سيناء.... الخطر الدائم
شبه جزيره سيناء المصريه تعد من أقدم الأراضي التي وطأها الانسان علي مر التاريخ والتي قدسها "الله" سبحانه وتعالي عندما تجلي "جل جلاله" وكلم نبيه موسي من فوق جبلها وكانت سيناء أيضا معبر للأنبياء عبروا من خلاله الي أرض مصر وأيضا سيناء كانت ومازالت وستظل دوما ممر الغزاه الي احتلال مصر ........
فسيناء الأمس واليوم وغدا بوابه مصر الشرقيه .. وفي كثير من مراحل التاريخ فقدت مصر سيناء بالاحتلال .. وكان أخر احتلال في العصر الحديث هو الاحتلال الاسرائيلي والذي انتهي بانتصار السادس من أكتوبر وتم تحرير واسترداد سيناء ثانيه ثم عقدت معاهده السلام بين مصر واسرائيل وبمقتضي بنود هذه الاتفاقيه تتواجد القوات المسلحه المصريه باعداد محدده وفي أماكن محدده ليس من بينها الشريط الحدودي والذي يفصل بين مصر من جهه واسرائيل وفلسطين من جهه أخري .....
وقد حذر ومازال يحذر الخبراء الاستراتيجيون من احتمالات احتلال سيناء مره أخري
والأسباب التي تدعوا الي هذا التحذير هي الفراغ الأمني والسكاني والذي هو وضع سيناء الحالي والذي أدي بدوره الي تقسيم سيناء الي مناطق نفوذ قبلي فسكان سيناء الحاليون هم قبائل البدو التي استوطنت المنطقه منذ مده طويله وكل قبيله اتخذت لها منطقه تسكنها وتبسط نفوذها علي المناطق المحيطه بها والقانون السائد بين هذه القبائل هو القانون القبلي وليس القانون المصري!!!!!!
حتي أن المسؤولين الحكوميين في هذه المناطق يحتكمون الي العرف القبلي أو ما يسمي "التحكيم" عندما يكون أحد طرفي النزاع من هذه القبائل .. وكأنهم ليسوا مسؤولين معينين من قبل سلطه الدوله وقانون الدوله المفترض أن يسود . مما يؤدي الي تكريس الوضع القائم ... بل أن القضاء المصري يضفي الشرعيه علي هذه الاحكام العرفيه القبليه بقبوله "مشارطات التحكيم" هذه هكذا صارت سيناء مجموعه من الكنتونات القبليه بفضل السياسات الخاطئه للدوله تجاه سيناء ..
حتي عندما حذر الخبراء وطالبوا بالحاح بضروره تعمير سيناء فالكثافه السكانيه هي الحائل الامثل لأي احتلال محتمل .. سارعت الدوله بتعمير سواحل سيناء بمجموعه من المنتجعات السياحيه بطول السواحل السينائيه ... والتي لو عطس أحدهم في وسط سيناء فسوف يقذف بكل هذه المنتجعات الي البحر .. وبقي وسط سيناء كما هو خالي ينعق فيه البوم وتزرع في وديانه الخصبه المخدرات كالبانجو السيناوي الشهير والافيون السيناوي الشهير أيضا .. وأصبح وادي فيران يضارع تورا بورا في جوده المنتج
بالأمس القريب أنشأنا مدن "السادس من اكتوبر" و"العاشر من رمضان" و"العبور" و"السادات" وغيرها وكل هذه المدن امتلأت بالسكان الأن بعد عده سنوات فما الذي يمنعنا من انشاء مدن في سيناء علي غرار هذه المدن لتجتذب كثافه سكانيه من الوادي وكل المقومات لهذه المدن موجوده فالاراضي الصالحه للزراعه موجوده واراضي البناء أيضا موجوده وتكثر أبار المياه وكذلك ترعه السلام التي تم شقها لتوصيل مياه نهر النيل الي سيناء وأيضا الكهرباء متوفره كل شيء موجود علي ارض "الفيروز" بخلاف ما تخفيه هذه الارض في باطنها من ثروات تعدينيه هائله
لماذا لاتكون هناك وزاره متخصصه اسمها "وزاره تنميه وتعمير سيناء" تحمل علي عاتقها هذه المسؤليه لنضمن الجديه والسرعه في التنفيذ وليكون هناك "وزير" مسؤول عن تحويل سيناء الي دلتا أخري ؟؟؟؟
ونحن اليوم نحذر وبشده من أن هناك مخطط اسرائيلي يتم تنفيذه بكل دقه ونحن غافلون ... وهو الضغط الشديد علي الفلسطينيين في قطاع غزه لتهجيرهم الي أرض سيناء الفراغ الخاليه عبر الحدود .. فغزه التي تبلغ من المساحه اربعين كيلو متر يسكنها مليون ونصف مليون فلسطيني في أكبر كثافه سكانيه في العالم مما يؤدي الي صداع دائم لدي الاسرائيليين بل وتخوف من المد السكاني الفلسطيني عليهم وهم لذلك يخططون بدورهم للتخلص من هذا التهديد بالضغط الشديد علي الفلسطينين لدفعهم الي سيناء ليتم تفريغ غزه والقطاع من هذه الكثافه السكانيه الهائله ....... وسيناء ليست موطن بعيد للهجره .. ولكن فقط بضعه كيلو مترات .. وغالبيه أرضها خاليه من السكان ... بل أن اسرائيل قد تضطرها ظروف التكاثر العددي الفلسطيني الذي يبلغ أعلي معدل عالمي بدون منازع الي افتعال الحرب مع مصر للوصول الي هذا الغرض ... فحرب سريعه خاطفه يهرع خلالها الفلسطينيون الي سيناء للاحتماء من الضغوط الاسرائيليه ثم تنتهي الحرب
بسرعه نتيجه التدخل الدولي ........ وتصدر قرارات من مجلس الامن بوقف القتال .. وبعد أن يكون قد دفع بالفلسطينين الي داخل سيناء .. ويبقي الوضع كما هو عليه .. وينشيء الفلسطينيون مخيمات في سيناء كما أنشاوا في السابق في العديد من الدول العربيه وتتحول مع الوقت هذه المخيمات الي مدن مكدسه بالبشر نتيجه سرعه معدل التناسل الفلسطيني ....... وبالتالي يصعب اعادتهم ثانيه الي غزه ويومها يكثر البكاء والنواح علي اللبن المسكوب علي غزه التي ضاعت علي الفلسطينين وسيناء التي ضاعت علي المصريين وما يحدث الان في غزه خير دليل علي ذلك
وقتها فقط سوف نفيق من ثباتنا ؟؟؟ أم اليوم نأخذ هذه التحذيرات مأخذ الجد ويبدأ التحرك الفوري وعلي أعلي المستويات لتعمير واعمار سيناء وملئ الفراغ السكاني بها
اللهم بلغت ….. اللهم فاشهد …......................
مجدي المصري
التعليقات (0)