المؤشرات البحثية الحديثة تؤكد توالي ارتفاع معدلات التحرش الجنسي والاغتصاب في الشارع المصري بشكل عام وفي المدارس وأماكن العمل بشكل خاص،وذلك بدءاً من عام 1995 عندما كان عدد الضحايا الاغتصاب في السنة طبقاً للتقارير الرسمية لا يزيد عن 800 حالة اغتصاب سنوياً، وبعد 11 عاما وصل العدد إلي أكثر من 120 ألف حالة اغتصاب سنوياً وهو ما يؤكد أن ظاهرة الاغتصاب قد تفشت وتفاقمت في الشارع المصري.
فقد أشارت الدراسات والأبحاث الحديثة التي أعدها المركز القومي للبحوث الجنائية والمراكز الحقوقية في مصر إلي أن عام 2008 شهد أكبر عدد من حوادث الاعتداء الجنسي علي الأطفال..وشكلت الاعتداءات الجنسية علي الأطفال خارج أو داخل المدرسة والأسرة 250 حالة والتحرش الجنسي 640 حالة والاعتداءات البدنية تعدت 1550 حالة وبلغت حالات العنف التي أدت إلي موت وقتل الأطفال 660حالة.
ويؤكد اللواء فادي الحبشي مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن القاهرة سابقا: أن إدارة مكافحة الآداب ضبطت عام 2006 أكثر من 56 ألف حالة آداب منها 46 ألف حالة تحرش جنسي بينما في عام 2007 تم ضبط حوالي 62 ألفاً حالة منها 56 ألف حالة تحرش جنسي وان الحالات التي تم ضبطها في عام 2008 بلغت 83 ألف حالة آداب منها 77 ألف حالة تحرش جنسي.
ويضيف.. بالرغم من هذه النسب والأرقام الكبيرة إلا أنها لا ترصد إلا حوالي 60% من ‘جمالي الحالات الفعلية التي تعرضت للتحرش الجنسي أو الاغتصاب وذلك لخوف الضحية من الفضيحة ونظرت المجتمع التي قد تؤدي إلا هلاك سمعتها وبالتاي فإن نسبة كبيرة من الضحايا تضطر للسكوت وعدم الإبلاغ وهذا الأمر بدا واضحا في قضية (سفاح المعادي) الأخيرة كما أطلق عليها الإعلام.
ويشير الدكتور قدري حنفي أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة إلى أن معظم المعتدين علي الأطفال من المدرسين أو أحد العاملين والمسئولين بالمدرسة..وان الفقر وانتشار العشوائيات وانخفاض مستوي الرعاية التعليمية كانت أسباباً أساسية لانتشار الظاهرة..وأن طالبات المدارس هن الأكثر عرضة للتحرش علي الرغم من ارتدائهن الزى المدرسي، وان نسبة التحرش بالفتيات لمن هن في سن ال 18عاماً تبلغ حوالي 30%، أما النساء اللاتي لا يعملن فيأتين في المرتبة الثانية حيث تصل نسبة التحرش بهن إلي 27% وتنخفض النسبة لمن يعملن في الوظائف الإدارية إلي 23% ومن يعملن في العمل الجماعي إلي 20%.
التعليقات (0)