مواضيع اليوم

ارض اسرائيل بضاعتنا ردت الينا

اسرائيل .

2010-04-23 13:23:42

0

 ارض اسرائيل بضاعتنا ردت الينا

 ننقل ها هنا ردنا على تعليقات السيدان سلام ورأفت الظاهر على مقالنا المنقول (الاسرائيليون في كوردستان العراق اهلا وسهلا بهم). ذاك اننا ارتئينا ان ننقل ردنا من خلال طرح منفرد بعدما لاحظنا اننا اطلنا بالرد ففاقت مساحته مساحة المقال الاصلي. والسبب الثاني ان المقال المذكور هو مقال منقول عن الكاتب العراقي مهدي مجيد عبدالله لا نريد ان نقحمه اكثر من ذلك في مقارعات مدونتنا فكان هذا الفصل. على كل حال لندخل في موضوع الردين المذكورين :

اولا لا يفوتني ان اشير ان انحيازك يا سيد سلام للرأي العلمي والمنطقي والموضوعي جدير بالاحترام. وكذا اشارتك الى شجرة الزيتون كمثال فلا شجر يعلو عندنا فوق شجرة الزيتون علما ان شجرة الزيتون تعتبر شجرة مباركة في التوراة وفي الوجدان اليهودي وهي مركب هام في ثقافتنا عبر الاجيال يكفي ان نلفت الى ان شعار دولة اسرائيل يزينه غصنان من اغصان الزيتون يتوسطهما الشمعدان. اما الصهيونية واليهودية فلا فرق بينهما من ناحية الجوهر فكلاهما يحملان معاني الارتباط بارض صهيون الى جانب الانتماء الثقافي والتاريخي فيما يختلفان من ناحية الشكل يتجلى ذلك بكون الصهيونية حركة سياسية علمانية الخ. اما ربط الصهيونية بالاستعمار والقول ان الغرب يغدق على دولة اسرائيل بالمال والعطايا وان سكان اسرائيل يقتاتون على ما يقدم لهم من مساعدات غربية فهذا قمة التجني والجهل. فان كنت لا تعلم فليست هذه مصيبة انما هي فرصة لنوجه عناية حضرتكم ان الاقتصاد الاسرائيلي هو اقتصاد كفاف بمعنى انه يعتمد على نفسه. اما المساعدات الامريكية فهي غالبا على هيئة قروض ومن ضمن ذلك المساعدات العسكرية. وموضوع هذه (المساعدات) ظل محل نقاش داخل المجتمع الاسرائيلي منذ قيام الدولة وحتى اليوم حيث غالبية الشعب الاسرائيلي يرفض هذه (المعونات) اي (القروض) مستمدا رفضه هذا من تجارب سابقة حين اثبتت المنظومة الاسرائيلية المرة تلو المرة انها قادرة على تخطي الحصار الاقتصادي الذي فرضه العرب على دولة اسرائيل وحذا حذوهم قطاع واسع من الشركات الدولية ولم ينج الاقتصاد الاسرائيلي باعجوبة يومها بل هو اقتصاد قائم اصلا على الكفاف وباستطاعته الصمود في كل ظرف بل ان الانتاج القومي والعلمي في اسرائيل لم يتأثر حتى في فترات الحرب. ان كبرياء المواطن الاسرائيلي وعفته تأبى عليه قبول مساعدات حتى من يهود العالم والامثلة على ذلك لا حصر لها لعل ابرزها في الفترة الاخيرة طرد ملياردير يهودي خارج اراضي اسرائيل بعد تورطه في قضايا فساد وسعيه للحصول على بعض الامتيازات وشراء الذمم بامواله. لا صوت يعلو في دولتنا فوق صوت القانون. وكل من تورط في عمليات فساد كان مصيره السجن او الطرد بصرف النظر عن منصبه او حجم ثروته. لا تستلم اسرائيل مليما واحدا كهبات لا من اوروبا ولا من امريكا ولا من غيرها بل تعتمد على اقتصادها وعلى سواعد وعقول ابناءها وابداع شركاتها لا تشكل اسرائيل عبئا على احد ولا تثقل على كاهل مواطنيها. لا نعيش برخاء بل نعيش في كفاف. اما بخصوص قولك ان الشرق وفر الحماية لليهود بعدما اضطهدوا في الغرب المسيحي نقول اننا لم نجحد يوما من آوانا وحمانا لكن دعنا نتوقف عند هذه النقطة لتوضيح بعض الامور. اولا لا يمتن احدا علينا باعادتنا الى ارضنا ووطننا وقد أخذ منا عنوة اكثر من مرة مع ملاحظة اننا ندين بالعرفان للبلدان العربية التي فتحت ابوابها امام ابناء شعبنا لكن لا ننسى كيف انتهت هذه الضيافة بعد طرد اليهود ومصادرة ممتلكاتهم خلال الفترات التي تزامنت مع قيام دولة اسرائيل. ثانيا لا ننسى ان اليهود والمسلمين لاقوا نفس المعاملة والمصير في محاكم التفتيش الكاثوليكية وتم طردنا معا من الاندلس. ثالثا العيش في كنف الاسلام ليس على هذا النحو الساحر الذي تصفه في ردك نعم لقد كانت حماية وذمة لكن التاريخ الاسلامي اليهودي حافل ايضا بحوادث تنكيل وتمييز ديني وقومي. لا يا سيد سلام لسنا شعبا متعطشا للدماء لم يأتي اليهود الى هنا لممارسة اعمال القتل والدمار او للقيام بمهمة استعمارية فليس خافيا عليك او على غيرك ان دولة اسرائيل مستقلة في قراراتها لا تخضع لضغوط من احد. ذلك بخلاف الدول العربية التي تنبطح امام