إرهاب الكاميرا الخفية
31/08/2010
الكاميرة الخفية تقليد أعمى بدأت في أوربا على شكل مداعبات خفيفة تنتهي بابتسامة وهي كاميرا صريحة كما سموها لأنها تكشف عن السلوك التلقائي الطبيعي بدون رتوش بعيدا عن عيون الكاميرا وهي أشبه بكذبة نيسان وان الهدف الرئيس من الكاميرة الخفية هو رفع مستوى الشعور بالإحراج لدى الفرد والمعروف علميا إن المحرج لا يستطيع ضبط سلوكه في المواقف الاجتماعية الصعبة او مواقف الأزمات إذ يعاني من صعوبة تزيد انخفاض القدرة على التفاعل الاجتماعي ومواجهة الناس والكشف عن الانفعالات تخرج من السيطرة وغالبا ما تزيد الكاميرا الخفية التأويلات الخاطئة عن ذات الفرد فكيف وهو يجد نفسه من شخصية مرموقة إلى شخصية تواجه اتهاما إرهابيا .
وفي شهر رمضان تزداد هذه الأيام حدة الكاميرة الخفية ولاسيما في فضائية البغدادية على يد الطيب والخالدي فهي كاميرة تتوافق مع طبيعة العراق لما عاشه من عنف اثر على شخصيته وبالتالي أصبح الفرد العراقي عارفا كيف يواجه الأزمات والصدمات ولان الكاميرة تصور موقفا قريبا الى الحقيقة وتوهم الشخص الواقع بالفخ انه موقف حقيقي دون المبالاة للنتائج التي ينتجها الموقف هذا امر غير طبيعي لأنها تعارض حقوق الإنسان وقد تكشف عن جوانب من شخصية الفرد لا يريد لها الظهور .
وان كان لابد من التقليد ان نتبع التقليد الأنموذج نفسه او الأحسن أما مانسميه الكاميرة الخفية فهي أنموذج سيء لان هذه الأفكار ليس ببعيدة عن الفضائيات المصرية والخليجية لكون اقتحام الخصوصية ممنوع الا في حالات العلاج النفسي أو في حالات التحقيقات الجنائية المهمة في الكشف عن الشخصية .
علينا ان نحترم الشخص كالإنسان لا نعرضه للاهانة في سبيل سبق تلف
وقد تنتج عنها إضرار صحية او اجتماعية او سلوكية فمن المسؤول عنها؟
وهل تستطيع الفضائية ان تعوض أي ضرر ولاسيما ظهور مالا يتوقع من شاعر او فنان .
ومافيها الكاميرة البغدادية من سلبيات الا إنها تكشف عن شخصية العراقي الطيبة المسامحة وهي شهادة سلام والله يستر .
الدكتور سيد جلوب سيد الكعبي
التعليقات (0)