ارض الخلاص
علي الطائي
alihseen2002@yahoo.com
2006 / 5 / 25
كان يسير بلا هدى أو هدف يحاول ان يقضي الوقت وان يمتع ناظريه بمنظر السيارات والعمارات الشاهقة التي لم يرى مثلها في بلدته
اخذتة قدماه إلى حديقة عامة ليست كحدائق بلدته فيها ذاك التناسق بين أشجارها وزهورها الفواحة ذات الألوان والروائح التي تبعث على الانشراح والسرور فيها شوارع معبدة منظمة تسير فيها سيارات بلا ضجيج
جلس على أول مقعد وجدة قربة
جال ببصرة في إرجاء المكان
كان على مقعد يبعد عنة عدة أمتار شاب وصديقته يجلسان ويداهما متشابكة والفرح والحب يبرق من عيونهما
في مقعد أخر كان شابان يجلسان وبيدهما كتب من الواضح إنهما يدرسان وإمامهما جلس كلب صغير ذو فراء ابيض جميل كان من وقت لأخر احد الشابان يداعبه
في مكان أخر كانت مجموعة من الشابات والشباب يجلسون على الأرض على شكل حلقة ويغنون بلغة لا يفهم منها شئ في سعادة وفرحة بالحياة التي يعيشوها
سرحت بة افكارة إلى مسافات بعيدة عبر فيها الجبال والسهول والبحور
تذكر بلدته التي تركها هاربا من ظلم الحياة والإنسان بلدته ما أجملها وأروع ناسها ولكن اه واه من طغيان البشر وتعاليه على رب البشر
ضاقت بة الحياة ذرعا وضاق هو بها ساقوه كما تساق الشاة إلى الذبح لخدمة العلم وخدمة الوطن ذاك الوطن الذي أكل عشرات الألوف من ابنائة
ترك مباهج الحياة وعشق الحياة والأمل والحبيبة التي عشقها بكل جوانحه وعجز عن البوح بذاك الحب
لها فقد كان لسانه ينعقد كلما تحادث معها
كم من الليالي قضاها ساهرا ً وطيفها يداعب مخيلته في ليلة من الليالي
هب من نومه كأنما تيارا ً كهربائيا ً صعقة
اخرج ورقتا مزقها من احد دفاتره واخذ قلما ً
واخذ يكتب لها كل ما عجز إن يقوله لها وجها ً لوجه
كتب وكتب وباح لها بمكنون قلبه
من اجلها كان مستعدا إن يحارب العالم وان يخترق حجب النار والبحار
عند الصباح عجز إن يسلمها الرسالة بل عجز إن يواجهها بعد إن تقرأ ما كتب لها من أهات الحب
وضعها في ظرف وطلب من احدهم إن يسلمها الرسالة بعد شهر من ألان
فقد كان قد عقد العزم على الفرار من الجحيم ومن طغيان الرفاق وجور البعض منهم وسخافات الخطب الرنانة لساعات طوال لذلك الصنم الذي كان لا يمر يوم دون إن يطل على التلفاز ليتحدث عن سخافات وعنجهيات أكل الدهر عليها وشرب
عند انتهاء إحدى اجازتة لم يلتحق بوحدته بل توجه إلى الحدود بعدما أوهم عائلته أنة مسافر إلى وحدته
قبل إن يصل الحدود سار لأكثر من يومان على قدميه مخترقا حقلا ً للألغام لم يكن يعلم بأي لحظة يدوي صوت انفجار لغم ويمزق جسده إلى أشلاء ولكنة كان يريد الفرار حتى لو مات ولم يجدوا له جثة أو يكون له قبرا ً
فقد كان مستعدا لأي شئ من اجل الخلاص من ذلك الجحيم الذي كان يعيش فيه
بعدما عبر الحدود وجد نفسه في ارض لم يألفها ولا يعرف شئ عنها
في عالم غريب علية وهو لا يملك إلا النزر اليسر من المال
ولا يملك جواز سفر أو أي وثيقة تثبيت شخصيته سوى هوية مدرسية قديمة أيام كان طالبا ً في الإعدادية