الغرب. ليست اسرائيل يا سيدي هي مخلب القط او رأس الحربة او بوز المدفع الغربي او حاملة الطائرات الغربية او الكيان الاستيطاني فالدول العربية تقوم بكل هذه الادوار حبا وطواعية وعلى احسن وجه. ليست اسرائيل هي من تفتح قناتها لعبور البارجات الحربية الغربية في طريقها الى دك العواصم العربية. ولا هي التي تحتضن قاعدة السيلية. ولا هي التي تنوء اراضيها تحت طائرات الغرب. ولا هي التي تفتح برها وبحرها وجوها لضرب الدول العربية. ولا هي المبادرة الى الحروب مع العرب. وليس الفلسطينيون والعرب منزهون من المسؤولية عما حدث للشعب الفلسطيني والاسرائيلي. لم يقل آينشتاين عن اسرائيل الا كل الخير بل لولا يهوديته لما وصل الى ما وصل اليه ليس المقصود هنا عبقريته وان كنا نقر بها بل هي تربيته اليهودية التي تحثه على السؤال والبحث والعلم منذ سن الرضاعة. كما لا تخلو معلوماتك عن الديمقراطية في اسرائيل من التشويه فلو كان العرب مضطهدون في اسرائيل لما ارتعدت فرائصهم لمجرد سماعهم باحتمال ضم بعض المناطق العربية في الداخل الاسرائيلي الى مناطق السلطة الفلسطينية. لقد صرخوا بالصوت العالي والفم المليان بانهم يرفضون هذا الاقتراح رفضا قاطعا. اذا كنت تعتقد حقا بان اسرائيل تمثل جيشا لقوى الاستعمار في المنطقة فاتحداك ان تدعم زعمك بمثال واحد. اما مسألة الحدود فهي مرهونة باتمام المفاوضات مع الطرف الفلسطيني. واما الدستور فينتظر الحسم ايضا في بعض المسائل منها المسألة الفلسطينية طبعا لكن غياب الدستور لا يعطل الحياة في اسرائيل فهناك قوانين اساس تقوم بنفس الدور وزيادة. وهناك وثيقة الاستقلال التي تحظى باحترام ورمزية تغني عن الدستور. وهل الدستور شيء مقدس؟ اليس يتم العبث ببنوده ليل نهار في الدول العربية وفق مقاس الحاكم؟ لا يا سيدي لن تصل حدود دولة اسرائيل الى كردستان ولا تأتمر اسرائيل بامر الرب والحاخامات كما أشرت حضرتك فدولة اسرائيل هي دولة علمانية تضمن الكرامة والحقوق لجميع مواطنيها بصرف النظر عن دينهم وعرقهم ولونهم لقد ورد هذا بشكل واضح في ميثاق الاستقلال. لا يحظى المتدينون اليهود باي امتيازات في الدولة ولا فضل لهم على غيرهم اللهم الا مساحة الحرية الدينية الواسعة التي يرى العلمانيون في اسرائيل انها تكون احيانا على حساب واجبات اليهودي المتدين تجاه الدولة. لم يحلّ اليهود ضيوفا على الفلسطينيين في ارض اسرائيل بل استوطنوا الاراضي الخالية واستصلحوا اراضي المستنقعات والمناطق الوعرة وجاوروا الفلسطينيين ولم يزاحموهم وسادت بين الفلسطينيين واليهود علاقات حسن جوار اصبحت حديث الركبان ولم يتعكر صفو هذه العلاقات الا بعدما دخلت الجيوش العربية ارض اسرائيل وهاجمت القرى اليهودية مستخدمة القرى الفلسطينية كدرع واقي وقواعد هجومية. نحن لا نفخر يا سيد سلام بناطحات السحاب والقصور الملكية فشقة رئيس الحكومة لا تختلف عن شقة اي مواطن عادي. ان اشد ما نعتز به هو إرثنا العلمي والحضاري وتظل انظارنا شاخصة نحو المستقبل وتجديد العهد السلمي مع اخواننا الفلسطينيين بعيدا عن المهاترات والوصاية ايا كان مصدرها سواء كانت عربية او اسلامية او اجنبية. كيف لا نرنو الى تجديد العهد مع الفلسطينيين ونصفهم او يزيد من احفاد العبرانيين القدامى الذين اعتنقوا الاسلام. لقد اشرنا الى هذه الحقيقة منذ بدأنا التدوين على صفحة ايلاف قلنا انها مشيئة القدر ان يختلط العرق العبراني والفلسطيني بفعل تحول الكثير من العبرانيين في ارض اسرائيل - سواء طوعا او قسرا - الى الدين الاسلامي. ولولا محافظة يهود البلدان الاوروبية ومعهم بعض يهود المشرق على هويتهم اليهودية لكانت الديانة اليهودية واللغة العبرية قد اصبحت جزءا من الماضي. والمفارقة ان العرب اصبحوا يمنون علينا باللغة العربية وهم الذين نشروها بين اسلافنا وجعلوها لغة البلاد وكانت شرطا لتقلد المناصب الحكومية الخ. وكأنك لم تسمع من قبل يا سيد رأفت الظاهر عن ممارسات التعريب حينما تنكر علينا اليوم الكتابة باللغة العربية. وهل غيركم فرضها على اسلافنا على حساب العبرانية والسريانية والفينيقية؟ واخيرا لا اخالكم ستقولون لنا اذهبوا فانتم الطلقاء بل ستجدون ما يكفي من مبررات لتكرار تجربة بني قريظة وخيبر وبني النضير.. تحياتي

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات