محمد أبو علان:
عصب الحياة المياه والأرض هما الهدف الرئيس للاحتلال الإسرائيلي في محافظة طوباس والأغوار الشمالية كما هو الحال في بقية أرجاء الوطن الفلسطيني المحتل، حيث شهدت محافظة طوباس ارتفاع في وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة .
في إطار هذه الاعتداءات قامت قوات الاحتلال بتدمير عدد من الآبار الارتوازية في عدد من المناطق الزراعية بهدف التضييق على السكان لإجبارهم على ترك أراضيهم لصالح توسيع المستوطنات ، وهذا الإجراء جاء بعد قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بعملية مسح وتصوير للآبار الارتوازية في المحافظة، مما يشير إلى هذه الاعتداءات ما هي إلا مقدمة لاعتداءات أوسع وأشمل.
واليوم الخميس 15/09/2011 قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بسلسلة من أعمال الهدم والتجريف لشوارع ومنازل في قرية العقبة (7كم شرق مدينة طوبا) ، وهذه ليست المرّة الأولى التي تستهدف فيها قرية العقبة، بل تمت فيها عدة عمليات هدم وتدمير خلال السنوات الماضية لشوارع ومنازل وبركسات زراعية كان آخرها في شهر إبريل 2011 عندما تم تدمير شارع السلام وشارع المهجرين في القرية.
وحول موضوع الاستيطان ومصادرة الأراضي في منطقة الأغوار وشمال البحر الميت والتي تشكل محافظة طوباس جزء منها ذكر تقرير صادر عن مؤسسة “بتسيلم” قبل شهور عدة أنه في منطقة الأغوار وشمال البحر الميت حوالي (32) مستوطنه إسرائيلية يستوطنها حوالي (9500) مستوطن، وتسيطر هذه المستوطنات على مناطق نفوذ تبلغ مساحتها حوالي 12% من أراضي منطقة الأغوار.
وجزء من الأراضي تم مصادرتها لأغراض عسكرية، وبلغت مجمل المساحة المصادرة للأغراض العسكرية والأمنية حوالي 49.5% من مجمل مساحة الأغوار، 48% منها معسكرات ومناطق تدريب عسكرية،وما مساحته 0.5% عبارة عن مناطق عسكرية مغلقة، و 1% من الأراضي مزروعة بالألغام كنوع من الإجراءات الأمنية.
وما بين الأراضي التي سيطرت عليها المستوطنات، والأراضي التي صودرت للأغراض عسكرية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي يكون الاحتلال الإسرائيلي قد أحكم سيطرته على ما مجموعه 78% من مجمل مساحة الأراضي في منطقة الأغوار وشمال البحر الميت.
وحول موضوع المياه يكفي أن نعلم من أن حوالي (9500( مستوطن في (37) مستوطنة وبؤرة استيطانية في منطقة الأغوار وشمال البحر الميت يحصلون على ثلث المياه الذي يحصل عليها حوالي (2,5) مليون فلسطيني في الضفة الغربية، ففي الوقت الذي يحصل فيه سكان الضفة الغربية على (144( مليون متر مكعب من المياه، يحصل (9500) مستوطن على (44) مليون متر مكعب من المياه.
ولغرض المزيد من المضايقات على السكان قطعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 2000 أوصال محافظة طوباس بعدد من الحواجز منها حاجز تياسير وحاجز الحمرا، وتفصل هذه الحواجز التجمعات السكانية الرئيسة للمحافظة عن منطقة الأغوار التي تشكل أخصب الأراضي الزراعية ، ناهيك عن كون هذه الحواجز اصبحت نقاط لممارسة أقسى أساليب القمع والإهانة لسكان المحافظة الذين يمرون عن هذه الحواجز بشكل يومي من عمال وموظفين وطلبه ومزارعين، والجدير ذكره أنه في العام الأخير استشهد ثلاثة مواطنين على حاجز الحمرا لوحده.
تصاعد هذه الاعتداءات الإسرائيلية تأتي في ظل التوتر القائم بين السلطة الوطنية الفلسطينية ودولة الاحتلال الإسرائيلي بسبب نية السلطة الوطنية التوجه للأمم المتحدة للحصول على اعتراف دولي بدولة فلسطينية على حدود الرابع حزيران 1967 عاصمتها القدس بعد وصول المفاوضات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي لطريق مسدود.
draghma1964@yahoo.com
التعليقات (0)