نام في محطات القطار وفي الحدائق العامة وافترش الأرض وتغطى بالسماء
عمل في أي شئ من اجل لقمة العيش
في غسل الصحون وتنظيف أرضية المطاعم وبيع الصحف وكناساً
كم مرة فرا هاربا ً من الشرطة لأنة لا يملك إقامة
كم مرة طرد من العمل دون إن يحصل على أجرة ولم يستطع إن يفعل شئ لأنة لا يملك إقامة
بعد سنتان من التعب والذل حصل على تأشيرة الدخول لبلاد العم سام لم يصدق نفسه عند ذلك
كأنة في حلم وردي بعد مدة بدء رحلة السفر مسافرا إلى أكثر من بلد في طريقة لمبتغاة
عندما وصل كان يجهل لغتهم ويجهل كل شئ فيها
سمح له بالإقامة في إحدى المدن الساحلية على الساحل الغربي
مضى على وجودة هناك ثلاثة أشهر
حاول إن يتعلم بعض الكلمات لكي يستطيع إن يتدبر امورة ويتفاهم مع الآخرين
كان يبحث عن عمل وعندما وجدة كان علية إن يبقى لأكثر من عشرة ساعات وهو واقفا ً يغسل الصحون في احد المطاعم
ذلك اليوم كان يوم استراحته
تذكر أشياء وأشياء عند جلوسه على ذلك المقعد
لم يفيق من تلك الأحلام إلا عندما سمع صوت يطلب المساعدة بالقرب منة
كان احدهم يحاول سحب فتاة إلى داخل سيارته وهى تطلب النجدة ولا احد ينجدها
لم يفهم إلا أنة علم من الصراخ والتدافع إن الفتاة تطلب المساعدة
هب لمساعدتها حاول إن يخلصها من ذلك الشاب لم ينتبه إلا وقد شهر مسدسا ً ووجهة إلية أطلق علية أكثر من رصاصة اخذ يفقد وعيه الأخر فر هاربا عندما سمع صوت سيارة الشرطة تتقدم باتجاههم
لم يعود إلى وعيه إلا وهو في المستشفى وتلك الفتاة جالسة إلى جانبه ومعها رجلا وامرأة
اخذ الرجل يتحدث معه بلغته
شاكرا ً الله على نجاته من الموت
كان يسمع كلامهم ولكنة لم يكن قادرا على الكلام طوال أيام لم تفارقه تلك الفتاة فقد كانت لا تبارح غرفته ليلا ونهارا
لم تكن تتحدث لغته ولا هو يتحدث لغتها كان دائما يستخدم معها لغة الإشارة أو إن يحاول النطق بكلمة مما يريد لكي تفهم
عندما بدء يتحسن وأصبح قادرا على الجلوس في السرير جاء أبواها وتحدثا معه فعلم انه قضى ثلاثة أيام فاقدا الوعي نتيجة تلك الرصاصات التي كادت تؤدي بحياته
وعلم إن الشرطة عندما حضرت أخبرتهم الفتاة إن المصاب أنقذها من شخص كان يحاول الاعتداء عليها فتم نقلة إلى المستشفى وعند البحث في جيوبه تبين لهم أنة لاجئ لديهم ومن العرب
وقد كانت عائلة الفتاة من أصل عربي وأبواها ولدا في بلدهم إلام وهاجرا إلى هنا منذ عقود مضت ولكنهم لم ينسوا لغتهم إلام
إما الفتاة فقد ولدت هنا ولا تجيد العربية بتاتا
قال أبوها مخاطبا الشاب :
لا اعرف كيف أقدم لك شكري وامتناني لإنقاذك ابنتي وكنت تفقد حياتك بسبب ذلك الحادث
رد علية :
كنت أقوم بما تربيت علية من منع الأذى عن المرأة وهذا جزء من عادتنا وتقاليدنا العربية
الأب تحدث مع ابنته بالانكليزية
ابنتي تقول أنها لا تعرف كيف تعبر لك عن شكرها لك أنها مدينة لك
قامت الفتاة من على المقعد الجالسة علية واتجهت إلى السرير وقبلت الشاب إمام والديها
هو فقد احمر وجهة خجلا من ذلك
يغادر والدها وتبقى هي معه
تتحول لغة العيون إلى اصدق لغة للتفاهم بينهما تعبر العيون عما عجزا عن قولة احدهما للأخر
لا تفارق المستشفى أبدا إلى إن يخرج منها
تلك الحادثة ستغير مجرى حياته
بعد إن عرف أبواها ظروفه ولكي يردا إلية جزء من معروفة قررا مساعدته
منحة الأب عملا في إحدى شركاته وشقة صغيرة للسكن فيها
ادخل دورة لتعلم اللغة لكي يستطيع العمل والعيش
اظهر تطورا كبيرا في سرعة ادقانها
الفتاة كانت تساعده في دروسه
كانت جميلة شقراء ذات عيون زرقاء بشرة بيضاء وممشوقة القد
كان قد نسى معنى الحب أو أنة تصور أنة نساه في ظل الظروف التي مر بها حتى حبيبته كان قد نساها في معمعة الأيام
ألان أحس إن نفسه وروحة تواقة إلى الحب والعشق
تلك الفتاة الشقراء ايقضت الحب فيه حب الحياة والتعلق بها بعدما كان كرهه الحياة
بدء العمل في شركة والدها كان يعمل بكل جد وتفاني
هي لم يكن يمر يوم دون إن تتصل بة أو تأتي إلى زيارته
كان حبها يزداد يوميا بعد يوم ولكن كان يحس ان هناك حاجزا يفصل بينهما
هي ابنة الثراء والسطوة وهو لاجئ أجير عند أبوها
لم يكن قد تعود بعد على الحياة في تلك المجتمعات التي تختلف عن مجتمعة بكل شئ
كانت تلك المجتمعات تبهره بسحرها وتألقها
كان مأخوذا بأسلوب الحياة هناك بذلك الانفتاح في العلاقات بين الجنسين فلم يتعود إن يرى ذلك النمط من العلاقات
مع مرور الوقت تعلم التحدث بلغة ذلك المجتمع وحاول تعليمها بعض الكلمات من لغته
مرت على ذلك سنة أو أكثر وكل يوم يمر يتحول الحب إلى عشق وهيام متبادل
كانت هي مستعدة لتنتقل للعيش معه
إما هو فكان يرى في ذلك خروجا على ما تربى علية
بعد إن علمت أنة لم يسمح لها بالإقامة معه إلا إذا تزوجها وكانت قد احبتة بكل جوارحها وأحاسيسها كان حبا صادقا
عرضت علية إن يتقدم لخطبتها رفض الفكرة خوفا من إن يطرد من عملة وطلب منها قطع علاقتهما
كانت مصرة على الزواج بة
بكل صراحة وجراءة أخبرت والديها رغبتها الزواج بة لأنها تحبه ولا تستطيع إن تفارقه
وهو يخاف إن يرفضوا لذا لم يتقدم إليها
التزم أبواها الصمت
فوجئ هو عندما طلب إلية والدها الحضور إلى مكتبة
وعرض علية ما قالت ابنته من أمر زواجهما
وان هناك حب متبادل بينهما
وقال له لقد أخبرتني انك لا تجرؤ على طلب يدها مني خوفا بسبب الفوارق بيننا
لذا قررت إن اعرض عليك الزواج وان أخطبك لها
تم الاتفاق على تفاصيل الزواج الذي سيكون بسيطا ويتناسب مع إمكانيات العريس
وفي اللحظات الأخيرة قرر الأب إن يكون العرس في إحدى القاعات الكبيرة وعلى نفقته
وقال للعريس ولها إنا لا املك سوى هذه العروس وأريد إن يكون عرسها كبيرا وفخما
العريس الذي طلب إن يبقى الأمر كما اتفقوا وأنة يريد إن يكون العرس على قدراته هو
في النهاية وافق نزولا عند رغبتهم ورغبة عروسة
كان عرسا جميلا غنى ورقص المدعوين حتى ساعات متأخرة من الليل
لم يعكر علية مزاجه إلا تذكرة لأهلة فكم تمنى إن يكونوا حاضرين معه العرس
في نهاية العرس اخذ عروسة إلى احد المنتجعات الساحلية ليقضيا عدة أيام عسل هناك
إلا أنة رغم كل هذا كان يعاوده طيف حبيبته الأولى ذلك الحب الذي لم ينتهي أبدا رغم خمود جذوته وضياعه بين إحداث حياته التي مرت إلا أنة كان يعاوده إلية الحنين بين فترة وأخرى
عاد بعد أيام إلى عملة في الشركة التي يملكها والد عروسة واخذ يترقى في المناصب لقد كان مجدا مثابرا يريد إن يعرف كل شئ وان يتعلم
أتقن لغتهم حتى صار يتحدث كأنة ولد وترعرع هناك منذ صباه
سارت حياته بين مد وجزر وأصبح ابا لولد وصل إلى مديرا لإحدى شركات والد زوجته
إما زوجته فقد كانت تعمل ولكنها كانت تحاول أسعادة ومنحة الحب والعزم والعشق الذي يحقق لهما السعادة
بعدما ولدت له ابنته البكر بفترة أخذت الأمور تسؤ بعد إن نفذ أناس عملا هز العالم وراح ضحيته أكثر من ثلاثة ألاف شخص ودمر معلما مهما من معالم ذلك البلد استخدمت طائرات مدنية كأسلحة للتدمير
اخذ المهاجرون يتعرضون لشتى أنواع المضايقات والأذى وأصبحوا متهمين بدون ذنب او جريرة
لقد كان الرد قويا على تلك العملية فتم احتلال دولة وتدمير نظام
وألان اتجهت الأنظار نحو بلدته أصبحت تكال لها الاتهامات بحق وبدونه فقد كان عليها طغاة وجبابرة أذلوا العباد ودمروا البلاد وادخلوها في حروب عبثية بلا هدف
أخذت تعد الجيوش لغزوا بلادة في يوم جاءوا إلية عارضين علية الالتحاق بالجيش المعد لغزوا بلادة رفض ذلك لا خوفا ولا جبنا ولكنة لا يستطيع ان يقاتل أبناء بلدته
وهو يعلم أنهم مغلوبين على أمرهم وقد سيقوا إلى تلك الحرب كما تساق الأغنام إلى الذبح
تعرض لبعض المضايقات في بادئ الأمر
ولكنة بعد ذلك تفهم الآخرين موقفة
وابلغهم أنة مستعد ليشارك في أي مكان من العالم إلا بلادة ففيها إخوة لة وأحباب وأصدقاء
ولا يمكنه ان يتصور أنة يوجه إليهم الرصاص أشهر وبدأت الحرب وأخذت تنقل الصور عن الدمار الذي ينال بلادة وصور لعشرات الألوف من الجثث التي تسقط بفعل الدمار النازل عليهم
أيام معدودات وسقطت بلادة تحت حراب الأسر المقيت لم يتمالك نفسه وانهمرت الدموع من عينية عندما شاهد ذلك من شاشة التلفاز
عاصمة بلادة التي كانت يوما قبلة الدنيا وحاضرة الدنيا تسير فيها دبابات واليات قوات الاحتلال التي هو يحمل جنسيتها ووفرت له الملاذ من بطش الطغاة والجلاوزة الذين فر منهم هربا من البطش والموت المجاني وكما فر آخرون بلا عدد
بعد أكثر من شهر على احتلال بلدته قرر ان يزور أهلة واقربائة الذين تركهم قبل سنوات ولم يعلموا شئ عنة منذ ذلك الحين
بل فكر إن الأمور إذا تغيرت وساد الأمن والأمان قد يعود إلى أهلة ويجلب عائلته معه
رفضت زوجته إن تذهب معه بل طلبت منة إن لا يذهب وان يكتفي بان يرسل إليهم يعلمهم فيها أنة بخير بل قد يستطيع إن يدعوا أهلة لكي يأتوا إلية هنا
لكنة قرر ان يذهب إلى بلدته فقد اشتاق إليهم كثيرا
صور شريط فديوي لعائلته لكي تطلع عائلته علية
كان علية إن يتوجه أولا إلى إحدى الدول المجاورة
وانتقل بعدها إلى بلدته مع احد الارتال العسكرية التي تجوب البلد يوميا
عندما اقترب من بلدته انتابه إحساس غريب هو مزيج من الشوق لأهلة والحزن
الفرح والألم
الشوق لأهلة واحبتة كما إن ذكرى حبيبته الأولى مرت إمامة وكان قد تصور أنة نساها إلى الأبد
الحزن لما ألت إلية أحوال بلدته واحتلالها
الفرح لان أهل بلدته تخلصوا من الطاغوت وانتهت الحروب العبثية التي كان يساق إليها الشباب
الألم لما سمعة عن سقوط المئات يوميا وان هناك إعداد مفقودة لا يعلم احد مصيرها بعد الحرب
قرر إن يذهب بنفسه إلى أهله بدون مساعدة القوات العسكرية والتي يحمل جنسيتها واحد رعاياه ويتمتع طبقا لذلك لحمايتها
كان الوقت قبيل الظهر انزلتة سيارة الأجرة التي استأجرها قرب منزلة لم يصدق من يعرفه أنة مازال حيا يرزق ركض البعض منهم إلى بيت أهلة ليخبرهم إن ابنهم قد عاد
كان يسير وسط اصدقائة القدامى إلى بيته بينما خرج أهلة غير مصدقين التقوا وسط الطريق
تعانقوا وسط الدموع التي نزلت من العيون كأنها إمطار شهر فبراير الشديدة دموع الفرح للقاء الأهل بعد طول فراق ودموع الفرح لعودة الابن الذي فقد الأمل في عودته
وكان مصيره مجهولا لسنوات مضت
التقى مع أهلة واحبابة وقضى أياما وهو في فرح وسعادة فقد عاد إلى موطنة أخيرا بعد غياب سنوات كان قد قرر إن يبقى لشهرين قبل إن يعود إلى عملة واسرتة التقى مع حبيبته الأولى كانت قد تزوجت
تحدثت لغة العيون أكثر وقالت الكثير من الكلام دون البوح بة تصافحا هنئتة على عودته سالما
شكرها على شعورها الطيب اتجاهه
سألها عن أحوالها أجابت أنها متزوجة وتعيش في سعادة ولديها أولاد مثله
وقد نست أيامها الماضية كما فعل غيرها وكانت تغمز هنا إلى رسالته التي كان كتبها لها قبيل رحيله من البلاد
كان لهذا اللقاء إن فجر براكين الحب القديم الذي كان قد خمد في خضم ما مر بة من إحداث
زار الكثير من اصدقائة القدامى تجول في شوارع بلدته التي أحبها
كان هناك شئ غير مفهوم في نظرات الناس وكلماتهم يوما بعد يوم كانت هذه الأشياء الغامضة تكبر فالبلد لم يعد هو البلد الذي ولد فيه وأحبة ولم يتركه إلا بعد إن ضاقت بة السبل والأيام وهربا من الجور والظلم والموت
هناك أناس غرباء جاءوا ويريدون تغير قناعات الآخرين أحاديث جديدة ونبرات غريبة تطفوا على السطح لم يتعود ان يسمعها من قبل أحس كأن شيئا سيحدث وان الأوضاع لم تتحسن ولكنها تسوء
كل يوم الكل يريد إن يكون له حصة من الكعكة التي لم يعد لها صاحب وأصبحت لقمة سائغة لكل من يريد إن يحقق احلامة فيها
بعد إن مضى شهر على وجودة بين أهلة
وبعد إن حاول إن يقنع عائلته بالسفر إلى حيث يقيم هو
رفضوا ذلك قرر إن يغادر ويعود من حيث أتى
بعد إن قدم دعما ماديا لعائلته وطلب منهم عند ازدياد الوضع سوءا إن يتوجهوا إلى اقرب دولة مجاورة ويتصلوا بة ليعمل على نقلهم
في صبيحة يوم جميل غادر بلدته إلى العاصمة ومنها بالطائرة توجه إلى مقر اقامتة
ليترك ورائه ذكريات جميلة وليقرر إن لا يعود أبدا إلى بلدته بعد إن شعر إن الأمور تسير من سئ الى أسوء
ليحيا ويعيش ويربي أولادة على حب بلدتهم الأولى التي لم يروها ولتمضي الأيام بعيدا عن الصراع والموت والتدمير والقتل والطائفية
والمفردات الغريبة
وليبقى يعيش على ذكرى ايامة الماضية
علي الطائي
التعليقات (0)