصما لنا - كما كان كذلك بالفعل مع مرسي - فكيف تقبل أن تكون قاضيا لنا أو حتى تنظر في قضيتنا .. !
هذه الازدواجية المدمرة أصبحت هي إذن القاعدة ، وديدن الثورة المضادة ، منذ انقلاب السيسي في 30 يونيو 2013 وحتى إلقاء كلمته الأخيرة ، و في الدورة الأفريقية الأخيرة لكرة القدم والتي تستضيفها مصر الآن ..!
ويل لقاض  الأرض من قاض السماء .



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات