جريدة الدار الكويتية الأربعاء, يناير 05, 2011 العدد/909
علي البحراني
زيارة رجب طيب أردوغان الرئيس التركي السني المنتخب لمواطنيه الشيعة ومشاركته لهم الاحتفاء بيوم العاشر من المحرم وهو اليوم الذي يحيي فيه الشيعة في العالم ذكرى استشهاد احد أسياد شباب اهل الجنة سبط الرسول الأعظم «ص» وهو الامام الثالث لديهم ومواساة رئيسهم لهم في هذه الذكرى المؤلمة تشكل موقفا محرجا لبقية الدول ذات الأغلبية السنية وذات نسب شيعية تفوق نسبة الشيعة في تركيا هذا الموقف الذي أراد الرئيس التركي به الاعتراف بمواطنية الشيعة لديه وقطع الطريق على المواطنين الشيعة بالشعور بالتهميش او الاقصاء المؤدية على بحثهم عمن يتضامن معهم من دول اخرى لهو ذكاء الرئيس الذي يبحث عن ولاء مواطنيه للدولة وانتمائهم لنسيج وطنهم الذي يعيشون على أرضه دون وصمهم بالعمالة لدولة اخرى، فالشيعة في العالم عندما يشعرن بمواساة دولتهم لهم في هذه الذكرى بالأخص ومساواتهم ببقية شرائح المواطنين دونما تمييز بينهم وبين بقية شركائهم في الوطن بدرجات أولى وثانية وثالثة....إلخ وأنهم غير محرومين من حقوقهم في تقلد وظائف أو مناصب يتقلدها من هم من ديانة أخرى كالمسيح أو اليهود كما لا يجبرون على التعلم بمناهج ذات فكر واحد نابذ لكل الآراء الأخرى فضلا عن تسفيه وتكفير ما يعتقدون به لن يفكرون في انتمائهم لغير وطنهم أبدا، إن نسبة الشيعة في تركيا لاتزيد على 6 في المئة بينما هي في الدول العربية تزيد على ذلك بكثير،ومع ذلك أعطى أردوغان مثلا عادلا للرئيس الذي يراعي فئات شعبه حتى لو كانوا أقلية بسيطة لكنه أدرك أن الأقليات أيضاً لها نفس الحقوق وعليها نفس الواجبات لا يفرق بين طوائفهم مهما تغلبت نفوذ طائفة على الاخرى وبصفته كرئيس يرعى جميع مواطنيه دون النظر لاختلاف عقيدته هو وعقيدة اغلبية شعبه عن عقيدة تلك الأقلية، ولم يكتف بعدم التفريق بين مواطنيه بل شاركهم آلامهم وأفراحهم ولقد اكبر الشعب التركي فيه تلك المبادرة ولم يكفروه او يسقطوا حكومته، رجب طيب أردوغان اصبح يشكل حرجا للكثير من الدول من خلال موقفه من اسرائيل او موقفه من مواطنيه.
Al2000la@hotmail.com
التعليقات (0)